دروس في مهارات فن التعايش والتغلب على المشاكل (التحديات الزوجية)
بتاريخ : 13-04-2009 الساعة : 02:24 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآلِ محمد واللعنة الدائمة على أعدائهم أجمعين من الأولين والآخرين إلى يوم الدين يارب العالمين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
حبيت اقدم لكم الدروس التي درستها واستفدت منها في مهارات فن التعايش والتغلب على المشاكل من استاذتي العزيزة : أم أحمد آل سيف
أولاً ( التحديات الزوجية )
سيتناول البحث :
ابرز التحديات التي تواجه الزوجين في السنوات الخمس الأولى :
1- سوء الاحتيار
2- الملفات المفتوحة
3- تدخل أم الزوج أو الأصدقاء
4- عدم اهتمام الزوج بزوجته وتقدير مشاعرها واحترامها
5- قلة المعرفة بالمعاشرة بين الزوجين
6- كثرة الديون
7- الإسراف المالي
ونقاط اخرى رائعة سيتم تفصيلها
8- الخلافات العائلية
9- عدم توفر سكن مستقل
10- صراع من الاقوى
11- الإمساك المالي المؤقت
12- انشغال الزوجة وإهمالها للزوج بعد أول مولود
13- الشك والغيرة
14- صعوبة الانسجام والتكيف
15- عدم تحمل المسؤولية
16- تأخر الإنجاب
17- عدم صبر الزوج على إزعاج الاولاد
18- عدم النظر إلى المحاسن والإيجابيات والتركيز على الأخطاء والسلبيات
19- كثرة الأعباء الحياتية وعدم تقدير الطرف الآخر لذلك
20- الذنوب والمعاصي
21- إهمال الجانب العاطفي والغريزي
22- كثرة اللوم والعتاب
23- الجهل بحقوق الطرف الآخر وواجباته
24- تباين الشخصيات
من المفترض أن يُمثل الكيان الأسري صمَام الأمان في حياة الإنسان على مستوى جميع الأفراد (الزوجين ، الأبناء)
إلا انه في عصرنا الحاضر غلب على مجتمعاتنا الطابع المادي والمصالح في التعاملات الاجتماعية فأصبحت العلاقة مبنية على هذه الأسس ( هناك مصلحة بيني وبين شخص .. دامت العلاقة معه واستمرت ) أما أن تدوم العلاقة دون وجود مصلحة مشتركة ويكون الغالب عليها التفاني / الاحتواء / التفهم / التغاضي / الاحترام ، فإن ذلك اصبح اليوم من الامور النادرة على صعيد المجتمع ككل ويزداد الأمر سوءاً لو وجدت هذه المفاهيم القاتلة للروح الإنسانية في الأسرة لاسيما بين الزوجين ..
إذ انه في حال غياب الأسس والقوانين والتشريعات السماوية بين الزوجين من الحقوق والواجبات التي ينطلق من خلالها الفرد في بناء الأسرة ..
هنا يكون البناء غير سليم ومزعزع لايستطيع مواجهة أي مشكلة فيعتريه الضعف في أي لحظة وقد ينهار لا سمح الله .
نرى كذلك ظاهرة تجتاح مجتمعاتنا وهي الطلاق النفسي والطلاق العاطفي الذي يظهر عليه البعد النفسي والفكري والروحي وغياب التلاقي والانسجام بين الزوجين .
لذلك مع هذه الاوضاع نأمل أن تكون الحياة الأسرية مبنية على القوانين والتشريعات الإلهية التي شرعها الله تعالى في القرآن الكريم وعلى لسان نبيه محمد صلى الله عليه وآله وسلم حتى تغمر هذه العلاقة المودة والرحمة والألطاف الإلهية وتسودها عناية السماء كما في قوله تعالى : ( ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجاً لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة )
هذه الآية الكريمة .. ذات أبعاد تكوينية وتشريعية ونفسية عميقة لابد من فهم عميق وواعي لهذه السنة التكوينية لكلا الزوجين .
