يا ليت أني فيلسوفْ
كي أدرك الأسرار في عينيكِ
أسرار السيوفْ
ولكي أحلّ اللغز في شفتيكِ
لغز الرحيق وقد تعتّق في القطوفْ
كي أعرف العمق الذي أهوي به لما تلامست الكفوفْ
أحتاج معرفة الهجاءِ
لهذه اللغة القديمة في الكهوفْ
لغة حروف هجائها أحلى الحروفْ
وسطورها وصفوفها أحلى الصفوفْ
لغة العيون وقد تمادت في الكلام ِ و أبحرتْ في زورق العشق الرهيفْ
***
ما زالت العينان أقوى الأسلحةْ
وتظلّ أقوى الأسلحةْ
وأرقها
تدمي القلوب بلا نزيف أحمر ٍ
و تفجّر الأضلاع دون قنابل ٍ
تحتلّ أرواح الرجال بلا جيوش ٍ جامحةْ
* * * *
ما دامت الأقداح قد ملئت بصهباء الجمالْ
لنعبّها كي لا تضيع سدىً فقاعات الخيالْ
و لنملأ ْ الأقداح حُسنا كلما ملأتْ عناقيدُ الكروم ِ
فراغاتِ السِّلالْ
* * * *
عيناكِ سلاّت العنبْ
مصفوفة في الظلّ ترمق وحدة الحجر العتيقْ
والكرمة السمراء تغفو فوق رجم ٍ
شاخ قد ملّ الحِقبْ
للصيف رائحة على صبر الطريقْ
على يمين المنحنى
لمّا جلسنا في ظلال لامست ثوب التعبْ
وتمايل الغصن المحمّل بالثمار و بالطيور وبالبريقْ
ورنين أجراس السنابل عندما
طار الحمام لمقدم الفتيان مع خيل القصبْ
وحلاوة التعب العريقْ
وهناك قد طار السنونو بين جدران البيوت وأحداق الخِربْ
وهناك قد سعت الفراشات المضيئة بين أزهار الحقول وأكوام الحطبْ
والشمس في طرف البلدْ
جمعت أشعتها بصندوق الأصيلْ
نقشت عليه حمامة مفرودة الريشات
في حضن الرحيلْ
رحلتْ بصندوق الأشعة ِ
ثمّ جاء الليل باللون العميقْ
كنّا على تلّ الصنوبر نحتسي الأحلام مع دفء الشهيقْ
ما زال في أنفاسنا عطر الرغيفْ
يأتي إلينا من أصابع جدّتي
ونشمّ من ذاك الدخان وقد سرى عبر المدى
عَبَق الزمان ِ معانقا عَبق الحطبْ
هذي تفاصيل الطفولة ذات يوم صائف ٍ
عيناك ِ سرّ الموسم الحاني الظريفْ
عيناك ذات الموسم ِ
عيناك ِ صيف عشتُه ُ
صيف ٌ مليء بالذهب ْ
عيناك سلاّت العنبْ