[المهندس الكاتب]

المقـدمــه
في ايام الدراسه التي يحن إليها كل دارس في الأيام التي كنت أراها أصعب أيام حياتي , حركت القلم على الورقة لأرسم "سؤال وجواب حول الإمام المهدي" ,كتاب بسيط المعلومة سهل العبارة ذا أخطاء عفويه ..
عرضته على احد طلبه الحوزة فشجعني كثيرا وأشار له في إحدى محاضراته التي كنت جالسا فيها إذ نقل كلاما ذكرته بين وريقات الكتاب ..
أهملت الكتاب ردحا من الزمن - بعد آن نشرته ووزعته على طلبه الجامعة, دعما للعمل الإسلامي وقد سلبت نفسي حقها برفع اسم المؤلف من الغلاف - كما أهملت الكثير من الكتابات التي لم أتوقع رجوعي لها في يوم ما ..
انخرطت في الحوزة العلمية فكان لابد لي من مراجعه سجل حياتي للاستفادة من الأوراق المضيئة والاستغفار عن الاوراق السود اذ لابد لكل شخص من المراجعه حتى لو لم ينتمي للمؤسسة الدينية ..
قرأت الكتاب بذهنية أوسع من السابق فوجدت لزوم التعديل والإضافة ..
لذا شرعت بذلك حتى بان بهذه الصورة التي تختلف عن صورته الأولى ..
اسأل الله سبحانه ان يرحمني ويغفر لي ولوالدي و المؤمنين يوم يقوم الحساب
الإهداء
إلى قاده المستقبل..
إلى من يتطلع لهم الجميع..
إلى أنصار كل الحركات والثورات ..
إلى إخواني الطلبة الجامعات..
اهدي هذا الجهد المتواضع
اسأل الله آن يتقبله بواسع قبوله انه أكرم الأكرمين .

لماذا هذا الكتاب ؟
لماذا كتبنا هذا الكتاب؟ و لماذا أعدنا طبعه مره ثانيه؟ سؤالان قد يتبلوران في ذهن القارئ خصوصا مع وجود هذا الكم الهائل من الكتب المكررة للمعلومة ذاتها ؟
اولا لابد للقارئ ان يلاحظ اني حينما كتبت هذا الكتاب المتواضع لم اكتبه لجميع الناس , فالعالم والباحث في قضيه الإمام المهدي سوف لن يستفد من كتاب ليس فيه الا معلومات مطروحة آلاف المرات في صغار الكتب فضلا عن أمهاتها .
ثانيا لابد للقارئ ان يركز على الفتره التي كتبت فيه الكتاب اذ كنت طالبا في الجامعة وكتبته في فتره الدوام لا في فتره التعطيل ..
ذكر لي احد المثقفين انه فكر في تأليف كتاب حول الإمام المهدي شرط ان يكون جامعا مانعا فلا يرجع بعده القارئ إلى أي كتاب اخر _ و كان هذا الصديق مستاء جدا مما يفعله الكُتاب الذين يُرجعون قراءهم في مسألة واحده الى عده كتب _ يقول: وكنت في ذلك الوقت اراجع الكثير من طلبه الحوزة من أنصار الموسوعة وأتكلم معهم فيما دونه السيد الصدر في ذلك الكتاب فاتفاجا من رده فعلهم اذ ان الكثير منهم لم يطالع الموسوعة وهم من طلبه العلم فما بالك بالإنسان البسيط..
ان اغلب الناس يبتغون المعلومة السهلة البسيطة التي يحصلون عليها في اقل وقت ممكن ومثل هؤلاء لا يمكنهم قراءه الكتب المعمقة المطولة ذات المصطلحات التي لا يفهمها الا المتخصص, لذلك ارى فكره إعداد كتاب بطريقه سؤال وجواب بصوره اكثر تبسيطا للمصطلحات الدينية فكره ناجحة و تستهوي القارئ المتواضع ..
اما السبب في اعاده طباعته, فقد كان قراتي للكتاب بعد انضمامي للحوزه العلميه وتوفر المصادر التي افتقرت اليها طبعته الاولى ..