وهذه من أعظم النعم الإلهية لكلا الزوجين وهي أول منح السماء وعطاياه وهداياه لهما وهي ( المودة – الرحمة – السكنى )
وسبقها بُعد نفسي عميق ننطلق بكل هذه المعاني من دواخلنا تجاه أنفسنا بكل ما نقدمه لكلانا وهي ( أن خلق لكم من أنفسكم أزواجاً ) يعني الطرف المقابل لي شريكي أو زوجي هو جزء من نفسي أو نفسي ، ومن منا لايميل بفطرته وسجيته إلى حب نفسه ؟؟ والمحافظة عليها ؟؟ وحفظها مما يؤديها أو يضرها ؟؟ ومن منا لايسعى إلى محاولة إسعادها والارتقاء بها ؟؟ والاستنهاض بها وتميزها وتطويرها ؟؟ ومن منا لايرغب في بناء علاقة صحيحة مع ذاته أو نفسه ومن منا لايحاول أن يسعى لراحتها والسمو والرقي بها ؟؟
كما تحدثت السماء بمعاني ومضامين مشابهة ومدعمة لهذا الميل الفطري .. فالله سبحانه وتعالى خلق الإنسان وهو أعلم بما يصلح له ويناسبه ويشبع رغباته وحاجاته الفطرية كما في قوله تعالى : ( اللهم اغفر لي ولوالدي ) وهنا على سبيل القياس بدأ بالنفس .. الذات ثم يأتي بعدها الوالدين .
ولذلك فإن محاولة التعامل والانطلاق من مفهوم وفلسفة حب النفس أحبُ زوجي أو زوجتي لأنه جزء من تكويني النفسي والروحي والمعنوي ثم اندماج جسدي بعمق العلاقة الحميمة بينهما ، إنما هي علاقة غير منفصلة عن ذاتي فكل مايقدمه أحدهما أو كلاهما للآخر ينعكس على ذاته راحة وسعادة وطمأنينة وسكينة وشعور بالأمان والاحتواء وهذا يجعلهما أكثر قدرة وقوة وصبر وتحمل وفهم ووعي على مواجهة تحديات الحياة الزوجية ومايرافقها من حراك في كثير من الاختلافات التكوينية لهما ..
بل يؤدي بهما إلى تطور ونمو وخبرة ومعرفة إذا انطلقا من مرجعية واحدة ومنهجية واحدة وهي تعاليم السماء ونهجها المبلغ لنا عن طريق رسول الإنسانية ورحمتها محمد صلى الله عليه وآله وسلم وبإتباع هذا المنهج يوفق الزوجان ويسددان نتيجة لاستثمارهما رأس مال السماء المنحة الإلهية وتطفي على حياتهما سعادة في الدنيا والآخره بل وينعكس ذلك على أبنائهما ويورثان لهما رأس المال الإلهي الذي لاينضب ليكونوا لهما قرة أعين ، كنتيجة حتمية للتربية السماوية .. وذلك نتيجة إشاعة أجواء الألفة والمودة والرحمة والشفقة والحنان والحب والأحتواء والتفهم والصبر والدعم والمساندة بكل أبعادها والنجاة بهم من الأزمات والصراعات النفسية والتمزق الروحي التي لو غابت عن أجواء الأسرة أو تجاهلناها أو تعاملنا معها بعدم وعي وفهم واحتساب في ذات الله وإنتظار الأجر والثواب العظيم في الدنيا والآخره .. تحولت حياتنا إلى شقاء فالتعامل بما أمر الله والعمل به هو شكر للنعم ونتيجة الزيادة هو النماء كما قال تعالى : ( لئن شكرتم لأزيدنكم ) وكذلك هناك أسباب كثيرة تؤدي بالزوجين إلى مواجهة بعض الصعوبات والتحديات أو العقبات التي تعرقل مسيرتهما سيأتي ذكرهما في الآيام القادمة إن شاء الله .
تمنياتي لكل زوج وزوجة الاستفادة لبناء أسرة وعلاقة حميمة وسعيدة