بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
"إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيّ يَا أَيّهَاالَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا "
اللّهُمّ صَلّ عَلى مُحَمّدٍ وَآلِ مُحَمّدٍ ولاسيما بقيّة الله في الأرضين وعجّل فرجهم ياكريم… والْعَنْ كل من ظَلَمَ حَقَّ مُحَمَّد وَآلِ مُحَمَّد لعنة يستغيث منها أهل النار ولاسيما الجبت والطاغوت
يقول هشام بن الحكم ان ثريا من أهل الجبل في بلاد الشام كان يزور الأمام الصادق (صلوات الله تعالى وسلامه عليه ) في أيام الحج وكان الأمام يسكنه في بيته في المدينة وكان حجّه وبقاؤه يطول , لذا سلّم الأمام عشرة الآف درهم درهم وطلب أليه ان يشتري له دارا ً ليقيم فيها عند قدومه بعد أنتهاء موسم الحج .
حين عاد ألى المدينة سأل الأمام ماأذا كان قد أترى له تلك الدار ,فأجابه الأمام :
نعم وأراه السند وقد كتب فيه :
(( بسم الله الرحمن الرحيم هذا مكتوب معاملة جعفر بن محمد لفلان بن فلان الجبلي حيث اشترى له داراً في الجنـّة يحدّها من جهة منزل رسول الله ومن الثانية أمير المؤمنين ثم الحسن والحسين )) ,
حين قرأها قال جُعلت فداك لقد رضيت بهذا .
قال الأمام الصادق (صلوات الله تعالى وسلامه عليه ) :وقد قسمتُ ذلك المال بين أولاد الحسن والحسين (صلوات الله تعالى وسلامه عليهما ) وارجو أن يتقبلهما الله ويعوضك عنها بالجنـّة .
يقول الراوي : بعد عودة الرجل إلى وطنه مرض مرضاً شديداً وشارف على الموت فجمع وأقسم عليهم أن يدفنوا ذلك السند معه , ففعلوا ذلك حين دفنه وفي صباح اليوم التالي اجتمع اقاربه عند قبره فوجدوا السند فوقه وقد كتب عليه بخط القدرة
( وفى لي والله جعفر بن محمد بما قال )
وفي رواية أخرى ( وفى وليٌّ الله جعفر بن محمد بما قال ) .
من كتاب (سيرة الزهراء ع ) للسيد عبد الحسين دستغيب
للفائدة لنعرف من هو هشام بن الحكم؟
هو هشام بن الحكم البغدادي الكندي ، أبو محمد ، مولى كندة ، ولد بالكوفة ونشأ في واسط ، وتجارته ببغداد ، عين الطائفة ووجهها ومتكلمها وناصرها ، له نوادر وحكايات ومناظرات ، ممن اتفق علمائنا على وثاقته ورفعة شأنه ومنزلته عند أئمتنا المعصومين ـ صلوات الله وسلامه عليهم ـ وقد قال في حقّه الاِمام الصادق عليه السلام : هذا ناصرنا بقلبه ولسانه ويده ، وكان هشام من الحاذقين بصناعة الكلام ، والمدافعين عن إمامة أهل البيت عليهم السلام ولذا له مناظرات كثيرة مع المخالفين في هذا الشأن ، عُد من أصحاب الاِمامين الصادق والكاظم عليهم السلام ، توفي بعد نكبة البرامكة بمدة يسيرة وقيل في خلافة المأمون العباسي سنة 199 هـ
وختاما لفت نظري من الحكاية التالي :
1-هذا الأدب المحمدي مع الله تعالى لمولايالأمام الصادق (صلوات الله تعالى وسلامه عليه ) فبرغم كون مولاي الصادق أمام معصوم ألا انه قال (وارجو أن يتقبلهما الله ويعوضك عنها بالجنـّة ).
2-تواضع وسعي الأمام الصادق (صلوات الله تعالى وسلامه عليه ) لقضاء حوائج الأخرين وبرغم منزلته التي لايعلم عظيمها ألا العظيم عزّ وجل ّ .
3-نال الرجل الجبلي مانل من الكنوز الأخروية العظيمة بكلمة ( جُعلت فداك لقد رضيت بهذا ) ويليتنا نتعّض ونوعض بالطاعة ثم الطاعة للأئمة المعصومين صلوات الله تعالى وسلامه عليهم أجمعين .
( اَيْنَ الطـّّالِبُ بِدَمِ الْمَقْتُولِ بِكَرْبَلاءَ )