ماسكة بعصاتها وجالسة على أفخم أنواع الكنب وأحفادها حولها وتحكي لهم قصة حياتها وهي تسترجع بذاكرتها إلى الوراء
سارة كان عمرها 16 سنة متوسطة الجمال وخاتمة القرآن عند المعلمة (المعلمة : أسم يطلق على المرأة اللي تعلم البنات الصغار القرآن الكريم , وأحكام الدين )..
كانت جالسة بغرفتها وتحاول تنام بعد ما خلصت شغل البيت اللي كله فوق راسها , دخلت أمها عليها وهي تقول : سارة نمتي ؟
سارة : لا يمه ما جاني نوم
أم سارة : عندي لك يا أبنيتي بشارة ؟
سارة : خير يمه أي بشارة ؟
أم سارة : تدري خالج ليش جاي ؟
سارة : لا ليش جاي
أم سارة : جاي يخطبج لولده علي
سارة : ومن قال لج أني أبغى أتزوج ولده علي
أم سارة : والله مو على كيفج وأني رديت على أخوي أنا ما عندنا مانع وبعد أسبوع بيملكوا عليج
سارة : لكن ولده ما يشتغل وكلما قالوا له أشتغل بها المكان م يرضى يروح , يرضيج يمه أصوم أصوم وأفطر على بصلة
أم سارة : لا ما يرضيني لكن أنا ما بفشل ولد أخويي عشانج , وبعدين يا بنيتي خذوهم فقراء يغنيهم الله
أم سارة أمرأة متسلطة ومن الطراز القديم جداً
تركت أم سارة بنتها بحيرتها وراحت عنها , ظلت سارة بغرفتها وهي بقمة أحزانها وبكائها وجافها النوم هديك الليلة ..
تعالى صوت المؤذن يعم القرية الصغيرة بقوله
الله أكبر الله أكبر الله أكبر الله أكبر
قامت سارة وتوجهت إلى ربها وصلت صلاة الفجر وجلست على مصلاها تقرأ القرآن وتدعوا بأدعية الصباح
بعد ما خلصت توجهت إلى المطبخ كعادتها تجهز الفطور إلى أمها وأبوها
بعد ما رجع أبوها من المسجد دخل عليها المطبخ قامت له وطبعت قبله على رأسه وهي تقول
سارة : صبحك الله بالخير يبه
أبو سارة : صبحج الله بالنور والسرور , كيف أصبحتي يا بنيتي
سارة : الحمد لله يبه
أبو سارة : ها يا بنيتي أمج تقول علي ولد خالج تقدم شاريج زوجه له وش رايج يا بيتي ؟
سارة : يبه أنا قلت مستحيل أخذه
دخلت أم سارة بهالوقت وهي تصارخ
أم سارة : إلا بتاخذيه غصبن عنج ولا لا أنا أمج ولا أنتي بنتي
سكت آبو سارة وسكتت سارة وتأكدت أنه مالها قرار بهالموضوع
مر أسبوع على موضوع خطبة سارة وهي بقمة أحزانها وبكاءها لكن ما بيدها حل قدام أم قاسية وأب لا حول له ولا قوة
وجات الليلة اللي بتم خطبة سارة على ولد خالها
وجا خالها وولده والمملك وجمع من الأهل كانوا بمجلس الرجال , دخل أبو سارة داخل البيت يقول لزوجته أنا الشيخ يريد سارة بياخذ موافقتها
وراحت أم سارة بتنادي سارة , دخلت غرفة سارة وتفاجئت أن سارة مو موجوده بغرفتها , وصارت تدورها لكن ما لقت لها أثر ..
