بسم الله الرحمن الرحيم
اللهمّ صلِّ على محمّد وآل محمّد وعجّل فرجهم والعن أعدائهم
اللهمّ صلِّ على فاطمة وأبيها وبعلها وبنيها والسر المستودع فيها عدد ما أحاط به علمك وأحصاه كتابك
السلام على الحسين وعلى علي بن الحسين وعلى أولاد الحسين وعلى أصحاب الحسين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ...
حكمة هذا اليوم
جاء رجل إلى الإمام الحسن عليه السلام بهدية فقال له : أيما أحب اليك، أن أرد عليك بدلها عشرين ضعفاً ، عشرين ألف درهم، أو أفتح لك باباً من العلم تقهر فلاناً الناصبي في قريتك ، تنقذ به ضعفاء أهل قريتك ؟ إن أحسنت الإختيار جمعت لك الأمرين ، وإن أسأت الإختيار خيرتك لتأخذ أيهما شئت؟!
فقال : يا ابن رسول الله فثوابي في قهري ذلك الناصب واستنقاذي لأولئك الضعفاء من يده ، قدره عشرون ألف درهم ؟
قال : بل أكثر من الدنيا عشرين ألف ألف مرة .
قال: يا بن رسول الله فكيف أختار الأدْوَن ؟! بل أختار الأفضل ، الكلمة التي أقهر بها عدو الله وأذوده عن أوليائه .
فقال الحسن بن علي صلى الله عليه وآله : قد أحسنت الإختيار، وعلمه الكلمة وأعطاه عشرين ألف درهم ، فذهب فأفحم الرجل ، فاتصل خبره به فقال له حين حضر معه : يا عبدالله ما ربح أحد مثل ربحك، ولااكتسب أحد من الأوداء مثل ما اكتسبت : مودة الله أولاً، ومودة محمد وعلي ثانياً، ومودة الطيبين من آلهما ثالثاً، ومودة ملائكة الله تعالى المقربين رابعاً ، ومودة إخوانك المؤمنين خامساً . واكتسبت بعدد كل مؤمن وكافر ماهو أفضل من الدنيا ألف مرة ، فهنيئاً لك هنيئاً ). (الإحتجاج :1/11 والبحار :2 /8 وتفسير العسكري ص347 )
قال إمامنا الصادق (عليه السلام) : من أنعم الله عليه نعمة فعرفها بقلبه ، وعلم أنّ المنعَم عليه الله ، فقد أدّى شكرها ، وإن لم يحرك لسانه ، ومن علم أنّ المعاقِب على الذنوب الله فقد استغفر وإن لم يحرك به لسانه ، وقرأ : { إن تبدوا ما في أنفسكم أو تخفوه } .. جواهر البحار .
هل تريد ثوابا في هذا اليوم ؟
((1))
عن داود الرّقي قال : كنت عند أبي عبد الله (عليه السلام) إذ استسقى الماء ، فلما شربه رأيته قد استعبر واغرورقت عيناه بدموعه ، ثم قال لي : يا داود لعن الله قاتل الحسين (عليه السلام)، فما من عبد شرب الماء فذكر الحسين (عليه السلام) ولعن قاتله ،إلا كتب الله له
مائة ألف حسنة ،
وحط عنه مائة ألف سيئة ،
ورفع له مائة ألف درجة ،
وكأنما أعتق مائة ألف نسمة ،
وحشره الله تعالى يوم القيامة ثلج الفؤاد .
((2))
قال رسول الله () : مَن قبّل ولده كتب الله له حسنةً ، ومن فرّحه فرّحه الله يوم القيامة ، ومَن علّمه القرآن دُعي بالأبوين ، فكسيا حلّتين يُضيء من نورهما وجوه أهل الجنة .
تأمل في دقائق
" فذكّر إنّ الذكرى تنفع المؤمنين "
تتجلى الألطاف الإلهية على جميع البشر وهم في احلك الظروف واصعب المواقف ، ولكن يبزغ نور من بعيد ، وذاك هو اللطف الإلهي على بني آدم ، فيظل يتفكر ويتأمل في هذه اللحظات العجيبة التي شملته .. و لولا رحمته في تلك اللحظة لحدث شيء لا يحمد عقباه ، وعندما يتذكر الإنسان هذه المواقف ، لا يمللك شيء سوى أن يشكر الله عز وجل على هذه الألطاف في أوقات غفلته أو يقظته .