|
شيعي فاطمي
|
رقم العضوية : 23528
|
الإنتساب : Oct 2008
|
المشاركات : 4,921
|
بمعدل : 0.84 يوميا
|
|
|
|
المنتدى :
منتـدى سيرة أهـل البيت عليهم السلام
ماهو الفرق بين اصحاب الدرجات من الجنان؟
بتاريخ : 01-03-2010 الساعة : 10:21 PM
اللهم صل على محمد وآل محمد
ماهو الفرق بين اصحاب الدرجات من الجنان ؟
سماحة السيد كمال الحيدري : في الواقع ان القرآن الكريم اشار الى هذه النقطة ، وعلى اساس هذه الحقيقة القرآنية تتضح عندنا جملة من الروايات والمعارف الواردة في كلمات النبي واهل البيت (عليهم افضل الصلاة والسلام) عندما نرجع الى القرآن الكريم ، نجد ان القرآن الكريم له تعبيران بالنسبة لاصحاب الدرجات ، التعبير الاول وهو تعبير شائع ايضاً ، وهو ما ورد في سورة الانفال وفي غير سورة الانفال قال : { الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ* أُوْلَئِكَ هُمُ الْمُؤْمِنُونَ حَقًّا لَّهُمْ دَرَجَاتٌ عِندَ رَبِّهِمْ وَمَغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ} اذن التعبير الاول الوارد في القرآن ان لاهل الجنة درجات عند ربهم ، ولكن عندما نأتي الى تعبير آخر في القرآن الكريم ورد في سورة آل عمران وغير آل عمران ، نجد انه يعبر عن بعض اصحاب الجنة هم درجات عند الله وليس درجة بل هو درجة من درجات الجنة ، هذا فرق كبير بين ان يكون الانسان يعيش في درجة من درجات الجنة وبين ان يكون هو درجة من درجات الجنة ، قال تعالى {أَفَمَنِ اتَّبَعَ رِضْوَانَ اللَّهِ كَمَن بَاء بِسَخَطٍ مِّنَ اللَّهِ وَمَأْوَاهُ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ*هُمْ دَرَجَاتٌ عِندَ اللَّهِ وَاللَّهُ بَصِيرٌ بِمَا يَعْمَلُونَ} بعض الآيات القرآنية بينت بعض المصاديق على سبيل المثال في سورة الواقعة بينت هذه الحقيقة قال الله تعالى { فَأَمَّا إِن كَانَ مِنَ الْمُقَرَّبِينَ} الآية لم تقل فلهم روح وريحان وجنة نعيم ، حتى يكون لهم درجات ، قالت : { َرَوْحٌ } يعني ان المقربين هم روح وريحان وجنة نعيم .
بعض الاحيان الانسان لا انه يكون له درجة من درجات الجنة ، بل هو الدرجة من درجات الجنة . اضرب مثال حسي لكي يتضح هذا الموضوع ، مرة ان الانسان يتطيب بطيب معين ، برائحة معينة ، فتشم منه رائحة معينة ، ومرة لا ، ليس انه يتطيب ، هو يكون مصدر للطيب ، اوله وآخره ومعدنه الى آخره . ولعل القرآن الكريم اشار الى هذه الحقيقة في مواضع عديدة منها هذا الموضع ، قال الله تعالى { الَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ الصَّالِحَاتِ} مرة ان الانسان مقامه مقام عمله صالح ومرة مقامه مقام هو من الصالحين ، والحقني بالصالحين ، وليس الحقني بالذين عملوا الصالحات ، ومن الواضح فرق كبير بين ان يكون الانسان من الذين امنوا وعملوا الصالحات ، وبين ان يكون الانسان هو صالح ، ذاته عين الصلاح ، اذن هذه الحقيقة تكشف لنا عن حقائق متعددة ، اتت في بعض الروايات عندنا ان الناس يشتاقون الى الجنة ولكن الجنة تشتاق الى بعض الناس ، لانه هو هذا الانسان درجة من درجات الجنة ، هو روح وريحان وجنة نعيم ، وبتعبير الإمام الصادق (سلام الله عليه) قال : فان ولايتنا هي الجنة . رسول الله يقول : انا مدينة الحكمة وهي الجنة وانت ياعلي بابها . اذن نصل الى هذه القضية ، ينبغي على المؤمن ان يسعى { وَأَن لَّيْسَ لِلإِنسَانِ إِلاَّ مَا سَعَى} ينبغي ان يسعى لا فقط ان يكون له درجة من درجات الجنة بل يكون (هم درجات عند ربهم) وبتعبير الآية المباركة { فَرَوْحٌ وَرَيْحَانٌ وَجَنَّةُ نَعِيمٍ} يعني ان الانسان هو يكون جنة لا انه يدخل جنة ، لا تنافي بين ان يكون الانسان جنة وان يدخل الجنة ، لا يتبادر الى الذهن ، مرة ان الانسان من حيث العالم هو مكتبة متنقلة ، ولكن يمكن مع ذلك يدخل في مكتبة فهو علم ويدخل في دار علم ، لا يتبادر الى الذهن هو عندما يكون جنة هل يدخل الجنة ، نعم ، لانه مراتبه الدانية تدخل الجنة وحقيقته هي الجنة ، اذن على هذا الاساس نستطيع ان نقول في جملة واحدة ان اصحاب الدرجات يوم القيامة ، ايضاً بنحو العموم وإلا بينهما مراتب بان اصحاب الدرجات يوم القيامة بعضهم لهم الجنات وبعضهم هم جنات هم روح وريحان وجنة نعيم .
|
|
|
|
|