|
عضو برونزي
|
رقم العضوية : 14474
|
الإنتساب : Dec 2007
|
المشاركات : 411
|
بمعدل : 0.07 يوميا
|
|
|
|
كاتب الموضوع :
فطومة الحلوة
المنتدى :
المنتدى الثقافي
بتاريخ : 16-03-2009 الساعة : 02:30 PM
... الجـــــزء الســـــابع ...
... حضـــــور الـــــذنب ...
ثم أمرني أن أسلمه كتابي الذي بدي اليمنى . فناولته إياه وقلت : لك جزيل شكري وتقديري لأنك أنقذتني من غربتي وسترافقني وتواسيني في رحلتي هذه .
قال : سوف لن أدعك وحيدا ما استطعت , إلا ..
تغيرلون وجهي فسألته مرعوبا : وماذا ؟
قال : إلا أن يتغلب علي ذلك القادم فتبقى أنت وهو !
سألته : ومن هو ذاك ؟
قال : ن كل ما أعرفه هو أنك سلمتني صحيفة أعمالك اليمنى أما صيفة أعمالك التي في الشمال فهي مازالت معلقة في عنقك ولا تدع شيئا إلا أحصته . وهنا لك شخص آخر اسمه (( الذنب )) سيستلمها منك , فإذا ما تغلب علي ستكون رفيقه حينذاك , وإلا فإنني سأرافقك على مدى هذا الطريق المحفوف بالمخاطر .
قلت : سأعطيه الصحيفة مباشرة حتى يذهب , قال (( حسن )): إنه نتيجة أعمالك القبيحة وخطاياك ويحب البقاء عندك .
كنا مسترسلين في الحديث وإذا بي أشعر برائحة كريهة للغاية تزعجني . قد ملأت تلك الرائحة الأجواء وقطعت علينا حديثنا , وبرز في قبري شبح قبيح وكريه . ومن شدة هلعي التجأت بـ(( حسن )) وتعلقت به بقوة , وهنا أمسك ـ الذنب ـ بعنقي بيديه القذرتين الوسختين وأخذ يزمجر مقهقها : إنني سعيد يا صاحبي ... وواصل قهقهته بصوت عالي , فاستحوذ علي الرعب والخوف وعقد لساني عن الكلام واشتدت ضربات قلبي حتى فقدت الوعي . ولما أفقت وجدت رأسي في أحضان (( حسن )) ولكنني بمجرد رؤيتي لوجه حسن الملطخ بالدماء هيمن على فؤادي الحزن حيث تصورت أن ذلك الشبح القذر ـ الذنب ـ قد انتصر عليه وقهره , ولكن (( حسن )) كان يعلم بما يدور في قلبي , نظر إلي وقال بهدوء : لا تحزن , فبعد صراع وجدل شديد أعطيته كتابه وأبعدته عنك حتى حين .
ثم نهضت متكئا على كتف (( حسن )) والدموع تترقرق في أحداقي , وقلت : إنني أود أن تبقى إلى جانبي إلى الأبد , لقد أزعجني ذلك الشبح الكريه , والغربة بالنسبة لي أفضل بكثير من المكوث إلى جانبه فإذا ما جاورني الذنب سأعيش الإضطراب .
قال (( حسن )): له الحق في أن يجاورك فهذا ما أردته أنت .
قلت له متعجبا : إنني لم أدعه أبدا .
قال : على أية حال أعمالك الطالحة وذنوبك هي التي جعلته يكون هكذا ولا بد أن تراه مرة أخرى إلى جانبك .
فاعتراني الخجل لما قاله (( حسن )) واضطربت بشدة , ثم سألته مرتعدا : متى وأين ؟.
قال : ربما في الطريق الذي سنسلكه .
قلت : أي طريق , أي مسير ؟
قال : في ضوء ما بشرك به منكرونكير فإن مستقرك في بقعة تقع في وادي السلام . وعليك الإستعداد للرحيل إلى هناك .
قلت : وأين يقع وادي السلام ؟
قال : هو مكان يتمنى كل مؤمن أن يبلغه , ولابد لك من العبور من وادي برهوت كي تتطهر في الطريق من كل درن وخبث , وذلك من خلال المشقات والصعاب التي ستتجرعها وحيث تذوب خطاياك , فتبلغ مقصدك بسلام .
قلت : وما هو برهوت ؟
قال : إنه مكان يستقر فيه الكافرون والظالمون وفيه يذوقون عذاب البرزخ .
يتبع...
|
|
|
|
|