بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد
السلام على الحسين
وعلى علي بن الحسين
وعلى أولاد الحسين
وعلى أصحاب الحسين
الاعضاء الاعزاء هذه بعض ماورد في نوح الجن على الامام الحسين عليه السلام فنضعه بين ايديكم لتزداد معلوماتنا حول هذه الواقعة وماجرى فيها وبعدها .
ان ماحدث في كربلاء لم يكن حادثا عاديا بل إن ماحدث كان فاجعة عظيمة وكفى بها عظمة أنها أبكت السماء وسكانها والأرض وعمارها حتى الجن ومن عجيب ماروي في نوح الجن ومافعلوا عند أستشهاد الأمام الحسين عليه السلام أنقل هذه الروايات لتكون شاهدا آخرا على مظلومية هذا الإمام عليه السلام.
روي عن سيد الحفاظ أبي منصور الديلمي ، عن الرئيس أبي الفتح الهمداني ، عن أحمد بن الحسين الحنفي عن عبدالله بن جعفر الطبري ، عن عبدالله بن محمد التميمي ، عن محمدبن الحسن العطار عن عبدالله بن محمد الانصاري ، عن عمارة بن زيد ، عن بكربن حارثة ، عن محمدبن إسحاق ، عن عيسى بن عمر ، عن عبدالله بن عمر الخزاعي ، عن هندبنت الجون قالت : نزل رسول الله صلى الله عليه وآله بخيمة خالتها ام معبد ، ومعه أصحاب له ، فكان من أمره في الشاة ماقد عرفه الناس ، فقال في الخيمة هووأصحابه حتى أبرد ، وكان يوم قائظ شديد حره فلما قام من رقدته دعابماء فغسل يديه فأنقاهما ، ثم مضمض فاه ومجه على عوسجة كانت إلى جنب خيمة خالتها ثلاث مرات ، واستنشق ثلاثا وغسل وجهه وذراعيه ثم مسح برأسه ورجليه ، وقال : لهذه العوسجة شأن .
ثم فعل من كان معه من أصحابه مثل ذلك ثم قام فصلى ركعتين ، فعجبت وفتيات الحي من ذلك وماكان عهدنا ولارأينا مصليا قبله فلماكان من الغد أصبحنا وقدعلت العوسجة حتى صارت كأعظم دوحة عادية وأبهى وخضد الله شوكها ، وساخت عروقها وكثرت أفنانها ، واخضر ساقها وورقها ثم أثمرت بعد ذلك وأينعت بثمر كأعظم مايكون من الكمأة في لون الورس المسحوق ورائحة العنبر ، وطعم الشهد ، والله ماأكل منها جائع إلا شبع ، ولاطمآن إلا روي ، ولاسقيم إلا برأ ، ولاذوحاجة وفاقة إلا استغنى ، ولاأكل من ورقها بعير ولاناقة ولاشاة إلا سمنت ودرلبنها ، ورأينا النماء والبركة في أموالنا منذ يوم نزل ، وأخصبت بلادنا ، وأمرعت فكنا نسمي تلك الشجرة " المباركة " وكان ينتابنا من حولنا من أهل البوادي يستظلون بها ، ويتزودون من ورقها في الاسفار ويحملون معهم في الارض القفار ، فيقوم لهم مقام الطعام والشراب فلم تزل كذلك وعلى ذلك أصبحنا ذات يوم وقد تساقط ثمارها ، واصفر ورقها فأحزننا ذلك وفرقنا له ، فماكان إلا قليل حتى جاء نعي رسول الله فإذا هوقد قبض ذلك اليوم فكانت بعد ذلك تثمر ثمرا دون ذلك في العظم والطعم والرائحة فأقامت على ذلك ثلاثين سنة فلما كانت ذات يوم أصبحنا وإذابها قدتشوكت من أولها إلى آخرها ، فذهبت نضارة عيدانها وتساقط جميع ثمرها ، فماكان إلا يسيرا حتى وافى مقتل أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام فماأثمرت بعدذلك لاقليلا ولاكثيرا ، وانقطع ثمرها ولم نزل ومن حولنا نأخذ من ورقها ونداوي مرضانابها ، ونستشفي به من أسقامنا فأقامت على ذلك برهة طويلة ثم أصبحنا ذات يوم فإذابها قد انبعثت من ساقها دما عبيطا جاريا وورقها ذابلة تقطر دما كماء اللحم ، فقلنا أن : قد حدث عظيمة ، فبتنا ليلتنا فزعين مهمومين نتوقع الداهية .
