على كل شخص أن يفكر في نفسه ويجد له طريقاً للارتباط مع الحجة عجل الله تعالى فرجه الشريف، وأن يعثر على فرجه الشخصي، سواء كان ظهور وفرج الإمام عجل الله تعالى فرجه الشريف قريباً أم بعيداً.
لم يكن المقدّس الأردبيلي والسيد بحر العلوم رحمهما الله - واللذان لا يحتمل في حقّهما الكذب - يقبلان جملة (فعليه لعنة الله) [حول ادعاء رؤية الإمام عجل الله تعالى فرجه الشريف] وكانا يقولان: إن المقصود بها هم البابية ومدّعي المهدوية.
ومع أن الارتباط والعلاقة مع الحجة عجل الله تعالى فرجه الشريف والفرج الشخصي أمر باختيارنا ويقع بإرادتنا، خلافاً للظهور والفرج العام، فلماذا لا نهتم بكيفيّة تحقيق الارتباط والعلاقة معه عليه السلام؟ ولماذا نحن غافلون عن هذا الموضوع ونهتم فقط بالظهور واللقاء العام معه عليه السلام؟ مع العلم أنه إذا لم نهتم بإصلاح أنفسنا لتحقيق فرجنا الشخصي فهناك خوف من أننا سوف نفرُّ منه عند ظهوره; لأننا نسير في طريق من لا يفرّق بين الأهم والمهم.
إن وظيفة الشمس هي الإضاءة وإن كانت خلف الغيوم، والصاحب عجل الله تعالى فرجه الشريف هو كذلك أيضاً [عمله الهداية] وإن كان مستوراً عنا بحجاب الغيبة كما قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، إن عيوننا لا تراه، ولكن ثمة جماعة كانوا وما زالوا يرونه، أو إن لم يكونوا يرونه فهم على ارتباط به.
لقد رأينا من كان لهم شبه اتصال مباشر معه عليه السلام وكأنهم على اتصال هاتفي معه كلما أرادوا شيئاً تحقق. لقد صاح أحد الأشخاص في الصحراء ثلاث مرات مستغيثاً: يا إمام الزمان! ليطلب منه وسيلة نقل، فتحقق طلبه وظهرت الوسيلة المطلوبة مباشرة.
نعم إن صاحب الأمر قريب منا ومطلّع على أحوالنا إلى هذا الحدّ، ولكننا نحن الذين لا نرى، ونعيش الغفلة والجهل تجاهه، ونظن أننا بعيدون عنه! ومن المؤسف حقاً أن لا نقدّر نعمة الولاية!
من كلمات الشيخ العارف بهجت رحمه الله