|
عضو برونزي
|
رقم العضوية : 32701
|
الإنتساب : Mar 2009
|
المشاركات : 579
|
بمعدل : 0.10 يوميا
|
|
|
|
المنتدى :
منتـدى سيرة أهـل البيت عليهم السلام
العبادة... في مدرسه الامام السجاد ع
بتاريخ : 11-01-2010 الساعة : 06:39 PM
كان الإمام زين العابدين قمة في العبادة والخضوع والخشوع أمام الله عزوجل، حتى لقب بزين العابدين وسيد الساجدين.
فكان قد اصفر لونه من السهر، ورمضت عيناه من البكاء، ودبرت جبهته وانخرم أنفه من السجود، وورمت ساقاه وقدماه من القيام في الصلاة.
وكان إذا توضأ للصلاة يصفر لونه، فيقول له أهله: ما هذا الذي يعتادك عند الوضوء، فيقول: «أتدرون بين يدي من أريد أن أقوم»().
وكان إذا مشى لا يجاوز يده فخذه، ولا يخطر بيده وعليه السكينة والخشوع، وإذا قام إلى الصلاة أخذته الرعدة، فيقول لمن يسأله: «أريد أن أقوم بين يدي ربي وأناجيه فلهذا تأخذني الرعدة».
وقد وقع الحريق والنار في بيت الإمام زين العابدين سلام الله عليه، وكان ساجدا في صلاته، فجعلوا يقولون له: يا ابن رسول الله، يا ابن رسول الله، النار النار، فما رفع رأسه من سجود حتى أطفئت، فقيل له: ما الذي ألهاك عنها، فقال: «نار الآخرة»
وكان يصلي في كل يوم وليلة ألف ركعة، فإذا أصبح سقط مغشيا عليه، وكانت الريح تميله كالسنبلة.
وعن زرارة بن أعين قال: سمع قائل في جوف الليل وهو يقول: أين الزاهدون في الدنيا، الراغبون في الآخرة، فهتف هاتف من ناحية البقيع يسمع صوته ولا يرى شخصه ذاك علي بن الحسين.
وعن سعيد بن كلثوم قال: كنت عند الصادق جعفر بن محمد فذكر أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ، فأطراه ومدحه بما هو أهله، ثم قال: «والله ما أكل علي بن أبي طالب، من الدنيا حراما قط حتى مضى لسبيله، وما عرض له أمران قط هما لله رضى، إلا أخذ بأشدهما عليه في دينه، وما نزلت برسول الله نازلة قط، إلا دعاه فقدمه ثقة به، وما أطاق أحد عمل رسول الله، من هذه الأمة غيره، وإن كان ليعمل عمل رجل، كأن وجهه بين الجنة والنار، يرجو ثواب هذه ويخاف عقاب هذه، ولقد أعتق من ماله ألف مملوك، في طلب وجه الله والنجاة من النار، مما كد بيديه ورشح منه جبينه، وأنه كان ليقوت أهله بالزيت والخل والعجوة، وما كان لباسه إلا الكرابيس، إذا فضل شيء عن يده من كمه دعا بالجلم فقصه، ولا أشبهه من ولده ولا من أهل بيته، أحد أقرب شبها به في لباسه وفقهه، من علي بن الحسين ، ولقد دخل أبو جعفر ابنه عليه، فإذا هو قد بلغ من العبادة ما لم يبلغه أحد، فرآه قد اصفر لونه من السهر، ورمصت عيناه من البكاء، ودبرت جبهته وانخرم أنفه من السجود، وورمت ساقاه وقدماه من القيام في الصلاة، قال أبو جعفر : فلم أملك حين رأيته بتلك الحال البكاء، فبكيت رحمة له، وإذا هو يفكر فالتفت إلي بعد هنيهة من دخولي، وقال: يا بني أعطني بعض تلك الصحف، التي فيها عبادة علي بن أبي طالب ، فأعطيته فقرأ فيها شيئا يسيرا، ثم تركها من
يده تضجرا، وقال: من يقوى على عبادة علي
|
|
|
|
|