بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد و آل محمد الطيبين الطاهرين
المعصومين الميامين الأشراف
يقول الرسول عليه أفضل الصلاة و السلام : " إنني لن أترك الجلوس على الأرض ما دمت حياً ، ذلك للتقيد بعبوديتي للواحد القهار " .
و يروى أن رسول الله صلى الله عليه و آله كان جالساً يوماً على الأرض يأكل خبزاً و تمراً ، فمرت به امرأة من أعيان المدينة فقالت له :
يا رسول الله : جلست جلسة العبيد !.
فأجاب – روحي له الفداء - : " و من أعبد مني ؟ أنا مملوك الله و عبد الله " .
فتأثرت المرأة كثيراً و سألته أن تجلس بجانبه و طلبت منه أن يعطيها لقمة من طعامه ، فأخذ الرسول عليه الصلاة و السلام لقمة من طعامه و ناولها إياها .
ثم قالت له : إنني أرجوك أن تعطيني جزءاً من اللقمة التي في فمك يا حبيب الله ، فأجاب طلبها رسول الله و هو رحمة للعالمين .
و يكمل أمير المؤمنين عليه السلام هذه الرواية فيقول :
إن المرأة المذكورة لم تمرض بعد ذلك طيلة حياتها بسبب تلك اللقمة التي تفضل بها عليها الرسول الأعظم صلى الله عليه و آله و سلم ( اليقين / السيد دستغيب ) .
أجل لم يترك رسول الله صلى الله عليه و آله الجلوس على الأرض طيلة حياته و كذلك البدء بالسلام على الآخرين ، و نحن أمة محمد بن عبد الله يجب أن نتابع سنة الرسول و نعيش العبودية لله ، فلا نقول من أكبر مني جاهاً أو مالاً أو سناً أو علماً فيجب أن يبدأ الآخرون بالسلام عليَّ ، بل العكس هو الصواب فلا كبير و لا صغير و كلنا عبيد الله تعالى و كما في الآية الشريفة : ( إن كل من في السموات و الأرض إلا آتى الرحمن عبداً ) ( سورة مريم الآية 93 )
و الشيء الثالث الذي لم يشاهد فيه الرسول صلى الله عليه و آله و سلم أبداً هو أن يكون فارساً و الآخر راجلاً ، فكان عليه الصلاة و السلام إما يسير ماشياً مع صاحبه أو أن يركب الإثنان على الفرس .