و مذ كنت طفلا عرفت الحسين ـ ـ رضاعا و للآن لم افطم
بتاريخ : 18-01-2010 الساعة : 01:44 PM
ملحمة الطف لم تكن تخص الشيعة فقط وانما تجاوزت بعدلها ونبل نضالها الى ارجاء المعمورة وكل انسان ينشد
العدل والحرية ويتفيأ بضلال الحق فهذا الشاعر عبد الرزاق عبد الواحد وهو من الصابئة المندائيين يصف معركة
الطف وصفا مثاليا .
فالشاعر الصابئي الذي يحتمي بمباديء الحسين (ع) مذ كان طفلا ينهل من علمه الذي لاينضب , فكان الحسين
(ع) ملاذا آمنا ومستقرا مطمئنا لمن يحتمي بأسواره مستنيرا بضوئه الساطع على الناس اجمعين ..
قدمت وعفوك عن مقدمي ـ ـ اسيرا كسيرا حسيرا ضمي
قدمت لاحرم في رحبتيك ـ ـ سلام لمثواك من محرم
فمذ كنت طفلا رأيت الحسين ـ ـ منارا الى ضوءه انتمي
و مذ كنت طفلا عرفت الحسين ـ ـ رضاعا و للآن لم افطم
و مذ كنت طفلا وجدت الحسين ـ ـ ملاذا بأسواره احتمي
سلام عليك فأنت السلام ـ ـ و ان كنت مختضبا بالدم
وانت الدليل الى الكبرياء ـ ـ بما ديس من صدرك الاكرم
وانك معتصم الخائفين ـ ـ يا من من الذبح لم يعصم
لقد قلت للنفس هذا طريقك ـ ـ لاقي به الموت كي تسلمي
و خضت و قد ضفرالموت ضفرا ـ ـ فما فيه للروح من مخرم
و ما دار حولك بل انت درت ـ ـ على الموت في زرد محكم
من الرفض و الكبرياء العظيمة ـ ـ حتى بصرت و حتى عمي
فمسك من دون قصد فمات ـ ـ و ابقاك نجما من الانجم
ليوم القيامة يبقى السؤال ـ ـ هل الموت في شكله المبهم
هو القدر المبرم اللايرد ـ ـ ام خادم القدر المبرم
سلام عليك حبيب النبي ـ ـ وبرعمه طبت من برعم
حملت اعز صفات النبي ـ ـ و فزت بمعياره الاقوم
دلالة انهم خيروك ـ ـ كما خيروه فلم تثلم
بل اخترت موتك صلت الجبين ـ ـ و لم تتلفت و لم تندم
و ما دارت الشمس الا و انت ـ ـ للألاءها كالاخ التوأم
سلام على آلك الحوم ـ ـ حواليك في ذلك المضرم
وهم يدفعون بعري الصدور ـ ـ عن صدرك الطاهر الارحم
ويحتضنون بكبرالنبيين ـ ـ ما غاص فيهم من الاسهم
سلام عليك على راحتين ـ ـ كشمسين في فلك اقتم
تشع بطونهما بالضياء ـ ـ و تجري الدماء من المعصم
سلام على هالة ترتقي ـ ـ بلألاءها مرتقى مريم
طهور متوجة بالجلال ـ ـ مخضبة بالدم العندم
تهاوت فصاحة كل الرجال ـ ـ امام تفجعها الملهم
فراحت تزعزع عرش الضلال ـ ـ بصوت باوجاعه مفعم
و لو كان للارض بعض الحياء ـ ـ لمادت باحرفها اليتم
سلام على الحر في ساحتيك ـ ـ و مقحمه جل من مقحم
سلام عليه و عتب عليه ـ ـ عتب الشغوف به المغرم
فكيف و في الف سيف لجمت ـ ـ و عمرك يا حر لم تلجم
و احجمت كيف و في الف سيف ـ ـ و لو كنت وحدي لم احجم
و لم انتظرهم الى ان تدور ـ ـ عليك دوائرهم يا دمي
لكنت انتزعت حدود العراق ـ ـ ولو ان ارسائهم في دمي
لغيرت تاريخ هذا التراب ـ ـ فما نال منه بنو ملجم
و يا سيدي يا اعز الرجال ـ ـ يا مشرعا قط لم يعجم
و بن الذي سيفه ما يزال ـ ـ اذا قيل يا ذا الفقار احسم
يحس مرؤة مليون سيف ـ ـ سرت بين كفك والمحزم
و تمسك انت ثم ترخي يديك ـ ـ و تنكر زعمك من مزعم
فاين سيوفك من ذو الفقار ـ ـ و اينك من ذلك الضيغم
علي علي الهدى والجهاد ـ ـ عظمت لدى الله من مسلم
ويا اكرم الناس بعد النبي وجها ـ ـ و اغنى امرئ من معدم
ملكت الحياتين دنيا و اخرى ـ ـ و ليس ببيتك من درهم
فدى لخشوعك من ناطق ـ ـ فداء لجوعك من ابكم
قدمت وعفوك عن مقدمي ـ ـ مزيج من الدم و العلقم
وبي غضض جل ان ادريه ـ ـ و نفس ابت ان اقول اكظم
كأنك ايقظت جرح العراق ـ ـ فتياره كله في دمي
الست الذي قال للباترات ـ ـ خذيني وللنفس لا تهزمي
و طاف باولاده و السيوف ـ ـ عليهم سوار على معصم
فضجت باضلعه الكبرياء ـ ـ و صاح على موته اقدمي
كذا نحن يا سيدي يا حسين ـ ـ شداد على القهر لم نشكم
كذا نحن يا ايها الرافدين ـ ـ ســوارتنا قط لم تهدم
لان ضج من حولك الظالمون ـ ـ فانا وكلنا الى الاظلم
و ان خانك الصحب والاصفياء ـ ـ فقد خاننا من له ننتمي
تدور علينا عيون الذئاب ـ ـ فنحتار من ايها نتحتمي
لهذا وقعنا عراة الجراح ـ ـ كبارا على لؤمها الالام
فيا سيدي يا سنا كربلاء ـ ـ يلألئ في الحلك الاعتم
تشع منائره بالضياء ـ ـ و تذخر بالوجــع الملهم
و يا عطشا كل جدب العصورـ ـ سينهل من ورده الزمزم
ساطبع ثغري على موطئيك ـ ـ سلام لارضك من ملثم
سلام لارضك من ملثم