بسم الله الرحمن الرحيم
أراد ابن معاوية من التنكيل بأهل البيت أن يطفئ نور الله، وأن تكون الكلمة العليا للشر والظلم، و ظن أنه انتصر، و تم له ما أراد بقتله الحسين ، و لكن انتصاره كان زائفًا ، و إلى أمد، فسرعان ما زالت دولة الأمويين و ظلت ذكريات كربلاء و مبادئ الحسين حية إلى يوم يبعثون، و قد جابهت السيدة زينب يزيد بهذه الحقيقة ، حيث قالت من كلام تخاطبه فيه:
أظننت يا يزيد حيث أخذت علينا أقطار الأرض و آفاق السماء ، فأصبحنا نساق كما تساق الأسارى
إن بنا على الله هوانًا، وبك عليه كرامة
فمهلا مهلا ... فو الله ما فريت إلا جلدك ، و ما حززت إلا لحمك ..
و لئن جرت علي الدواهي مخاطبتك إني لاستصغر قدرتك، واستعظم تقريعك، واستكثر توبيخك
ولئن اتخذتنا مغنما لتجدنا وشيكا مغرما حين لا تجد إلا ما قدمت يداك ..
فكد كيدك ، و اسع سعيك ، و ناصب جهدك
فو الله لا تمحو ذكرنا، و لا تميت وحينا ولا يرخص عنك عارها
وهل رأيك إلا فند
وأيامك إلا عدد
وجمعك إلا بدد .
و صدقت نبوءة السيدة العظيمة ، فقد سقط يزيد و خلفاء يزيد الواحد بعد الآخر ، و انهارت دولة الأمويين بعد مصرع الحسين ، وظل المسلمون يلعنون يزيد ويحتفلون بذكرى الإمام الشهيد يوم قتله و يوم مولده من كل عام .