طلعت تدورها بالشارع زي المذهولة وهي تدعي ربها أنا بنتها ما احت بعيد لا تفشلها قدام الناس وقدام الشيخ
وأتجهت إلى أقرب مكان تتوقع سارة تكون موجوده فيه وهو بيت جارتهم أم عبد العزيز , وفعلاً لقت سارة هناك ومقطعة نفسها من الصياح ما تبغى تتزوج ولد خالها
أم سارة : شتسوي هني والشيخ بياخذ موافقتج ألحين ؟
سارة : يمه والله ما أبغاه فقير ولا يشتغل وش أسوي أنا ؟
أم سارة : قلت لش بتاخذيه غصب عنج يالله قدامي البيت وأياني وأياج تقولي للشيخ أنك ما تبغيه والله لأسود عيشتج
تقدمت لها وضربتها كف على خدها ورفستها برجولها وصارت تسحبها من شعرها تمت الملكة وتحدد الزواج بعد ستة أشهر , عاشت سارة طوال فترة الخطوبة بهم وهي تفكر بمصيرها المجهول
وجات ليلة الزفاف كانت سارة بهديك الليلة من أجمل ما تكون بفستانها الأبيض البسيط وطلتها الجميلة لولا نظرة الحزن اللي ظاهرة بعيونها
وأنزفت على علي اللي كان مشخص بالغترة الحمرة والبشت الأسود
بعد ما خلص الزفاف ركبوا السيارة متجهين لبيتهم ولأن العادات قبل ما كانت تسمح للبنت المخطوبة تلتقي بزوجها , فكانت أم سارة هي المسؤلة عن تجهيز بيت سارة وترتيبه
كانوا في السيارة إلا أن سارة تفاجئت أنه السيارة تتجه إلى مكان بالبر وهي على حد علهمها أنها بتسكن أبيت خالها لكنها تفاجئت بالمكان الظلام اللي تمشي السيارة فيه
سارة : على وين رايحين ؟
علي : بيتنا
سارة : أي بيت ؟
كان سؤالها بالنسبة له محرج لكنه جاوبها ألحين تشوفي أي بيت
وقفت السيارة ونزل علي ونزلت سارة وياه
نظرت سارة للمكان وهي تشوف بيت صغير مصنوع من الخشب الرديئ وبجنبه عين صغيرة , جرت دموعها على خدها ما تخيلت نفسها بتعيش بهالمكان خصوصاً أمها خبرتها أنها بتعيش أبيت خالها , تقدم علي للبيت الصغير وأشعل الفانوس ومسك سارة من يدها ودخلها البيت
دخلت سارة البيت , ألقت نظرة عليه لقت ممر مشت شوي فيه ووصلت إلى غرفه صغيرة جداً وعلى الأرض فراش بسيط وعلى الجانب الأيمن دولاب صغير مصنوع من نفس الخشب مال البيت ومرتبه فيه أغراضها وأغراض علي , توجهت للفراش وهي قمة أحزانها والآلمها ودموعها تجري ولا متخيلة عيشتها بهالمكان البسيط الموحش والمخيف
واللأهم البعيد عن الناس
مر على زواج سارة أسبوع وهي في قمة أحزانها على إنتقالها من عيشة الترف والنعيم إلى العيشة البسيطة والضنكة ,
وبعد أسبوع من زواج سارة ألتفت علي ألها
علي: عندك رز بالدولاب قومي أطبخي لي لقمة أكلها
سارة : ماتقول لي شلون أطبخ ولا فرن بهالغرفة شلون طبخ ؟
علي : لا جبت دبة غاز , وفرن صغير أبو راسين بتلقينهم ورى البيت ولفي راسك زين لا أحد يمر ويشوفك ؟
سلمت أمرها إلى الله وقامت تطبخ لزوجها أكل ..
تأقلمت على الوضع وظلت على حالها مدة 12 سنة وهي بين ظروف الحياة القاسية وفي تلك الغرفة التي لا تغنيها لا عن حر شديد ولا عن برد قارص
رُزقت بثلاث أولاد
حسين 11 سنة
سكينة 9 سنوات
مصطفى 7 سنوات
مصطفى : ماما متى يصير عندنا بيت مثل بيت خالي
سكينة : أي ماما متى يصير عندي غرفة مثل زهور بنت خالي , غرفتها مرة كبيرة وملاينه ألعاب
سارة : الله كريم يا أولادي قريب يصير عندنا بيت مثل بيتهم
كانت تستمع وترد على أولادها لكنها تخفي دموعها لا تفضحها قدامهم وفي سرها تدعي الله يرزق زوجها وظيفة تغير سوء حالهم ..