س1) من هو المهدي؟
ج) وهو محمد بن الحسن بن علي بن محمد بن علي بن موسى بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن ابي طالب "عليهم السلام " الذي ولد سنه (255 هـ ) , والمهدي من ولد فاطمة الزهراء "عليها السلام " .
قال النبي "صلى الله عليه واله ":" المهدي من عترتي من ولد فاطمه " بحار الانوار ج36 ص368 سنن ابي داود لابي الاشعث السجستاني ج2 ص310
وقال " صلى الله عليه واله " : " المهدي من ولدي تكون له غيبه وحيره تضل فيها الامم ياتي بذخيره الانبياء فيملاها عدلا وقسطا كما ملئت جورا وظلما " بحار الانوار ج51 ص72

س2) هل الاعتقاد بوجود مصلح عالمي او منقذ او مهدي مختص بالمسلمين الشيعة ؟
ج) ليس الاعتقاد بذلك خاص بالمسلمين الشيعه بل هو امر تعتقد به سائر الفرق الاسلاميه , وحتى من غير المسلمين هناك من يعتقد بوجود المصلح العالمي كاليهود والنصارى والبوذيين والزرادشتيين وغيرهم , ففكره وجود مخلص للشعوب المظلومة فكره إنسانيه أوسع من ان تقتصر على مذهب او دين معينين ..
قال رسول الله "صلى الله عليه واله : " لو لم يبق من الدنيا الا يوم لبعث الله عز وجل رجلا منا يملؤها عدلا كما ملئت جورا " مسند احمد- الإمام احمد بن حنبل ج1 ص99
وجاء في زبور داود "أَمَّا مُنْتَظِرُو الرَّبِّ فَإِنَّهُمْ يَرِثُونَ خَيْرَاتِ الأَرْضِ. 10 فَعَمَّا قَلِيلٍ (يَنْقَرِضُ) الشِّرِّيرُ، إِذْ تَطْلُبُهُ وَلاَ تَجِدُهُ. 11 أَمَّا الْوُدَعَاءُ فَيَرِثُونَ خَيْرَاتِ الأَرْضِ وَيَتَمَتَّعُونَ بِفَيْضِ السَّلاَمِ ..الرَّبُّ عَلِيمٌ بِأَيَّامِ الْكَامِلِينَ، وَمِيرَاثُهُمْ يَدُومُ إِلَى الأَبَدِ. 19...فَالَّذِينَ يُبَارِكُهُمُ الرَّبُّ يَرِثُونَ خَيْرَاتِ الأَرْضِ، وَالَّذِينَ يَلْعَنُهُمْ يُسْتَأْصَلُونَ.
23...الصِّدِّيقُونَ يَرِثُونَ خَيْرَاتِ الأَرْضِ وَيَسْكُنُونَ فِيهَا إِلَى الأَبَدِ. 30 " المزبور السابع والثلاثون لداود .

س3 ) إذا كان الأمر كما تقول فلماذا هذا الكلام والأخذ والرد بين المسلمين في مسئله الإمام المهدي ؟
ج ) المسلمون متفقون في اصل القضيه ومختلفون في تفرعاتها .. فقد وقع الاختلاف في انه هل ولد هذا الشخص(محمد المهدي ) فعلا سنه ( 255هـ) ومد الله في عمره؟ ام انه سيولد في المستقبل؟ فأصل المسألة موجود عند جميع المسلمين كما ان اصل الصلاه والحج موجود عند الجميع ولكن الاختلاف وقع في التفاصيل ..

س4) وضح لنا أكثر ؟
ج) يذهب المسلمون الشيعة وبعض فرق أهل التحقيق من المسلمين السنة إلى الرأي الاول فيعتقدون ان محمد بن الحسن الذي اخبر عند رسول الله ولد سنه 255هـ من امه نرجس وهو ابن الامام الحسن العسكري [او الخالص كما يسمونه عليه السلام ] و لايزال حيا الى هذا اليوم.
اما الراي الثاني فقد ذهب اليه فريق من المسلمين السنه وهم القائلون بانه "عليه السلام" سيولد فيما بعد.

