ركنت براسها على نافذة الزمن , وبسمة حزينه تعلوا شفتيها ,تناولت من على طاولت احزانها
دفتر الاهات
ذاک الدفتر اللذی یحوی ترانیم حروف والدها وابیات اشعاره الحسینیه ..
اخذت تورقه بيد تملئها رعشه ولّدتها احزان لحظات الفراق
وهي تتوشح بوشاح اسدل على متنها برقة ونعومه فيمتزج مع سواد شعرها المتدلي على كتفيها وكانه حزن الليل عند السحر حين يودع نجومه وترتحل انواره
تقلب ذكريات خلت, وتستحضر حروفه بين اضلع صدرها بانين ..
كان هنا.. , يملئ ايامها بلمسات طيبه وحانيه .
خليلها في الليالي المشعه بنجم القرب العلوي.
وحين تستسلم للنوم, تلك الانامل تمسح وجنتيها برقه , خيفة ان تصحو, فكان يسترق اللحظات ليكون عندها ومعها ..
الى ان اصبح لها النقطه اللتي تلي الباء بعد عروجها على حاء الامان والاطمئنان ..
عرجت هي حيث يكمن وجوده الابدي , فحين يشعر القلب ان اللقاء بات موعدا للرحيل
ينتفض بصدى اهات الاكوان ,
وبكل صفاء الطفوله
قررت الهروب من ظلم العالم , كي تنطوي بين اوراقها , تدون عصارة قلب جديد عهد بالجراح
ايقنت ان معادلتها صعبة الحل ,فاختارت ان تدون على وريقات دفترها الحزين حروف تُنحر بحدِّ الجُمل .. .
فدونت أنَّ....
اقلام الحق لن تضيع!!
فليس هناك امر في العالم الا وله مقدر وصانع وحافظ
فعين الامل تفتح نافذة الحياة بين يدي من يريدها
ان الحروف حين تدون بكل حرية دون قبض عليها تخرج كما هي بكل وضوح
فتكون عصارة قلب يقذفها صوت البحر ممزوجا بانين خافت
فامهلني وقتاً ابي قبل ان ترحل !
دعني اهديك حروف وداع خلطت بدمع الحسرات.
ما ان شعرتُ انّ رحيلك دنى , حتى احتضنتك بافكاري حاضرا التمسه.
ابتي لا اعلم اين سأجدني الان ؟
امهلني وقتا لاحلم معك
ولاتدع حشرجاتي تموت خلق قضبان حنجرتي ياترنيمة القدر
ابتي ...
دعني اقبل موضع النور من جبهتك..ـــ
نعم
دعني انحني اجلالا لذاك الفدائي الثائر والادیب الشاعر ..
وهنا ..
نكئات الجرح قطعت صدرها ونفذت الى قلبها الصغير
بريق العشق خبا!
فاغمضت عينيها واستسلمت للنوم الطويل , والبرائه تحكي قصة وجعها
بعد ان تجمّعت الدموع في عينيها كغيوم ممطره عند الغروب
وهبّت اشجان الحزن ــــ
فصمت المدينة بات يبدد حيرت اشجانها
انهالت اخر دمعة من على خد ايامها ..
وشهدت السماء بعروج دفئ وجودها
انفاسٌ سكنت ,
حركاتٌ ... خمدت..!
فمنذ سنوات سافروالدها وارتحل ..
وارتحلت معه انات الحزن العاشورائی اللتی کان یدونها باسلوبه الخاص علی وریقات حبه الحسینی وقصاصاته الصغیره اللتی کان یصطحبها حیث ما ذهب باتت شاهدا علی ظللامته
وبقیت لمسات انامله العلویه تدوی باذن الاحرار صواعق لاحروف
هدیر یصم الاسماع لاکلمات وجمل ..
والتحق بقافلة الشهداء
وهاهي تودع حياة اليتم لترحل للابد
وتُبقي بين احبتها اناتا تنبئ ان هاهنا کانت نبضات عشقه ـــ
و هاهنا كانت بنت الشهيد ..
بقلمــــــیـــ...
التعديل الأخير تم بواسطة عاشقة النجف ; 28-12-2009 الساعة 04:45 PM.