ان أصحاب الحسين (عليه السلام) بلغ حبهم للحسين (عليه السلام) أقصى غاية حتى أن عابساً قال للحسين (عليه السلام): أما والله ما أمسى على ظهر الأرض قريب ولا بعيد أعز عليّ ولا أحب إليّ منك.
ويقول مسلم بن عوسجة للحسين (عليه السلام) لما أذن لهم بالانصراف: أما والله لو قد علمت أني أقتل ثم أحيا ثم أحرق ثم أحيا ثم أذرى، ثم يفعل بي ذلك سبعين مرة ما فارقتك، وكيف لا أفعل ذلك وإنما هي قتلة واحدة ثم هي الكرامة التي لا انقضاء لها أبداً وقام زهير بن القين (رحمة الله) عليه فقال: والله لودت إني قتلت ثم نشرت ثم قتلت حتى أقتل هكذا ألف مرة وأن الله عز وجل يدفع بذلك القتل عن نفسك وعن أنفس هؤلاء الفتيان من أهل بيتك ..
الحلقة الاولى من هذا البحث للصحابي الجليل الشيهد
الشهيد في سطور
• أبوه: القين بن قيس الأنماري البجلي.
* من شجعان المسلمين.
* اشترك في الفتوحات الإسلامية.
* من الخطباء المعدودين.
* كان عثماني الرأي.
* التحق بالحسين (عليه السلام) في أثناء الطريق.
* جعله الحسين (عليه السلام) قائداً على الميمنة.
* له حملات كثيرة يوم عاشوراء.
* قتل مائة وعشرين رجلاً ثم استشهد.
* مشى لمصرعه الحسين (عليه السلام) وابّنه.
الشهادة
من قرا السيرة والتاريخ عرف لهذا الرجل مكانة سامية، وزعامة كبيرة، وبصيرة بالحرب، وبطولة قل أن تضاهيها بطولة، وأنه من أبطال الفتوحات الإسلامية.
أن أصحاب الحسين (عليه السلام) كانوا جميعهم بمنزلة رفيعة من العلم والفضل والدين والشجاعة، فقد جمعوا الصفات الغر، وإن نصرتهم لسيد الشهداء (عليه السلام)، وحظوتهم بالشهادة لم يكن اعتباطاً بل كان عن تأهيل وجدارة استحقوها لطهارتهم وإخلاصهم للمولى جل شأنه.
لقد مر عليك آنفاً خروج الحر للحرب وزهير يحمي ظهره، وبعد مقتل الحر رجع زهير إلى مركزه وبعد الزوال خرج سلمان بن مضارب البجلي ـ ابن عم زهير ـ فقاتل حتى قتل، ثم خرج بعده زهير فوضع يده على منكب الحسين (عليه السلام) وقال مستأذناً:
فاليـــــوم ألقى جدك النبيا
وذا الجناحين الفتى الكميا
أقدم هديت هـادياً مهديا
وحسناً والمرتضى عليا
وأسد الله الشهيد الحيا
فقال الحسين (عليه السلام): وأنا ألقاهما على أثرك. (مقتل الحسين للمقرم: 306).
فجعل يقاتل قتالاً لم ير مثله، ولم يسمع بشبهه، وأخذ يحمل على القوم ويقول:
أذودكم بالسيف عن حسين
مــن عترة البر التقي الزين
اضــربكم ولا أرى من شين
أنا زهير وأنا ابـــــن القين
إن حسيناً أحــــد السبطين
ذاك رسول الله غير المين
يا ليت نفسي قسمت قسمين
فقتل مائة وعشرين، ثم عطف عليه كثير بن عبد الله الشعبي، والمهاجر بن أوس فقتلاه.
فوقف عليه الحسين وقال: (لا يبعدنك الله يا زهير ولعن الله قاتليك لعن الذين مسخوا قردة وخنازير). (مقتل الحسين للمقرم: 306).
التعديل الأخير تم بواسطة البحرانية ; 22-12-2009 الساعة 04:55 PM.