الكل لا يغفل عن مكانة سيد الشهداء عليه السلام و مدى التضحيات التي قدمها يوم
الطف و مدى المكانة التي حاز عليها جانب العرش و بلسانه كن فيكون,, نعم هذا أبا عبد الله سيد شباب أهل الجنة كيف لا يكون له هذه المنزلة العظيمة ,, ولكن السؤال أين نحن منه ؟؟!!
و ها نحن نقف على أعتاب شهر محرم الحرام ,, ماذا أعدة أقلامنا له ؟
و من المعتاد إن كل جليل قدراً و عظيم سلطان يستقبل بذكر مآثره و تنحت السطور حروف الولاء له ,, أليس لخدمة أبا عبد الله عليه السلام جانب ؟
أين نحن .. هل في غفلة و سبات عن فضلها ناهيك عن شرف الخدمة بين يده ؟
أين أقلامنا التي أبلت بلاء حسن في شتى المجالات و الموضوعات هل لأبى عبد الله عليه السلام نصيب منها ؟؟
اسمع هذه القصة:
أحد المؤمنين رأى في عالم الرؤيا مولانا سيد الشهداء صلوات الله عليه ومعه مولانا شيخ الأنصار حبيب بن مظاهر رضوان الله عليه.
وكان مولانا حبيب معه سجل (دفتر) يسجل فيه أسماء كل من يشارك في مجالس سيد الشهداء،و الإمام الحسين هو الذي يأمره بتسجيل أسماء المشاركين.
فكانيقول لحبيب: هل سجلت فلانا؟؟
وحبيب يقول له: نعم.
وإذا كان لم يسجله يقوم فورا بتسجيله.
وهكذا يسأله وهو يجيب أو يسجل من لم يكتب اسمه.
إذ بمولانا سيد الشهداء قال لحبيب: هل سجلت فلانا،وذكر اسم شخص مؤمن يعرفه صاحب الرؤيا.
المهم أن مولانا حبيب سجل اسم ذلك الشخص في صفحة المشاركين في المأتم الحسيني.
هذا المؤمن (صاحب الرؤيا) انتبه من منامه،فتوجه مباشرة إلى الشخص المؤمن الذي أمر سيد الشهداء حبيب أن يسجل اسمه.
لأن صاحب الرؤيا كان يعرف ذلك المؤمن.
لما طرق عليه الباب وفتح له وضيفه بالمجلس؛سأله:
أقصد صاحب الرؤيا سأل ذلك المؤمن.
أخبرني ما العمل الذي قمت به اليوم؟؟
قال له: لم أقم بأي عمل معين اليوم!!
قال له: حاول أن تتذكر جيدا.
فقال له: خصوصا هذا اليوم لم أخرج إلى العمل أساسا.
قال له: طيب...اذكر لي ماذا صنعت من أول اليوم إلى الآن.
قال له: اليوم أنا استيقظت متأخرا،وقالت لي زوجتي:
لا يوجد بالبيت (سكر)،فاذهب واشتر لنا.
فخرجت واشتريت مقدارا من السكر.
وأنا راجع إلى بيتي مررت بمأتم حسيني وكان الخطيب يقرأ فدخلت وتشرفت
بحضور المأتم الحسيني حتى انتهى الخطيب ونزل.
بعد ذلك في المأتم قاموا بتوزيع (الشاي)،فأخذت لي (كوب) شاي،ولما تذوقته
لاحظت أن السكر فيه قليل جدا!!
وقبل أن أنادي خادم الحسينية الذي يوزع الشاي تذكرت أن معي
كيس السكر الذي اشتريته لبيتنا.
فقلت في نفسي: لا أحتاج أن أنادي خادم الحسينية!!
بل سأضع قليلا من السكر في (كوب) الشاي الذي لي.
وفعلا وضعت السكر وشربت الشاي،ومن ثم عدت إلى البيت.
هذا ملخص كل ما قمت به اليوم.
ثانيا: أخبرني لماذا أنت مصمم على هذا السؤال؟!!
فقال ذلك المؤمن (صاحب الرؤيا): هنيئا لك هنيئا لك!
أتعلم أنك بهذا المقدار القليل من السكر الذي وضعته لنفسك في الشاي
لقد أمر سيد الشهداء بتسجيل اسمك في ديوان المشاركين في هذا المأتم؟!
فانبهر الرجل وقال: كيف ذلك؟؟ ومن أين علمت؟!
فأخبره بالرؤيا التي رآها كاملة.
فاغرورقت العيون بالدموع على أبي الأحرار.
على من ضحى برضيعه لأجل الدين...
على من احتضر على ولده الشباب مولانا علي الكبر لأجل إنقاذ الشيعة من النار.
أين أبناء الأحساء الذي يحبون التشرف بخدمته
لنقف بين يدي مولاي حبيب أبن مظاهر و نقول أقبل بالقليل مني و سجل أسمي في سجل أبا عبد الله عليه السلام
فإني أستحي من أبا عبد الله عليه السلام من قليل ما بين يدي له , مقارنة بعظيم عطائه .
أينكم فإنا نحن المحتاجون لنرتوي من فيضه و فيض المعرفة به و بنور وجوده و الطريق الذي رسمه لنا بدء من واقعة الطف إلى جنة الخلد ,, هل نحن أغنياء عنه لا , لا , لا والله بل هو غني بالله عن عطائنا
فلا تقصروا على أنفسكم
ولا تحرمها شرف الخدمة
وطوبى لمن خدم و من ساهم و من حاول
لا تفوتكم فتخسرونه إنها عظيمة
و هذا نداء من أحدى المؤمنين .. أقرئوه بتمعن :
يا مؤمنون:
أقسم بصاحب بيعة الغدير بأننا أغنياء بالإمام الحسين!!
لكن لماذا نغفل عن التقرب إلى ربنا سبحانه بأسرع سفينة للنجاة؟؟!
لكن يجب علينا أن نفهم سيد الشهداء أكثر!
يجب علينا أن تكون معاملتنا معه بشكل أوسع!!
يجب ألا نعتقد بأن الحسين فقط داخل جدران المأتم فقط
وخارج المأتم لا يوجد الحسين!!
يجب أن نجعل تعاملنا مع سيد الشهداء في بيتنا وفي أعمالنا وفي تقربنا
إلى ربنا سبحانه.
وفي كل شيء وفي كل شيء.
والله نحن المحتاجون...نحن الفقراء وهو الغني عنا!!
يجب أن نفهم ونعي ذلك جيدا!!!
حاولوا قدر ما تستطيعون...ابذلوا قصارى جهدكم ألا يطوف عليكم شهر إلا وقدمتم
شيئا للإمام الحسين صلوات الله عليه.
اجتهدوا ألا يطوف عليكم يوم إلا ووجهتم سلامكم على سيد الشهداء
خصوصا خصوصاً بعد صلاة الفجر بأي زيارة ولو قصيرة.
نفهم من هذه القصة: أن سيد الشهداء لم يترك لأحد منا عذرا في التقرب به إلى الله عز وجل.
نسأل الله التوفيق و السداد لنيل وسام هذا الشرف
أختكم