س 5) نرجوا ذكر بعض مصادر المسلمين السنه التي ذكرت ولادة الإمام محمد بن الحسن المهدي ؟
ج) مع ان علماء المسلمين ألسنه ينكرون ولادته"ع" ويقولون : ان من اخبر عنه النبي "صلى الله عليه واله" لم يولد بعد وإنما ستكون ولادته في المستقبل , الا ان عدد ملفت للنظر من المؤرخين والمحدثين السنه صرحوا بولادته في كتبهم واعتبروها امراً واقعا واليك بعض المصادر مع نصوص الاحاديث ..

1) كتاب مطالب السؤول .
تأليف محمد بن طلحه الشافعي / الباب الثاني عشر ص 479 يقول صاحب الكتاب : " محمد [يقصد الإمام المهدي] بن الحسن الخالص[العسكري] بن علي المتوكل[الهادي] بن محمد القانع[الجواد] بن علي الرضا بن موسى بن جعفر الصادق بن محمد الباقر بن علي زين العابدين بن الحسين الزكي بن علي المرتضى امير المؤمنين بن ابي طالب المهدي الحجه الخلف الصالح "
2) كتاب ينابيع المودة لذوي القربى .
تأليف الشيخ سلمان بن إبراهيم القندوزي الحنفي / يقول صاحب الكتاب : " فالخبر المعلوم المحقق عند الثقاة ان ولاده القائم "ع " كانت ليله الخامس عشر من شعبان سنه خمس وخمسين مائتين في بلده سامراء" ج3 ص307
3) كتاب الفصول المهمة في معرفه ألائمه.
تأليف الشيخ علي بن محمد بن احمد المالكي المكي / ذكر المؤلف تحت عنوان " الحجه الخلف الصالح بن ابي محمد الخالص "ع " وهو الإمام الثاني عشر " الكثير من الروايات التي تخص الامام المهدي .. راجع الفصل الثاني عشر من الجزء الثاني للمؤلف .
4) كتاب وفيات الأعيان وأنباء أبناء الزمان.
تأليف ابن خلكان / اذ يقول المؤلف في ج4 ص171 من الكتاب مانصه "ابو القاسم محمد بن الحسن العسكري بن علي الهادي بن محمد الجواد المذكور ... وهو الذي تزعم الشيعه انه المنتظر والقائم والمهدي وهو صاحب السرداب عندهم* ... كانت ولادته يوم الجمعه منتصف شعبان سنه خمس وخمسين ومائتين "
وغيرها الكثير من المصادر اعرضنا عنها بغيه للاختصار كما هي عادتنا في هذا الكتاب , فمن أراد الاستزادة فليراجع كتاب المصلح العالمي من النظريه الى التطبيق للسيد نذير الحسيني ص66 فقد ذكر مؤلف الكتاب الكثير من المصادر مع نصوص الاحاديث .

* الظاهر من العبارة ان صاحب الكتاب المذكور لا يؤمن بان محمد بن الحسن العسكري "ع" هو المهدي الذي ذكره رسول الله "ص" بل ذهب كأصحابه أبناء السنه الذين اشرنا لهم في جواب السؤال (4) وما يهمنا هنا تصريحه بولادة شخص اسمه محمد للحسن العسكري وان لم يعتقد صاحب النص انه المهدي يعني بعبارة أوضح ان صاحب كتاب وفيات الأعيان صرح بوجود ولد للحسن العسكري اسمه محمد وتصريحه هذا يمثل ردا سنيا على من ادعى من المسلمين السنه ان الحسن العسكري مات وليس له ولد !! فتأمل
س6) هل يمكن للإنسان ان يعيش هذا العمر الطويل فيولد سنه 255هـ ويبقى إلى الآن حيا ؟
ج) للجواب على هذا السؤال لابد من معرفه اراء علماء الطب في مسأله طول العمر , فهل يرون استحاله ذلك ام لا ؟ والجواب ان علماء الطب لا يرون ذلك مستحيلا , ان العلم الحديث يسعى في عصرنا الى حل مشكله طول العمر بالاسباب العلميه والصحيه , وهذا يفيد ان الانسان يمكن في نظر العلماء ان يعيش طويلا بعد رفع الموانع التي تحول دون العمر الطويل , لذلك تجد مثلا الاستاذ ( ريمند بول ) احد اساتذه جامعه هبكنس بامريكا يقول* : يظهر من بعض التجارب العلميه ان اجزاء جسم الانسان يمكن ان تحيا الى أي وقت اريد , وعليه فمن المحتمل ان تطول حياه الانسان الى مائه سنه , وقد لا يوجد مانع يمنع من اطالتها الى الف سنه .
* المهدي المنتظر في الفكر الاسلامي / مركز الرساله