ناموا أولادها وجاء زوجها البيت
علي : السلام عليكم
سارة : وعليكم السلام , علي قوم أريد أكلمك بموضوع
علي : خير وش عندج بانام تعبان من الصباح وأنا واقف بها الشمس أبيع بالخضرة , أرحميني
سارة : ما يخالف ما باخذ من وقتك قوم نطلع برى وأقول لك
علي : لاحول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم
قاموا وطلعوا اثنينهم للبر
علي : ها أش عندك قولي ؟
سارة : إلى متى يا علي بنظل أنا وأولادي عايشين بهالغرفة الصغيرة , الأولاد كبروا وصاروا يتحسسوا من فلان وعلاتان , شوف لوني تغير وجسمي تبدل
عاجبك وضع أولادك كل واحد نايم على الثاني
علي : لا مو عاجبني وأنا كل يوم أروح وأشتغل عشان أدور لك ولأولاد لقمة العيش
سارة : خلينا نسكن أبيت أهلك
علي : وين نسكن الله يهديج ما عندهم مكان
صالح ساكن هو وزوجته وأولاده وسعيد نفس الشيء
سارة : دبر نفسك أنا ما أتحمل دي العيشة والمدارس بعيده عليهم , صبرت 12 سنة والحين طفح الحيل مستحيل أصبر إلى متى بنظل خمسة أنفار بغرفة صغيرة
علي : وبدأ يلين الله كريم بكلم الوالد ويصير خير
في صباح اليوم الثاني , وبعد ما أتجهوا الأولاد لمدارسهم وتيسر علي لشغله قامت سارة على عاديها تطبخ لهم الغداء واللي هي الوجبة الوحيده اللي يأكلوها , لا وتقتصد فيها , فجأه دخل علي عليها
سارة : غريبة مو من عادتك تجي هالوقت ؟
علي : أي لأني توني راجع من عند الوالد كلمته بالموضوع
سارة : أش قال ؟
علي : ما عنده مكان لكن أقترح علي أقترحت عليه أقتراح وهو وافق
سارة : وش أقتراحه ؟
علي : أبني لنا غرفتين بالحوش وحمام وبالمرر يكون مطبخ
سارة والدنيا مو سايعتنها من الفرحه وأخيراً بيتحقق حلمها وبيصير عندهم بيت , صحيح على قدهم لكن أسمه بيت
أنتزعها علي من أحلامها بقوله : مريت على المحلات وتدينت مواد البناء ودبرتهم والحمد لله حتى أبدأ ببني البيت
سارة : أنت اللي بتبني البيت ؟
علي : أي أنا , ماعندي فلوس أعطي أجار عمال , باجيب المواد , وبقول لولد جيران أهلي هو يعرف بالهسوالف باخليه يساعدني
سارة : على بركة الله
صارت سارة وأولادها ينتظروا متى يخلص البيت ومتى ينتقلوا لبيتهم الجديد ويودعوا هالمكان المتعب
خلال أربعة أشهر أكتمل بناء البيت وأنتقلوا لبيتهم الجديد كانت سارة على بالها أنتهت معاناتها , من لما أنتقلت إلى البيت , ماكانت حاسبة لمشاكل الزمن وظروف الحياة القاسية
كانت مرة خالها تعذبها تنتظر علي من يطلع علي لشغله تفصل الكهرباء عن بيت ولدها ومن تحس بقريب وصوله ترجع الكهرباء وهذا حالها يومياً , تسمعها كلام بالطالعه والنازلة وتعايرها بأنهم ضيقوا عليهم البيت