|
عضو متواجد
|
رقم العضوية : 47030
|
الإنتساب : Jan 2010
|
المشاركات : 109
|
بمعدل : 0.02 يوميا
|
|
|
|
المنتدى :
منتـدى سيرة أهـل البيت عليهم السلام
ما حصلت عليه الشيعة طوال خلافة الامام علي (ع) في خمس سنوات
بتاريخ : 21-01-2010 الساعة : 08:46 AM
الامام علي (ع) طوال خلافته الاربع سنوات وتسعة اشهر، وان لم يوفق من اعادة الاوضاع المضطربة الى حالتها الطبيعية، الا انه قد وفق من ثلاث جهات اساسية:
1) استطاع ان يظهر شخصية النبي الكريم (ص) المضيئة بسيرته العادلة للناس، وخاصة الشباب، فقد كان يواسي افقر الناس في عيشه، امام تلك العظمة التي كان يتصف بها معاوية، اذ كان لايقل عن كسرى وقيصر،
فالامام علي لم يقدم احداً من اصدقائه واقربائه وعشيرته على الآخرين، ولم يرجح الغني على الفقير، ولا القوي على الضعيف.
2) مع كثرة المشاكل المنهكة للقوى، فقد استطاع ان يضع في متناول ايدي المسلمين الذخائر القيمة من المعارف الالهية والعلوم الاسلامية الحقة.
واما ما يقوله المخالفون لعلي (ع): انه كان رجلاً شجاعاً، ليس له علم بالسياسة، اذ كان يستطيع في بداية خلافته ان يرضى مخالفيه موقتاً عن طريق المداهنة، وبعد ان يستتب له الامر كان باستطاعته ان يحاربهم ويقضي عليهم.
ولكن هؤلاء قد غفلوا عن ملاحظ هامة وهي ان خلافة علي كانت نهضة ثورية، وجدير بالنهضات، الثورية، ان تكون بعيدة كل البعد عن المداهنة والرياء، وقد حدث مثيله في زمن النبي (ص) في اوائل بعثته، فطلب الكفار والمشركون منه الصلح عدة مرات وطلبوا منه الا يتعرض لآلهتهم، وهم ملزمون بعدم التعرض لدعوته ايضاً، ولكن النبي (ص) رفض هذا الاقتراح، في حين انه كان يستطيع ان يقيم معهم الصلح، ويحكم موقفه، ثم ينهض بوجه اعدائه، وفي الحقيقة ان الدعوة الاسلامية لن تسمح باضاعة حق لاقامة حق آخر. او ان تزيل باطلاً بباطل آخر. وفي القرآن آيات كثيرة في هذا الخصوص1.
علماً بان اعداء علي (ع) ومخالفيه، لم يرتدعوا عن القيام باي جرم وجناية ونقض للقوانين الاسلامية الصريحة (دون استثناء) بغية الوصول الى اهدافهم، فكانوا يبررون مواقفهم واعمالهم بانهم من صحابة النبي (ص) ومن مجتهدي الامة، ولكن الامام علياً(ع) كان ملتزماً بالاحكام الاسلامية.
ويروى عن علي (ع) ما يقارب من احدى عشر الف كلمة قصيرة في
1) شأن نزول الآية «وانطلق الملأ منهم ان امشوا واصبروا على الهتكم» سورة ص الآية 5. والآية «ولولا ان ثبتناك لقد كدت تركن اليهم شيئاً قليلاً» سورة الاسراء الآية 73. والآية «ودوا لو تدهن فيدهنون» سورة القلم الآية التاسعة، ويراجع المباحث الروائية في التفاسير.
المسائل العقلية والاجتماعية والدينية1 وخطبه وكلماته البليغة2 مليئة بالمعارف الاسلامية3، وهو الذي اسس قواعد اللغة العربية، ووضع الاسس والمقومات للادب العربي، وهو اول من تبحر في الفلسفة الالهية4، وتكلم وفقاً لطريقة الاستدلال الحر والبرهان المنطقي، وتعرض لمسائل فلسفية لم يتعرض لها فلاسفة العالم حتى ذلك الوقت، فاهتم بهذا الشأن اهتماماً بالغاً، وحتى في أحرج ساعات الحرب5.
3) هذب وربى العديد من رجال الدين وعلماء الاسلام6 وكان من بينهم جمع من الزهاد واهل المعرفة مثل: «اويس القرني» و «كميل بن زياد» و «ميثم التمار» و «رشيد الهجري»، ويعتبر هؤلاء من المنابع الأصيلة للعرفان من بين العرفاء الاسلاميين، ويعتبر البعض الآخر منهم المصادر الرئيسية والاولية لعلم الفقه والكلام والتفسير وقراءه القرآن وغي
1) كتاب الغرر والدرر للآمدي، وكتب الحديث.
2) مروج الذهب ج2: 431 ابن ابي الحديد ج1: 181.
3) الاشباه والنظائر للسيوطي في النحو 2: / ابن ابي الحديد ج1: 6.
4) يراجع نهج البلاغة.
5) يروى ان اعرابياً قام يوم الجمل الى امير المؤمنين (ع) فقال: يا أمير المؤمنين! أتقول ان الله واحد، فحمل الناس عليه وقالوا يا اعرابي اما ترى ما في امير المؤمنين من تقسم القلب، فقال امير المؤمنين (ع): دعوه فان الذي يريده الاعرابي هو الذي نريده من القوم، ثم قال يا اعرابي ان القول في ان الله واحد على اربعة أقسام، فوجهان منها لايجوزان على الله عز وجل، ووجهان يثبتان فيه، فاما اللذان لايجوزان عليه، فقول القائل واحد يقصد به باب الاعداد، فهذا لايجوز لان مالا ثاني له لايدخل في باب الاعداد، اما ترى انه كفر من قال انه ثالث ثلاثة، وقول القائل هو واحد من الناس يريد به النوع والجنس فهذا مالا يجوز، لانه تشبيه وجل ربنا وتعالى عن ذلك، واما الوجهان اللذان يثبتان فيه، فقول القائل هو واحد ليس له في الاشياء شبه كذلك ربنا، وقول القائل انه عزو جل احدي المعنى يعني به انه لاينقسم في وجود ولا عقل ولا وهم كذلك ربنا عزو جل.
بحار الانوار 2: 65 (كمباني).
6) ابن ابي الحديد ج1: 6 - 9.
|
|
|
|
|