س7) هل يوجد أشخاص طال عمرهم ذكروا في القران الكريم؟
ج) نعم , هناك من طال عمره وهناك من هو حي الى الان وقد ولد قبل الامام المهدي "ع " وقد تحدث القران الكريم عنهم.وهؤلاء كل من :
1- نبي الله نوح "عليه السلام " قال تعالى " وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحًا إِلَى قَوْمِهِ فَلَبِثَ فِيهِمْ أَلْفَ سَنَةٍ إِلَّا خَمْسِينَ عَامًا فَأَخَذَهُمُ الطُّوفَانُ وَهُمْ ظَالِمُونَ " سوره العنكبوت 14
2- أصحاب الكهف . قال تعالى " وَلَبِثُوا فِي كَهْفِهِمْ ثَلَاثَ مِائَةٍ سِنِينَ وَازْدَادُوا تِسْعًا"
سوره الكهف 25
3- السيد المسيح "عليه السلام " . قال تعالى " وَقَوْلِهِمْ إِنَّا قَتَلْنَا الْمَسِيحَ عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ رَسُولَ اللّهِ وَمَا قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ وَلَكِن شُبِّهَ لَهُمْ وَإِنَّ الَّذِينَ اخْتَلَفُواْ فِيهِ لَفِي شَكٍّ مِّنْهُ مَا لَهُم بِهِ مِنْ عِلْمٍ إِلاَّ اتِّبَاعَ الظَّنِّ وَمَا قَتَلُوهُ يَقِينًا * بَل رَّفَعَهُ اللّهُ إِلَيْهِ وَكَانَ اللّهُ عَزِيزًا حَكِيمًا " النساء 157-157
وهو حي الى الان وسوف ينزل عند ظهور المهدي " عليه السلام "
4- الخضر . وهو حي الى الان وقد ولد قبل الامام المهدي ايضا . وقد ذكر قصته القران الكريم .

س8) للإمام المهدي " عليه السلام " غيبتان صغرى وكبرى فإلى من يرجع الناس في الغيبة الصغرى والى من يرجعون في الغيبة الكبرى ؟
ج) اما في الغيبه الصغرى فقد عين الامام المهدي "عليه السلام" اربعه سفراء (نواب) كان الناس يرجعون اليهم ..
الاول : عثمان بن سعيد العمري .
الثاني : محمد بن عثمان (ابن السفير الاول ).
الثالث : الحسين بن روح النوبختي .
الرابع : علي بن محمد السمري وهو اخر السفراء والذي بموته" قدس الله سره " بدأت غيبه الإمام الكبرى ..اما مراقدهم " قدس الله أسرارهم " فموجودة في بغداد .
اما في الغيبه الكبرى فيكون الرجوع الى الفقهاء الذين تتوفر فيهم شروط ومعايير وضعها الامام المعصوم "عليه السلام" لتبقى على طول التاريخ مقياسا كلما ظهر شخص تتوفر فيه تلك الشروط اصبح نائبا عن الامام ومرجعا للشيعه في امور الدين والدنيا .
قال الامام المهدي "عليه السلام": " واما الحوادث الواقعة فارجعوا فيها الى رواه حديثنا فأنهم حجتي عليكم وانا حجه الله " كمال الدين وتمام النعمه للشيخ الصدوق ص484

