[ام عبود]

في هذا العصر الذي تقدم فيه العلم وشملت انواره كل ناحية من نواحي الحياة ,ينبغي ان تكون الامهات قد استفدن من طرق تربية اطفالهن على اساس سليم من الصحة والبعد عن الأمراض والميكروبات التي سرعان ماتفتك بصحة الطفل الهشة وجسمه الغض.
والأم المثقفة تعرف جيداً ان صيانة صحة الطفل لا تعتمد فقط على التغذية الجيدة والمحافظة على النظافة والاسراع الي تطعيم الطفل ضدَ الأمراض, هذه كلها اشياء ضرورية لصيانة صحة الطفل ولكن هناك شيء آخر لا يقل اهمية وهو تقبيل الطفل في فمه.
هذه العادة شاعت حديثاً وفي الحقبقة لا أدري سببها ولكن الذي أعرفه انها لم تكن موجودة من قبل , لقد اعتدنا ان نرى الطفل يحني رأسه ليقبل يدي امه وابيه , ثم يحيط الابوان طفلهما بالذراعين ليقبلاه على وجنتيه أو راسه. وهذا كله لا يسبب اي ضرر فيما يخص الصحة من ناحية نقل الجراثيم من الفم الي الفم كما يحدث في الطريقة التي تستعمل اليوم . وهي طريقة خطيرة ولا شك عندما يتعرض فم الطفل لأفواه المقبلين من الأبوين والأخوة والأقرباء. والغرباء ايضاً .في الحقيقة انها مسألة خطيرة إذا تصورنا تعدد الأفواه التي تطبق على فم الطفل كل يوم وانواع هذه الأفواه من حيث قلة النظافة او عدمها ونوع الريق الذي تتركه في فم الطل بما يحمل من ميكروبات اقلها الانفلونزا التي تعيش ابداً بين الناس بشكل ظاهر او ضعيف مستتر,واقواها الالتهابات بانواعها والنزلة المعوية وتسوس الأسنان وحتى اليرقان ممكن ان نحسب حسابه رغم ندرته , ولكن قوة ميكروباته التي لا تقتلها النار تجعلنا نحسب لها الف حساب . والأمراض كثيرة والجراثيم منتشرة في اكثر الأجسام . ومن طبيعتها الأنتقال بمجرد اللمس بالايدي فكيف غذا حدث تلامس بالأفواه التي تحوي عادة اكثر جراثيم الجسم وتدخل اليه بشكل اسرع مما تدخل عن طريق اللمس.
اتحدث بهذا الموضوع واطيل الحديث للاهمية الكبرى المترتبة على عادة تقبيل الطفل بفمه وخاصة اذا كان وليداً فإن الطبيب يمنع هذا بالحاح بل ويمنع حتى مجرد حما الطفل الوليد بشكل يقرب وجه الذي يحمله من وجهه حتى لا يأخذ الطفل اي عدوى من انفاسه . فكيف تكون نتيجة التقبيل بفمه اذ يضع الكبير ميكروب فمه بشكل مباشر في فم الطفل الذي ولد حديثاً والذي لا يملك بعد من المناعة ضد الأمراض ما يكفي لدرء الميكروبات عنه؟
هذا شيء مفهوم بلغة العصر الحديث ,تفهمه كل ام مثقفة تحرص على صحة طفلها وتصونه من الأمراض . بقي ان يفهم ذلك الذين يأبون الا ان يقبلوا الطفل المولود حديثاً عند زيارة والدايه للتهنئة بسلامة الولادة ومنهم من يغضب اذا لم يناوله احد الابوين الطفل الوليد ليبتسم منئاً ويطبع على فمه الصغير الغض تلك القبلة الممتلئة بالجراثيم.