|
عضو برونزي
|
رقم العضوية : 27674
|
الإنتساب : Dec 2008
|
المشاركات : 300
|
بمعدل : 0.05 يوميا
|
|
|
|
المنتدى :
المنتدى الثقافي
فاطمة تسأل عن فاطمة ...
بتاريخ : 15-05-2009 الساعة : 10:25 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله ربِّ العالمين والصلاة والسلام على محمد وآله المعصومين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
السلام على الحسين وعلى علي بن الحسين
وعلى أولاد الحسين وعلى أصحاب الحسين
الذين بذلوا مهجهم دون الحسين عليه السلام
إلى كل أطفال فاطمة أهدي حب فاطمة ...
إليك يا طفل فاطمة كلمات قاصرة في حب فاطمة ...
إليك يا مولاي صاحب الزمان وأرجو القبول ...
فاطمة تسأل عن فاطمة
جاءت مسرعة وارتمت في حضن أمها
كان بودها أن يضمها صدر أمها عن كل ما حولها
رفعت رأسها .. تتأمل وجه أمها ...
ثم سألت : أمي هل تعرفين فاطمة ؟
أيُّ فاطمة يا أماه ؟؟؟
فاطمة التي ارتقت الحياة , وخاطبت الجناة
تكلمت فشقت عصى الزمان وعرّت وجه الفناء
ابنتي : هذا كلام رواه الإمام , أنتِ .. من أسمعكِ إياه ؟؟
في ليلة من ليالِ الوفاة .. رقدتُ على حافة الرواة ...
سمعت كلام يأتي من لا مكان ...
صرخات هزت كيان الرحمن ...
فتشققت الأرض وانبعثت منها رائحة الظلاّم
لقد هاجت غضباً ...
فابتلعت غصتها وهدأت , إنها بنت رحمة الإله
لكنها لم تسكت ...
بل بيّنت وأزاحت الستار ...
كان خطاباً تطاولت إليه الأنام ...
وخطته نحتاً على قلوب العُشاق ...
كانت وجوه قومها صفراء ...
فارغة من العطاء ...
حتى حين ركز المسمار في قلب الزهراء
سالت دموع بلهاء
كما تلقت آذانهم كلماتها ببرود جمّد الدماء
جرّت آلامها ونهجت طريقة نوح في البلاغ
آآآآآه يا زمان ...
الصبر كان ومازال درب الآل
..............................
سمعتُ يا أماه انتحاب ...
بجانبي كانت تجلس فتاة ...
سألتها : أنتِ صاحبة المصاب ؟؟؟
نعم إنها زينب , تستطيع أن تروي دون نسيان ...
لم تكن صاحبة عضلات ...
ولا كبيرة تصد الأعداء ...
بل كانت ذات عقل عجز عن إدراكه العلماء ...
فروت القصة ذات الخمس سنوات ...
تعجبت من صبرها الأملاك ...
تجلسها أمها في حجرها ...
وتنحت في ذاكرتها كل الأحداث ...
لم يسقط سهواً محسنها ...
ولا غصت في غصتها , فنست صفعة الأنذال
زينب أنتِ بريد أمكِ , قولي إنهم جرحوا الحقيقة
ووضعوا الحقد في الجراح ...
بيت الأحزان أخفوه عن الأنظار
لأنه شاهد عيان ...
..................................
كلما أراد الراوي أن يوقف الأحزان
وقفت له زينب بالمرصاد ...
هناك آلاف الانتهاكات وتريد أن تقف عند الباب ...
بل تفضل وادخل يا حاج ...
أنظر .. كيف هي مبعثرة جثث الأطفال ؟؟؟
أنهار من دموع الأمهات ...
تجري فتحفر أخاديد في ذرات التراب
تروي مزارع التفاح ...
حيث حياتها من هذه الثمار ...
طاهرة محصنة , لا يأتيها الباطل , ولا من أي اتجاه
خسر بنو آدم شمس البقاء ...
على مذبح الرغبة والأهواء ...
وفي لحظة الانتباه ...
رأيتُ يا أمي العالم في بكاء
تندمل جروحهم ...
ثم تنكأ بعود الاستهزاء ...
آآآه أمي أريد الذوبان في صدرك الدار
ولا أرى كل تلك الأحزان
أينما تنظر عيني ترى سحق لكرامة الإنسان
تمسح فاطمة على رأس فاطمة
بُنيتي لا تحزني ...
ولدي .. يراقب عقارب الأيام ...
متى تدق ساعة القيام ...
إنه بجنبكِ , يمسح على رؤؤس الأطفال
يحبكم حتى تكونوا أنصار ...
لأنه ...
قلوبكم صفحاتُ نقاء ...
ندية , فيها الكثير من الإخلاص
لم تنجسها الجاهلية الجهلاء ...
...............................
فاطمة .. فاطمة .. تهزها يد الأقدار
تيقظي نريد العودة للأطهار ...
هل انتهى الحاج من قراءة المصاب ؟
نعم إنه ينتظرك ...
يحمل في جيبه لكِ رسالة ...
لكنه يقول : لا تفتحيها اليوم ...
بل كل يوم لكِ معها لقاء ...
تجددينه عهدا كل صباح ...
فرحتْ فاطمة ...
وصارت الرسالة حلمها الذي تنام عليه
وتصحو تقلبه ...
تخاف أن يضيع منه حرفاً ,
أو تمسح حقيقته قسوة الإنسان ...
المنى 13\5\1430ه
|
التعديل الأخير تم بواسطة بنت الأحساء ; 15-05-2009 الساعة 10:31 PM.
|
|
|
|
|