العودة   منتديات أنا شيعـي العالمية منتديات أنا شيعي العالمية منتـدى سيرة أهـل البيت عليهم السلام

منتـدى سيرة أهـل البيت عليهم السلام المنتدى مخصص بسيرة أهل البيت عليهم السلام وصحابتهم الطيبين

 
   
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next

امير الرافدين البصراوي
عضو برونزي
رقم العضوية : 110
الإنتساب : Aug 2006
المشاركات : 490
بمعدل : 0.07 يوميا

امير الرافدين البصراوي غير متصل

 عرض البوم صور امير الرافدين البصراوي

  مشاركة رقم : 1  
المنتدى : منتـدى سيرة أهـل البيت عليهم السلام
افتراضي نهج البلاغة مرفأ الإنسانية المعذبة
قديم بتاريخ : 06-08-2006 الساعة : 06:13 AM


نهج البلاغة مرفأ الإنسانية المعذبة
بسم الله الرحمن الرحيم ، الحمد لله على آلائه ونعمائه ، والصلاة على محمّد وآله ، ولعنة الله على أعدائهم أعدائه .

قبل أكثر من ألف عام عندما قدّم الشريف الرضي ( رضوان الله تعالى عليه ) هذه الكلمات إلى الرأي العام كتاباً بين دفتين ؛ اختلف حولها ناس كثيرون ، ولا يزالون فيها يختلفون .

ومهما تناقضت الدوافع والنتائج ، فالذي لا يتناقض فيه المختلفون هو : المدى التصاعدي الذي أحدثه هذا الكتاب في الفكر الإنساني ، ولمّا يزل آخذاً في التصاعد دون أن يبلغ مداه .

أولا يكفي أنّ الإمام أمير المؤمنين ( عليه السلام ) ـ بجميع أضوائه وآفاقه التي تتجاوز كل الأساطير مجتمعة ـ لا يذكر إلاّ ويذكر معه هذا الكتاب ، أو شيء من هذا الكتاب ؟!

لقد تموّج المقطع الأخير من السنين من عمر التاريخ بأمجاد وفتوحات واسعة وحادّة ، كانت ـ بالنسبة إلى الأولين ـ أحلاماً تذهل من فرط خيالها الأحلام ، ولا زالت ـ بالنسبة إلى المعاصرين ـ أشبه بأساطير الأولين .

وفي هذا الطوفان العارم من غليان التاريخ : لم يتصل بنا ـ من الأنبياء والأوصياء ( عليهم السلام ) ـ إلاّ نفر معدود بالأصابع نعدّهم في الغابرين ، وثبت أنّهم أجدر منّا بقيادتنا في نهاية القرن العشرين كما كانوا أجدر بقيادة آبائنا من قبل ، ولا زال بعدهم الواقعي أمامنا أكثر من بعدهم التاريخي ورائنا ، وأحد هؤلاء الإمام ، ولم يتصل بمناهلنا ـ من منابع الماضين ـ إلاّ روافد معدودة بالأصابع كذلك لم تتسنّه ، أحدها : ( نهج البلاغة ) .

إنّ كل شيء في عالم المادّة ـ ابتداء من الذرّة وما هو أصغر من الذرّة ، وانتهاء بالسديم وما هو أكبر من السديم ـ يتحرّك تحرّكاً دورياً ، وفي كل دورة يفرغ طاقة ويجمع طاقة ، وكل شيء في عالم المعنى يتحرّك تحرّكاً دورياً كذلك للانسجام الكامل بين المادّة والمعنى ، قد تختلف الدوائر ولكنّها تبقى دوائر ، والإنسانية ـ كشيء ـ تتحرّك التحرّك ذاته : فمحطّة المستقبل هي قاعدة الماضي ، ونقطة المحطّة ـ القاعدة هي نقطة اللا أمام واللا وراء ، وهي نقطة سقوط الماضي والمستقبل .

