بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله
************ ********* **
كان في الشام راهب معروف تقدّسه النصارى وتعظّمه ، وتسمع منه ، وكان يخرج لهم في كل يوم يوماً يعظهم ، التقى به الإمام الكاظم ( عليه السلام ) في ذلك اليوم الذي يعظ به ، وقد طافت به الرهبان ، فلمّا استقر المجلس بالإمام التفت إليه الراهب قائلاً : يا هذا ، أنت غريب ؟
قال ( عليه السلام ) : ( نعم ) .
فقال : منّا أو علينا ؟ قال ( عليه السلام ) : ( لست منكم ) .
فقال : أنت من الأمّة المرحومة ؟ قال ( عليه السلام ) : ( نعم ) .
فقال : أمن علمائها أمن جهّالها ؟ قال ( عليه السلام ) : ( لست من جهّالها ) .
فاضطرب الراهب ، وتقدّم إلى الإمام ( عليه السلام ) يسأله عن أعقد المسائل عنده ، قائلاً :
كيف طوبى أصلها في دار عيسى عندنا ، وعندكم في دار محمّد ، وأغصانها في كل دار ؟
قال ( عليه السلام ) : ( إنّها كالشمس يصل ضوؤها إلى كل مكان وموضع ، وهي في السماء ) .
قال الراهب : إنّ الجنّة كيف لا ينفذ طعامها وإن أكلوا منه ؟ وكيف لا ينقص شيء منه ؟
قال ( عليه السلام ) : ( أنّه كالسراج في الدنيا ، ولا ينقص منه شيء ) .
قال الراهب : إنّ في الجنّة ظلاً ممدوداً ، ما هو ؟
قال ( عليه السلام ) : ( الوقت الذي قبل طلوع الشمس ، هو الظل الممدود ) ، ثمّ تلا قوله تعالى : ( أَلَمْ تَرَ إِلَى رَبِّكَ كَيْفَ مَدَّ الظِّلَّ وَلَوْ شَاءَ لَجَعَلَهُ سَاكِناً ثُمَّ جَعَلْنَا الشَّمْسَ عَلَيْهِ دَلِيلاً ) .
قال الراهب : إنّ أهل الجنّة يأكلون ويشربون ، كيف لا يكون لهم غائط ولا بول ؟
قال ( عليه السلام ) : ( إنّهم كالجنين في بطن أمّه ) .
قال الراهب : إنّ لأهل الجنّة خدماً يأتونهم بما أرادوا بلا أمر ؟
قال ( عليه السلام ) : ( إنّ الإنسان إذا احتاج إلى شيء عرفت أعضاؤه ذلك ، فتعرفه الخدم فيحقّقون مراده من غير أمر ) .
قال الراهب : مفاتيح الجنّة من ذهب أو فضة ؟
قال ( عليه السلام ) : ( مفاتيح الجنّة قول العبد : لا اله إلاّ الله ) ، قال الراهب : صدقت ، ثمّ أسلم هو وقومه .
************ ********* *****
المناقب لابن شهر آشوب: ج 4 ص 311.
************ ********* *****
مركز آل البيت العالمي للمعلومات
مع الشكر لك ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
يَا أَسَفَى عَلَى حَسَنْ
لَعَنَ اللهُ من قتله.