|
شيعي حسيني
|
رقم العضوية : 429
|
الإنتساب : Oct 2006
|
المشاركات : 12,843
|
بمعدل : 1.94 يوميا
|
|
|
|
المنتدى :
المنتدى الثقافي
رسالة إلى الإمام علي بن أبي طالب عليه السلام
بتاريخ : 14-09-2009 الساعة : 12:48 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هذه القصيدة منشورة في موقع جريدة الجزيرة السعودية
بعنوان
رسالة إلى علي بن أبي طالب عليه السلام
شعر: عبدالرحمن صالح العشماوي
هذي خيولُكَ مـا يـزالُ أَصيلُهـايُحيي المشاعرَ رَكْضُهـا وصهيلُهـا تجري فتنقـدحُ الحَصَـا مـن لهفـةٍوتُسَرُّ مـن أرضِ الوفـاءِ حُقولُهـا تُشجي حوافرُها التـرابَ وتَنتشـيأرضُ الإبـاءِ، جبالُهـا وسهولُهـا هذي خيولُكَ طابَ فيـكَ مُقامُهـاوإلى البطولةِ طابَ منـكَ رَحيلُهـا فغدُوُّهـا وروَاحُهـا نحـو الـعُـلايتسابقـانِ، ورَكْضُهـا تَرْفيلُـهـا أنتَ الـذي رَوَّضْتَهـا وهْـيَ التـييهفـو إليـكَ صعودُهـا ونُزولُهـا أولستَ (حَيْدَرَةَ) البُطولـةِ يلتقـيفـي راحتَيْـكَ مَبيتُهـا ومَقِيلُهـا؟ لو زُوِّجَتْ رُوحُ البُطولـةِ لانْبَـرىصوتُ الإباءِ، يقولُ: أنـتَ حَليلُهـا أَلْبَسْتَ شَرْخَ صِباكَ ثـوبَ عقيـدةٍلمَّا أضـاءَ لـكَ الدُّجَـى قنديلُهـا يا ابنَ الأكارمِ يا ابـنَ أُمَّتِنـا التـيوَرِثَ النُّبـوَّهَّ والكتـابَ رسولُهـا يا مَنْ حَمَيْتَ على الفـراشِ مكانَـهُوالجاهليَّـةُ يستـبـدُّ جَهُولُـهـا نثرَ الترابَ على الـرؤوسِ مُهاجـراًواللَّيْلَـةُ اللَّيْـلاءُ يَنْعَـسُ فِيلُـهـا كنتَ الفدائيَّ الـذي ابتهجـتْ بـهِسُحُبُ الوفاءِ وسـحَّ فيـهِ هَطولُهـا أدَّيْـتَ عـنْ خيـرِ العبـادِ أمانـةًتمَّـتْ مقاصدُهـا وخـفَّ ثقيلُهـا ومضيتَ مرفـوعَ الجبيـنِ مهاجـراًيحلو لنفسـكَ فـي الإلـهِ رَحيلُهـا تمشي على قدمَيْـكَ مِشْيَـةَ فـارسٍلـمْ يَثْنِـهِ وَعْـرُ الطريـقِ وطُولُهـا آخاكَ في الإسـلامِ أفضـلُ مُرْسَـلٍنعـمَ الأُخُـوَّةُ لا يُـرامُ مَثيلُـهـا مِنْ أينَ أبدأُ - يا علـيُّ - حكايتـيإني لأخشـى أنْ تطـولَ فصولُهـا قد تخذلُ الأفكـارُ طالـبَ وُدِّهـاويخونُ ورقـاءَ الغصـونِ هَديلُهـا كالناقـةِ الكَوْمـاءِ تمنَـعُ حالـبـاًمن حَلْبِهـا، لمَّـا يَغيـبُ فَصيلُهـا مَن أنتَ؟ قـالَ المجـدُ لـي مُتَعَجِّبـاًهذا (أبو السِّبْطَيْنِ) كيفَ تقولُهـا؟! هذا ابـنُ عـمِّ المصطفـى ووليُّـهُهُوَ زوجُ فاطمـةِ التُّقـى وحَليلُهـا هذا فتَى الحَرْبِ الضَّروسِ إذا رَمَـىبالقوسِ فيهـا استَرْحَمَتْـهُ فُلُولُهـا لا سيـفَ إلا ذو الفقـارِ ولا فَتَـىإلاَّ عـلـيٌّ شَهْمُـهـا ونَبيلُـهـا يا حاملَ الرَّاياتِ في حَـوْمِ الوَغـىلما تُـدَقُّ مـنَ الحـروبِ طُبولُهـا بارَزْتَ في الأحزابِ (عَمْراً) فانتهـىوبقيـتَ أنـتَ تُقِيمُهـا وتُمِيلُهـا ولقيتَ (مَرْحَبَ) والسُّيوفُ شواخِصٌنحوَ الرِّقابِ، فلم يَرُعْـكَ صَليلُهـا جَنْدَلْـتَ فـارسَ قومِـهِ فتناعبَـتْغِرْبـانُ خَيْبَتـهِ وصـوَّتَ غُولُهـا في بـابِ خَيْبـرَ قصَّـةٌ مشهـودةٌيُشْفَـى بهـا للمكرُمـاتِ غَليلُهـا يا ابنَ الأكارمِ يا أبا السِّبْطَينِ، هـلْوافـاكَ مـنْ أخبارِنَـا تَفصيلُهـا؟ أوَّاهُ لـوْ تـدري بفُـرْقـةِ أمَّــةٍلوْ كُنْـتَ فيهـا لانْبرَيْـتَ تُزيلُهـا ماذا أقولُ - أبا الحسيـنِ - وأمتـييحتـلُّ منزلـةَ العـزيـزِ ذَليلُـهـا أتُـراكَ ترضـى أنْ تـرى أبناءَهـاشتَّى وأنْ يرعـى الجيـاعَ بخيلُهـا يا ابنَ الأكارمِ يا أبا الحَسَـنِ الـذيزالتْ بـه فِتَـنٌ وجَـفَّ مَسِيلُهـا أنَّـى تقـومُ أمـامَ عِلْمِـكَ بِدْعَـةٌأنَّـى يَصِـحُّ إذا نَظَـرتَ عليلُهـا أوَلستَ بابَ مدينـةِ العلـمِ التـييَهدي إلـى الحـقِّ المُبيـنِ سبيلُهـا أَوَلمْ تقـوِّضْ مـا ادَّعَـتْ سَبئيَّـةٌلما تناهتْ فـي الضـلالِ عقولُهـا؟ أنتَ الذي أَلْجَمْـتَ ناطـقَ وَهْمِهـاوَطَـردْتَ داعيَهَـا وَفَـرَّ قَبِيلُـهـا أوَلمْ تَكُنْ لكَ فـي القضـاءِ فِراسـةٌفي كلِّ مُعْضِلـةٍ لديـكَ حُلولُهـا؟ أولستَ منْ جيلِ الصحابةِ، دُونَكُـمأَعْيا ركـابَ الواهميـنَ وصولُهـا؟ سقطتْ دعاوى المرجفيـنَ أمامكـموجنـى علـى أخلاقِهِـمْ تهويلُهـا أوَما تربَّيْتُـم علـى سَنَـنِ الهُـدَىفـي آي قـرانٍ صَفَـا ترتيلُـهـا؟ سرتُمْ على النَّهْجِ القويمِ، فيـا لَهـامـن عِـزَّةٍ، فيكـم تُجَـرُّ ذُيولُهـا للَّـهِ دَرُّ الجيـلِ رَمْــزَ فضيـلـةٍشهدَتْ بها فـي العالَميـنَ عُدُولُهـا أصحابُ خيرِ النَّاسِ، أَنْجُـمُ أُمتـيخيرُ القرونِ، وخيـرُ جيـلٍ جيلُهـا بَشَـرٌ لهـمْ أخطاؤُهُـمْ وصوابُهُـمْلكـنَّ همَّتَـهُـمْ يَـعـزُّ مَثيلُـهـا ربَّاهمُ الهـادي البشيـرُ فأصبحـواقِممـاً يليـقُ بمثلِـنـا تبجيلُـهـا عُذْراً - أبا السِّبْطيـنِ - إِنَّ دروبَنَـاكثرتْ أمـامَ السالكيـنَ وُحولُهـا فِرقٌ إلـى الوهـمِ الكبيـرِ ذَهابُهـاوإليهِ مـنْ بعـدِ الذَّهـابِ قُفولُهـا فرقٌ تنـاءَى عـنْ يقينِـكَ دَرْبُهـاوازورَّ عنْـكَ كثيرُهـا وقليلُـهـا تسطو علـى روحِ اليقيـنِ ظنونُهـاويُصِـمُّ آذانَ الـورى تَطبيلُـهـا ما أنتَ إلاَّ الشمسُ في رَأَدِ الضُّحـىفمَنِ الـذي بيـدِ الجفـاءِ يَطُولُهـا لمَّا انبرى الأشقـى لقتْلِـكَ أَغرقـتْأجفانَ مَنْ نظـروا إليـكَ سُيولُهـا للهِ درُّكَ - يا أبـا السِّبْطيـنِ - لـمْتجزعْ ولـم يُوهِـنْ قُـواكَ مَهُولُهـا لمَّا أصابَـكَ سيـفُ قاتـلِ نفسِـهِأدركتُ أنَّ الشمسَ حـانَ أُفولُهـا وفَرِحْـتَ بالفـوزِ الكبيـرِ مبشِّـراًنفسـاً تجـاوَبَ بالرِّضـا تهْليلُهـا أوَلـمْ يُبشـرْكَ الـرسـولُ بجـنَّـةٍفلأَنْتَ - يا ابنَ الأكرمين - نَزيلُهـا بُشرى لكمْ - أهلَ الكساءِ - بحبِّكُمَْفَلـتْ مشاعرُنـا وعـزَّ حُفُولُهـا عذراً - أبا السِّبْطينِ - بعدَكَ أُشْعِلَتْفِتَـنٌ وأَوْهَـنَ أمتـي تضليلُـهـا وضعوا القناعَ على الوجـوهِ وإنمـايضعُ القناعَ على الوجـوهِ دَخيلُهـا حَرُمتْ دماءُ المسلميـنَ، وحُرِّمَـتْأعراضُهم، فمتى جـرى تحليلُهـا؟؟ قُتِلَ الحُسيـنُ، فمـا رَضِينـا قَتْلَـهُبجميـعِ ألسنـةِ الوفـاءِ نَقُولُـهـا قُتـلَ الحسيـنُ فأنتمـا فـي جنَّـةٍطابتْ مغانيهـا، وطـابَ ظَلِيلُهـا آلُ النبـيِّ، وأهـلُ بيـتٍ طاهـرٍأنتـمْ، ودوحتُكُـمْ تعِـزُّ أُصولُهـا هيَ دوحةٌ شرُفَتْ بأفضـلِ مرسـلٍواللهُ ربُّ العالـمـيـنَ كفيـلُـهـا بُشرى إليكِ - قصيدتي - فقدْ ارتوتْأغصـانُ قافيتـي، وفَـرَّ ذبولُـهـا في كلِّ حرفٍ من حروفِـكِ واحـةٌمن حُبِّ آلِ البيـتِ جـادَ نخيلُهـا سُقيـتْ بآيـاتِ الكتـاب وسنَّـةٍغـرَّاءَ رُصِّـعَ بالهُـدى إِكْلِيلُـهـا مَدَحَتْ أبا الحسـنِ الأغـرَّ فنالَهـاشرفُ المديـحِ لـهُ وبـانَ جميلُهـا
اللهم صلي علي محمد وآل محمد و عجل فرجهم
عظم الله أجوركم
نسألكم الدعاء
|
|
|
|
|