س9) ا لمسألة الغيبة نظائر في حياه أولياء الله لسابقين ؟
ج) ان للغيبه نظائر في حياه أولياء الله وهي ليست بالأمر الغريب فقد غاب النبي موسى "عليه السلام " عن أمته أربعين يوما وقضى كل تلك المدة في الميقات .
قال تعالى " وَوَاعَدْنَا مُوسَى ثَلاَثِينَ لَيْلَةً وَأَتْمَمْنَاهَا بِعَشْرٍ فَتَمَّ مِيقَاتُ رَبِّهِ أَرْبَعِينَ لَيْلَةً وَقَالَ مُوسَى لأَخِيهِ هَارُونَ اخْلُفْنِي فِي قَوْمِي وَأَصْلِحْ وَلاَ تَتَّبِعْ سَبِيلَ الْمُفْسِدِينَ " سوره الأعراف 142
وغاب السيد المسيح "عليه السلام " بمشيئة الله عن أنظار أمته فلم يقدر أعدائه على قتله .
قال تعالى " بَل رَّفَعَهُ اللّهُ إِلَيْهِ وَكَانَ اللّهُ عَزِيزًا حَكِيمًا " النساء 158
وغاب يونس "عليه السلام" عن قومه مده من الزمن في الظلمات ..
قال تعالى " وَذَا النُّونِ إِذ ذَّهَبَ مُغَاضِبًا فَظَنَّ أَن لَّن نَّقْدِرَ عَلَيْهِ فَنَادَى فِي الظُّلُمَاتِ أَن لَّا إِلَهَ إِلَّا أَنتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنتُ مِنَ الظَّالِمِينَ * فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَنَجَّيْنَاهُ مِنَ الْغَمِّ وَكَذَلِكَ نُنجِي الْمُؤْمِنِينَ" سوره الانبياء 87-88

س10) ما الفائدة من الإمام إذا كان غائب ؟
ج) يجدر بنا قبل الاجابه على هذا السؤال معرفه معنى غياب الإمام : ان غيبته عليه السلام لا تعني انه غير موجود بل على العكس من ذلك انها تعني انه موجود ولكن الناس غير قادرين على التعرف عليه وهنا نسال هل ان الشخص اذا غاب [أي اصبح ليس بامكاننا التعرف عليه ] انعدم نفعه ؟
لنضرب هذا المثال البسيط : اذا كان ابوك موجودا معك في نفس المدينه وانت لا تعرفه -لاسباب- ولكنه يعرفك , ويراقب تصرفاتك ويقضي حوائجك ويدعو الله لك من دون ان تراه فهل من الإنصاف ان تقول لافائده من وجود ابي ..
نعود الان للاجابه على السؤال المتقدم بمايلي :

1- ان الخضر"عليه السلام" غائب لحد الان والقران الكريم يقدم شرحا مفصلا عن اعماله المفيده التي لم يعرفها حتى النبي موسى "عليه السلام " ..
وعلى الرغم من ان الناس لم يكونوا يعرفونه الا انهم كانو يستفيدون من اثار وجوده المبارك وافعاله المفيده كالفائدة التي حصل عليها الغلامان اليتيمان او المساكين اصحاب السفينه او.. كما حكى عن ذلك القران الكريم في سوره الكهف (71 – 82)
ان المهدي"عليه السلام " على غرار الخضر غير معروف للناس الا انهم يستفيدون من اثار وجوده المبارك .
2- ان السؤال المتقدم ليس جديدا فالظاهر من الروايات انه كان مطروحا حتى قبل ولادته "عجل الله فرجه " , فكان النبي "صلى الله عليه واله " والائمه "عليهم السلام " اذا تحدثوا عن موضوع المهدي الموعود يواجهون نفس السؤال وكانوا يجيبون عليه كما في هذه الامثله :
أ‌) سال جابر الأنصاري رسول الله هل ينتفع الشيعه بالقائم في غيبته ؟ فقال "صلى الله عليه واله" : " إي والذي بعثني بالنبوه انهم لينتفعون به ويستضيئون بنور ولايته في غيبته كانتفاع الناس بالشمس وان جللها السحاب " بحار الانوار ج 52 ص 93
ب‌) قال الامام الصادق "عليه السلام " : " ولم تخل الارض منذ خلق الله ادم من حجه الله فيها , ظاهر مشهود او غائب مستور , ولا تخلو الى ان تقوم الساعه من حجه لله فيها ولولا ذلك يعبد الله . قال الراوي : فقلت للصادق"عليه السلام" : فكيف ينتفع الناس بالحجه الغائب المستور ؟ قال : كما ينتفعون بالشمس اذا سترها السحاب " كمال الدين وتمام النعمه ص 207