فلما أظلم الليل علينا سمعنا بكاء وعويلا من تحتها وجلبة شديدة ورجة ، وسمعنا صوت باكية تقول : أيا ابن النبي وياابن الوصي ويامن بقية ساداتنا الاكرمينا ثم كثرت الرنات والاصوات ، فلم نفهم كثيرا مماكانوا يقولون ، فأتانا بعدذلك قتل الحسين عليه السلام ويبست الشجرة وجفت فكسرتها الرياح والامطار بعد ذلك ، فذهبت واندرس أثرها قال عبدالله بن محمد الانصاري : فلقيت دعبل بن علي الخزاعي بمدينة الرسول فحدثته بهذا الحديث فلم ينكره وقال : حدثني أبي ، عن جدي ، عن امه سعيدة بنت مالك الخزاعية أنها أدركت تلك الشجرة فأكلت من ثمرها على عهد علي بن أبي طالب عليهما السلام وأنها سمعت تلك الليلة نوح الجن فحفظت من جنية منهن :
ياابن الشهيد وياشهيدا ***** عمه خير العمومة جعفر الطيار
عجبا لمصقول أصابك حده ***** في الوجه منك وقدعلاه غبار
قال دعبل : فقلت في قصيدتي :
زر خير قبر بالعراق يزار ******* واعص الحمارفمن نهاك حمار
لم لا أزورك ياحسين لك الفدا**** قومي ومن عطفت عليه نزار
ولك المودة في قلوب ذوي النهى**** وعلى عدوك مقتة ودمار
ياابن الشهيد وياشهيدا عمه***** خير العمومة جعفر الطيار
وقال ابن نما - رحمه الله - في مثير الاحزان : ناحت عليه الجن وكان نفر من أصحاب النبي صلى الله عليه وآله منهم المسور بن مخرمة يستمعون النوح ويبكون ، وذكر صاحب الذخيرة ، عن عكرمة أنه سمع ليلة قتله بالمدينة مناد يسمعونه ولايرون شخصه : أيها القاتلون جهلا حسينا أبشروا بالعذاب والتنكيل كل أهل السماء تبكي عليكم من نبي وملاك وقبيل قد لعنتم على لسان ابن داود وموسى وصاحب الانجيل
وروي أن هاتفا سمع بالبصرة ينشد ليلا :
إن الرماح الواردات صدورها نحو الحسين تقاتل التنزيلا
ويهللون بأن قتلت وإنما قتلوا بك التكبير والتهليلا
فكأنما قتلوا أباك محمدا صلى عليه الله أو جبريلا
وذكر ابن الجوزي في كتاب النور في فضايل الايام والشهور نوح الجن عليه فقالت :
لقد جئن نساء الجن يبكين شجيات ويلطمن خدودا كالدنانير نقيات ويلبسن الثياب السود بعد القصبيات
و قال دعبل : حدثني أبي ، عن جدي عن امه سعدى بنت مالك الخزاعية أنها سمعت نوح الجن على الحسين عليه السلام : ياابن الشهيد وياشهيدا عمه خير العمومة جعفر الطيار عجبا لمصقول أصابك حده في الوجه منك وقد علاك غبار إبانة ابن بطة أنه سمع من نوحهم : أياعين جودي ولاتجمدي وجودي على الهالك السيد فبالطف أمسى صريعا فقد رزئنا الغداة بأمر بدي ومن نوحهم : نساء الجن يبكين من الحزن شجيات وأسعدن بنوح للنساء الهاشميات ويندبن حسينا عظمت تلك الرزيات ويلطمن خدودا كالدنانير نقيات ويلبسن ثياب السود بعد القصبيات
ومن نوحهم :
احمرت الارض من قتل الحسين كما اخضرعند سقوط الجونة العلق
ياويل قاتله ياويل قاتله فانه في سعير النار يحترق
( ومن نوحهم ) :
أبكي ابن فاطمة الذي من قتله شاب الشعر
ولقتله زلزلتم ولقتله خسف القمر
وسمع نوح جن قصدوه لموازرته :
والله ماجئتكم حتى بصرت به بالطف منعفر الخدين منحورا
