[سلمان الفضل]

في جدة عروس البحر تختلط مياه الصرف الصحي بالمياه الجوفية.. وإذا ما عجبك أيها المواطن فلتشرب ماء البحر

إذا كان التاريخ يقول بأن جدة هي عروس البحر الأحمر فإن المسؤولين في ثاني أكبر مدن المملكة يؤكدون بالأفعال وليس بالأقوال بأن أحياء جدة السكنية هي قذارة المدن السعودية والبحر الأحمر.
ورغم وجود مخططات عمرانية حديثة على الورق في دوائر بلدية جدة تشمل المباني السكنية الحديثة وشبكات الطرق والإنارة والصرف الصحي والإصحاح البيئي إلا أن واقع الحال يكذب هؤلاء ويؤكد بان تلك الحياة المصنفة أحياء سكنية على الورق هي في الواقع مستنقعات ومرتع للجرذان والبعوض وهي أحياء تنتشر فيها الأمراض الخطيرة مثل حمى الضنك وغيرها من الأمراض التي ينقلها البعوض والقوارض الأخرى للإنسان.
فكلما تجولت في مناطق جدة تصادفك برك المياه الراكدة ويصعب عليك تجاوزها ما لم تغوص بقدميك إن كنت راجلا أو بسيارتك إن كنت تقودها في مستنقعات تلك المياه الآسنة داعيا الله أن تتمكن من الخروج سالما منها.
بمرارة كبيرة وخوف على حياة أبنائه وتطلعا منه لأن يعيشوا مثل بقية أبناء وطنهم تحدث المواطن حسن الصبحي لإحدى الصحف المحلية وهو يقول تحملنا على مضض طفح المياه الجوفية، المختلطة بمياه الصرف الصحي، على أمل أن تتحرك أمانة جدة لإيجاد حل جذري للمشكلة التي يعاني منها جميع سكان حي النسيم الجديد ـ بني مالك 4 ـ ، مضيفا وهو في حالة من الغضب على الحكومة بقوله لكن لا يمكن أن نسكت بعد أن تسربت المياه الآسنة إلى خزانات منازلنا.
ويتحسر المواطن على الحال الذي آل إليه هذا الحي، رغم أنه من الأحياء الجديدة في عروس البحر الأحمر، وقال إن الطفح الذي يكاد لا يخلو منه شارع، يسد مداخل العمارات السكنية، مسببا لسكانها الكثير من المشاكل المزعجة, ويتكاثر البعوض والحشرات الأخرى في البحيرات التي توفر مرتعا خصبا للجراثيم، وتنبعث منها روائح كريهة.
وأشار إلى أنه لا توجد مخارج لتصريف مياه الأمطار من الحي مما يؤدي إلى تراكمها وتسربها إلى باطن الأرض لتغذي المياه الجوفية في حي منخفضة أرضه نسبيا مقارنة بالأحياء المجاورة له.
المواطن أحمد الشمراني استغرب من جانبه بأن مواطني هذا الحي الجديد تقدموا قبل أكثر من عام بشكوى إلى أمانة جدة، طالبوا فيها بتصريف المياه الجوفية، وبدلا من حل المشكلة عاقبتهم الأمانة بشفط طفح تلك المياه على حسابهم، وفرض غرامات وعقوبات أخرى عليهم وصلت إلى حد سحب عدادات الكهرباء، مستهجنا هذا التصرف الغريب الذي لا يمت للوطنية بصلة.
أما المواطن خالد الحمد فقد عبر عن رأيه بصراحة قائلا إن هناك أكثر من ميزان تكيل به الدولة للمواطنين، موضحا بأنه في الوقت الذي يتم فيه الاهتمام بالرياض وبعض المدن الأخرى التي يتخذ منها بعض أمراء العائلة المالكة مقرات لهم حتى كادت تصبح مثل مدن سويسرا في نظافتها فإن مدينتنا تعاني من الإهمال المتعمد، وإذا كان أغلب سكان جدة لا يعلمون السبب فإنني أقول بأن السبب يرجع إلى عدم إنفاق مداخيل البترول على التنمية في المملكة وأن عوائد هذه الثروة التي حبانا بها الله تذهب إلى جيوب البعض بينما نحرم منها نحن سكان هذا الوطن.

وكالة أنباء الجزيرة "واجز"
http://www.wagze.com/