|
عضو ذهبـي
|
رقم العضوية : 30554
|
الإنتساب : Feb 2009
|
المشاركات : 2,817
|
بمعدل : 0.49 يوميا
|
|
|
|
المنتدى :
منتـدى سيرة أهـل البيت عليهم السلام
مدح حلال المشاكل
بتاريخ : 21-02-2010 الساعة : 06:56 AM
( القصة )
يروى أن رجلا يسمى عبد الله الحطاب وكان مؤمنا فقيرا وكسبه في كل يوم يذهب إلىالبراري وسفوح الجبال ويحتطب ما أمكنه من الحطب ثم يأخذه إلى السوق فيبيعه بدريهماتقليلية يقتات بها هو وعياله راضيا قانعا برزقه مع كثرة عياله الذين بلغوا سبعة أوأكثر وكلهم اناث وذكور قصر وقد قضى أكثر حياته في هذا العمل وكانت زوجته قد نذرت فيكل يوم جمعة قبل طلوع الشمس تقف على باب البيت وتدعو الله عز وجل أن يريها وليا منأوليائه حتى تطلب منه أن يسأل الله يفرج عنهم ضيق معيشتهم وقد مضت مدة أربعين جمعةفبينما هي واقفة تدعو الله وتتوسل اليه و بمحمدواذابرجل ذو شيبة طويل القامة تراه من بعيد فلما وصل اليها قال لها إذا رجع عبد الله قولي له كلما حلت به شدة يسأل الله ويتوسل بمحمد صلى الله علية واله وسلمويندب حلال المشاكل ويكثر من قول :
ناد عليا مظهر العجـــــائب
تجـــدهعونا لك في النوائب
كـــــل هم وغم سينجـــــلي
بولايتك ياعلي ياعلي ياعلي (3)
ويكررها مرارا فانه تقضي حاجته ثم غاب عن عينها فلما رجع عبد الله أخبرتهفقال ويحك هذا والله الخضر عليه السلام هل قال لك شيئا قالت نعم قال لي كذا وكذافحفظ كل ما قالته فلما أصبح واصل عمله وصادف أن الوقت أول الشتاء وقد أرسلت السماءبعض السحب تبشر بهطول الامطار فلما صار في البر وأخذ يحتطب قال في نفسه بعد أيامإذا صبت السماء وابلها وغمرت الاشجار وملئت الاودية يتعسر عملي وانا كبير السن ضعيفالبدن ولكن أدخرلي شيئا من الحطب في بعض مغارات هذا الجبل وكان قريبا منه وإذا كانذلك أتيت وأخذته بغير تعب فجمع حطبا كثيرا وأودعه في بعض مغارات الجبل ووضع عليهاعلامة وأخذ من الحطب بمقدار ما يأخذ كل يوم وجاء إلى السوق وباعه واشترى قوتا إلىعياله ورجع إلى المنزل وأخبر زوجته بما فعل فسرت بذلك فما مضت الا أيام قليلة حتىهبت الرياح الباردة وتلبدت السماء بالسحب الثقيلة وأخذت تفرغ مافيها من المياءبغزارة ليلا ونهارا أياما متواصلة بحيث تعطلت أكثر الناس عن أعمالها أما عبد اللهفانه لازم المنزل ولم يخرج في هذه المدة حتى نفذ ما عندة من الطعام وباتوا آخر ليلةوهم جياع ليس عندهم ما يأكلونه فلما أصبح الصباح وقد تقشعت الغيوم وأشرقت الشمسولكن غمرت المياه الاشجار والاودية وجرت السيول قال عبد الله لزوجته سامضي إلىما وضعته من الحطب في المغارة وآتي به إلى السوق فخرج وهو يوعد عياله بالطعام وكلهأمل وصادف القضاء والقدران في الايام المطيرة اجتازة قافلة بالجبل الذي أودع عبدالله في بعض مغاراته الحطب وهم يطلبون لهم ملجأ فدخلوا في المغارة التي فيها الحطبفمالوا اليه يحرقونه ليتدفؤا بة عن البرد ويطبخون به طعامهم حتى أتوا على آخره فلماجاء عبد الله وجد المغارة خالية ليس فيها ولا عودا سوى رمادا متراكما بعضه على بعضوقف مذهولا حزينا لايدري ماذا يعمل ثم أدار ببصره في البر فوجد أن الرياح قد اقتلعتالاشجار وغمرت المياه الباقي ووجد نفسة لاقدرة له على الاحتطاب لشدة البرد وهو شيخكبير ولشدة ما وقع بع من الحزن والكأبة وقد اسودت الدنيا في عينه حينما ذكر حالعياله وما هم فيه من الجوع وانهم ينتظرون مجيئه اليهم بالطعام ووقع في حيرة شديدةوأخذ بالبكاء والنحيب وهو يقول يارب أنت اللطيف بعبادك وأنت أرحم الراحمين ثم ذكرماقالته زوجته فأخذ يدعو الله ويتوسل بمحمد ويندب حلال المشاكل بخشوع وانكسار قلبويكثر من قول :
ناد عليا مظهر العجـــــائب
تجـــده عونا لك في النوائب
كل هم وغم سينجـــــلي
بولايتك ياعلي ياعلي ياعلي
تابع أنشاء الله
|
|
|
|
|