قال الطبري : وسمع نوح الملائكة في أول منزل نزلوا قاصدين إلى الشام :
أيها القاتلون جهلا حسينا أبشروا بالعذاب والتنكيل
كل أهل السماء يدعو عليكم من نبي ومرسل وقتيل
قد لعنتم على لسان ابن داود وموسى وصاحب الانجيل
و عن عبدالله بن حسان الكناني قال :
بكت الجن على الحسين بن علي بن أبيطالب عليه السلام فقالت :
ماذا تقولون إذقال النبي لكم ماذا فعلتم وأنتم آخر الامم
بأهل بيتي وإخواني ومكرمتي من بين أسرى وقتلى ضرجوا بدم
و عن علي بن الحسين ، عن معمربن خلاد ، عن أبي الحسن الرضا عليه السلام قال : بينا الحسين عليه السلام يسير في جوف الليل وهو متوجه إلى العراق وإذا رجل يرتجز ويقول : وحدثني أبي ، عن سعد عن ابن عيسى ، عن معمر بن خلاد ، عن الرضا عليه السلام مثل ألفاظ سلمة قال : وهو يقول :
ياناقتي لاتذعري من زجري وشمري
قبل طلوع الفجر بخير ركبان وخير سفر
حتى تحلى بكريم البحر بماجد الجد رحيب الصدر
أثابه الله لخير أمر ثمت أبقاه بقاء الدهر
فقال الحسين بن علي عليه السلام :
سأمضي وما بالموت عار على الفتى إذا مانوى حقا وجاهد مسلما وواسى الرجال الصالحين بنفسه وفارق مثبورا وخالف مجرما فان عشت لم أندم وإن مت لم الم كفى بك موتا أن تذل وتغرما
و عن داود الرقي قال : حدثتني جدتي أن الجن لماقتل الحسين عليه السلام بكت عليه بهذه الابيات :
ياعين جودي بالعبر وابكي فقد حق الخبر
ابكي ابن فاطمة الذي ورد الفرات فماصدر
الجن تبكي شجوها لماأتى منه الخبر
قتل الحسين ورهطه تعسا لذلك من خبر
فلابكينك حرقة عند العشاء وبالسحر
ولابكينك ماجرى عرق وماحمل الشجر
و عن الميثمي قال : خمسة من أهل الكوفة أرادوا نصر الحسين بن علي عليه السلام فعرسوا بقرية يقال لها : شاهي إذا أقبل عليهم رجلان : شيخ وشاب وسلما عليهم ، قال : فقال الشيخ : أنا رجل من الجن ، وهذا ابن أخي أراد نصرهذا الرجل المظلوم ، قال : فقال لهم الشيخ الجني : قدرأيت رأيا قال : فقال الفتية الانسيون : وماهذاالرأي الذي رأيت ؟ قال : رأيت أن أطير فآتيكم بخبر القوم فتذهبون على بصيرة ، فقالوا له : نعم مارأيت ، قال : فغاب يوم وليلته ، فلماكان من الغد إذاهم بصوت يسمعونه ولايرون الشخص ، وهويقول : " والله ماجئتكم حتى بصرت به " إلى آخر مامر من الابيات سوى بيتين مصدر ين بقوله " فعاقني " وبقوله " فصلى " - .
فأجابه بعض الفتية من الانسيين ( يقول ) : اذهب فلازال قبر أنت ساكنه إلى القيامة يسقى الغيث ممطورا وقد سلكت سبيلا كن سالكه وقد شربت بكأس كان مغزورا وفتية فرغوا لله أنفسهم وفارقوا المال والاحباب والدورا
و عن أيوب بن سليمان ، عن علي بن الحزور قال : سمعت ليلى وهي تقول : سمعت نوح الجن على الحسين بن علي عليهما السلام وهي تقول : ياعين جودي بالدموع فانما يبكي الحزين بحرقة وتوجع ياعين ألهاك الرقاد بطيبه من ذكر آل محمد وتوجع باتت ثلاثا بالصعيد جسومهم بين الوحوش وكلهم في مصرع ،. فسلام الله على المظلومين المسلوبين المقطعين الأعضاء . والسلام
السلام على الحسين
وعلى علي بن الحسين
وعلى أولاد الحسين
وعلى أصحاب الحسين