( لاثت خمارهاعلى رأسها،واشتملت بجلبابها ،وأقبلت في لمة من حفدتها ونساء قومها، تطأ ذيولها، ماتخرم مشيتها مشية رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم)
هكذا وصفها من روى خطبتها صلوات الله عليها وهو أحد أحفادها، وكأن العفاف كله يمشي الأرض في تلك اللحظة، خرجت مستجمعة كل مواطن الشجاعة في الدنيا ولم يكن قلب أشجع رجل في الأرض أقوى من قلبها في تلك اللحظة فكلما تقدمت خطوات ازدادت إيمانا بقضيتها وكلما استرسلت في إلقاء خطبتها ازدادت حجتها قوة، خرجت تطالب بحقها وهي عارفة بنية القوم ومنتهى غايتهم فلم تخرج لتنتزع فدكا فقط ممن اغتصبها ظلما بل خرجت وكان خروجها ثورة أوقدت شعلتها بخطبة عصماء نزلت كلماتها على رؤوس القوم كالصواعق فلن تنطفئ هذه الشعلة الى يومنا هذا، وقفت دفاعها عن معتقد راسخ في الأسلام وهو الأمامة والتي أشارت له في خطبتها الشريفة حيث قالت (.... وامامتنا أمانا للفرقة...) ، خرجت خوفا على الأمة ووحدتها من التمزق والضياع بعد أن تآمر القوم على أمر الوحي وإبداله بتنحية الولي الناصح لهذه الأمة، وقفت على الرغم من وهن الجسد وشحوب الوجه وعظم المصاب وفقدان العمد وهي تعلم أن هدف القوم هو اقامة حصار اقتصادي على أهل بيت النبوة وتقويض مصدر رزقهم بعد أن حرم الله عليهم الصدقات، خرجت بعد أن أعلن القوم الأحكام العرفية فلا حرمة لأحد فأما القتل أو النفي أو الهتك، وهي الوحيدة التي لها مكانة في الأسلام لأنها أمرأة ولأنها الباقية الوحيدة من تركة رسول الله صلى الله علية وآله فكانت شبيهة أبيها في مشيته وفي عذوبة منطقها ودقة ألفاظها ولم لا وهي أم أبيها ولم لا وهي الحجة عل الحجج المعصومين وهؤلاء حجج الله على خلقه، فكيف يبغض الزهراء من يعرف موقعها من رسول الله؟ وكيف يغصبها حقها من شهد بمقامها وقربها من حبيب الله محمد؟ فما هو عقابه وماهي عاقبته.
فقالتها جهارا علنا سلام الله عليها: (( فدونكها مخطومة مرحولة تلقاك يوم حشرك ،فنعم الحكم الله، والزعيم محمد، والموعد القيامة وعند الساعة يخسر المبطلون.))
خرجت روحي فداها بعد أن رأت كيان الأسلام مهدد والسنة قد حرفت ولازال العهد جديد وموت الرسول قريب، الزهراء فلجت القوم ببلاغتها وأخرستهم فكأن على رؤوسهم الطير حتى ارتجت جدران المسجد من شدت ألمها وزفراتها فعلا نشيج القوم ونحيبهم وراحت تفقه الناس عقائدهم وحددت أسباب التشريعات ووقفت على كل شاردة وواردة فلم تبق لهم منفذ ولم تترك لهم حجة فجاءت خطبتها موسوعة فريدة في البلاغة والفقه والأدب.
فهي حلقة الوصل بين النبوة والأمامة والعروة الوثقى التي من تمسك بها نجى ومن تخلف عنها غرق وهلك، وهي هي بنت النبي وزوج الوصي وأم العترة البررة فويل لمن سن ظلمها وأذاها.
ماتت فاطمة وهي مظلومة من أمة نقضت عهدها ولم تحفظ الوديعة وكان رسول الله يوصي بها، أمة تؤمن بالخرافة تؤمن بالعنف والأقصاء الأرهاب، ولاتؤمن بالحق والسلام وماجاء به النبي، أمة اتبعت أهواءها فهلكت، أمة جاحدة لنبيها وعترته،واثقل شئ على مسامعهم أن تذكر منقبة للزهراء أو مكرمة لها فعندما تقول أنها محدثة تكلمها الملائكة فهذا كفر في ملة القوم، وبصريح قول رسول الله أن فاطمة سيدة نساء العالمين وبصريح القرآن أن الملائكة تحدثت مع زوجة ابراهيم وفاطمة سيدتها فلم لاتكلمها الملائكة وتحدثها!!!!!!
قوم فطموا على بغض الرسول وآله لالشئ سوى إنه غير معتقدات أجدادهم عبدة الأوثان وهذب أخلاقهم ورفعهم الى القمة بعد أن كانوا قوما خاسئين خائفين أن يتخطفهم الناس من حولهم يأكلون القد ويشربون الطرق،ولم يطلب الرسول فداه روحي على عمله هذا أجرا بل كان أجره حب أهل بيته وهذا الحب مردود ثوابه لمن يحب وليس للرسول نفسه.
فلازالت ثورة الزهراء مستمرة نتعلم منها كيف ندافع عن الأسلام ووحدته ونرفع شعارها حتى يأذن الله لنا بالنصرعلى يدي حفيدها قائم آل محمد أرواحنا لمقدمه الفدا مهما حاربونا وقتلونا أبناء صهاك وأبناء هند وسمية .اللهم إلعن أول إرهابي في تاريخ الأسلام الذي ظلم فاطمة حقها وهجم على دارها وضربها وأسقط جنينها ، وارزقنا شفاعة الزهراء وأبيها وبعلها وبنيها.
فسلام عليك ياسيدتي يوم ولدت ويوم استشهدت ويوم تبعثين حية، يومها تطأطأ الرؤوس بأمر الرحمن جل ثناءه لتدخل الزهراء جنة الله الخالدة التي خلقت من أجلها.