وهذا هو سر رحلة الإنسانية نحو ( نهج البلاغة ) باعتباره كتاب حياة ، بعد رحلتها عن ( نهج البلاغة ) باعتباره كتاب تراث ، لأنّ ( نهج البلاغة ) من نقاط التقاء الماضي بالمستقبل ، فهو من المأثور المسطور الذي وفد إلينا من وراء أربعة عشر قرناً ، ولكن لا يمكن أن يعيش عليه ضباب القدم ، لأنّه ـ كالفجر ، كالربيع ، كنجوم الأبد ... ـ يزرع الضوء في الطرق الملغمة بالهوى والهوان ، إنّه كالكون : قديم بإطاره ، وجديد بما تكتشف فيه من أفكار وتدجن منه من طاقات .

أنا لا أعلم كم ـ بالضبط ـ كان مدى صوت الإمام ، ولكنّي أسمع صوته ـ بوضوح ـ يشجّع ضمير الإنسان على الانتشار وتغطية كل تصرّفاته .

وأنا لا أعلم كم ـ بالضبط ـ كان حجم قلب الإمام ، ولكنّي ألمسه ـ بوضوح ـ يضخ الحياة في شرايين الخانعين .

وأنا لا أعلم كم ـ بالضبط ـ كان مدى سيف الإمام ، ولكنّي لا تغزوني سكرة الهموم إلا وأجد أنّي أرفأ إليه ، فيغسل عنّي الويلات ؛ تماماً .. كما كان المعذّبون يلجأون إلى الإمام ، فيمسح عنهم الرهق ، ويفرغ عليهم صحوة الأمان .

إذن : فـ( نهج البلاغة ) جزء من الإمام ، وجناح من أجنحته العريضة : يمنح الدفء للمتجمّد من الجهل ، ويفرش الظل للمحترقين بالظلم ، صحيح : إنّه يحتمل الصدمات بمقدار ما يحمي ؛ ولكنّه الفداء المستمر ، الذي يعيش بخلوده لا بوجوده .

فإذا استطاع ( أن لا يقار على كظة ظالم أو سغب مظلوم ) ، فلا يهمّه ( أوقع على الموت أو وقع الموت عليه ) ، بل يفضّل أن يقع ـ هو ـ على الموت ، فيضع حدّاً لحياته بموت يحيي أموات الأحياء ، فـ( ألف ضربة بالسيف أهون عليّ من ميتة على فراش ) قال هو ( عليه السلام ) .

ولولا أنّ الإمام أبى إلاّ أن يكون الفداء المستمر : لكان ( أدهى العرب ) ـ كما قال ـ ، ولعرف ( فيم علاجهم ) ـ كما قال ـ ، ولاهتدى ( الطريق إلى مصفى هذا العسل ، ولباب هذا القمح ، ونسائج هذا القز ) (1) .

ولاستطاع ـ أخيراً ـ أن يكون أمبراطور العرب بل العالم ، ولكنّه لم يستطع ـ عندئذ ـ أن يكون ( أمير المؤمنين ) و( سيّد الوصيين ) ، وهل يرضى القلب الكبير والعقل العظيم أن يلخص اهتمام ( العالم الأكبر ) (2) في ( سجن المؤمن ) (3) ، ويختصره ( بين نثيله ومعتلفه ) (4) ؟! لقد رضي الإمام ( من دنياه بطمريه ، ومن طعمه بقرصيه ) (5) ، ليقيم الحق ويدفع الباطل ، وليكون مقاس الحق الذي يدور معه كيفما دار .

توقيع : امير الرافدين البصراوي









من مواضيع : امير الرافدين البصراوي 0 الصورة التي شل الله يد مصممها بعد ثواني من تصميمها
0 بس أزور حسين خلوني
0 صور لاحباب قلبي اهل البيت صلواة الله وسلامه عليهم اجمعين
0 بكاء الزهراء على ولدها الحسين عليهما السلام
0 حكامنا العرب: الرهان على الأمريكان مقامرة..
رد مع اقتباس
 

مواقع النشر (المفضلة)


أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الشبكة: أحد مواقع المجموعة الشيعية للإعلام

الساعة الآن: 01:00 AM.

بحسب توقيت النجف الأشرف

Powered by vBulletin 3.8.14 by DRC © 2000 - 2024
جميع الحقوق محفوظة لـ منتديات أنا شيعـي العالمية


تصميم شبكة التصاميم الشيعية