بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الأحبة الطلبة الأعزة
نكمل مشوارنا التعليمي في فصل ثقافة الشباب بعد المطاردة وراء الكتاب المستعار
ودرسنا اليوم يتحدث عن المولود وحقوقه وأسس نشأته
وأمور تماسك الأسرة وتفككها
وأنوه بأني قمت بتخطي نقاط عديدة في بداية هذا الدرس لأجعلها في موضوع منفصل آخر يتحدث ويختص في شؤون الحمل والولادة
بسمه تعالى نبدأ
بعد ان تعرفنا على طرق اختيار الزوج والزوجة و وضحنا حقوق كلاً منهما تنتج ثمرة هذا الزواج بزهور الحياة وهم الأطفال
ولهم حقوق كما لغيرهم ونبدأ بـ ..
مراسيم إسلامية للمولود الجديد
ندب الإسلام إلى اجراء بعض المراسيم على المولود المسلم وهذه بعضها :-
1_ أن يؤذّن في أذن الطفل اليمنى ويقام في اليسرى , ولعل الحكمة في ذلك هو أن يكون اول صوت يخترق أذن الطفل هي كلمة التوحيد ((الله أكبر)) التي هي مصدر الاشعاع والنور في الأرض .
وجاء في الحديث الشريف أنها عصمة من الشيطان للطفل.
2_ تسمية الولد بأحسن الأسماء وأجملها ليشعر بالامتياز والكرامة حينما يميز , وقال الامام ابو الحسن "ع" : أول مايبّر الرجل ولده أن يسميّه باسم سحن , فليحسن أحدكم اسم ولده .
وتمسية الولد بأحسن الاسماء من حقوقه على أبيه .
كما قال النبي الأكرم عندما جاءه رجل يسأله (( يارسول الله ما حق ابني هذا ؟
فأجابه "ص" : تحسن اسمه وأدبه وتضعه موضعاً حسنا ))
أما افضل الأسماء في الاسلام فهي التسمية بالعبودية لله تعالى .. وأبغضها في الإسلام هي التسمية بضرار ومرة وحرب .. لأنها تحمل روح الشر وتحمل الطابع الجاهلي المناهض لروح الاسلام وجوهره .
كما يكره التسمية بحكم وحكيم وخالد ومالك .
3_ وماندب اليه الاسلام من مراسيم الولادة (العقيقة) وذلك في السوم السابع من ولادة الطفل . ويوزع لحمها على الفقراء
أو تطبخ ويدعى إليها الفقراء وقد سنها النبي "ص" في ولاده سبطه الزكي الامام الحسن فعق عنه في اليوم السابع كبشاً.
4_ حلق شعر الطفل في اليوم السابع من ولادته والتصدق بزنته ذهبا أو فضة على الفقراء والمساكين .
هذه بعض المستحبات التي ندب إليها الإسلام عند ولادة الطفل المسلم .
ارضاع الطفل اللباء
أوجب الاسلام على الام ان ترضع وليدها اللباء. وهو أول ما يحلب عند ولادتها . وليس لها الامتناع من ذلك . وعلل الفقهاء وجود ذلك بأن الولد لا يعيش من دونه
وكشفت البحوث الطبية الحديثة عن الأهمية البالغة لهذا التشريع العظيم فمن فوائده :-
يحتوي اللباء على مادة الكلس الضروري لبناء عظام الطفل ,
كما يحتوي على مادة الحديد لتكوين كريات الدم الحمراء .
وعلى مادة (الفسفور والصوديوم والبوتاسيوم ) الضروريين لجسم الطفل . .
وكما يحتوي على نسب كثيرة من مادة البروتين .. أي الزلال والفيتمينات التي تكون الجزء الأعظم من أنسجة الجسم
وتعتبر هذه المواد هي الأساس لبناء جسم الطفل في أيامه الأولى . وبدونه يكون متأخراً في نموه الجسمي , والعقلي .
وكما يحتوي أيضاً على عناصر أخرى وهو مقاومة الميكروبات والجراثيم الموجودة في بدن الإنسان .
فهو جدا ضروري كما يجمع الاطباء الاختصاصيون
وهو الغذاء الوحيد الذي يجب تناوله على حد تعبيرهم .
وأدوا أن نسبة الوفيات بين الاطفال الذين يحرمون منه نسبة كبيرة جداً والذين يعيشون من دونه يصابون بالضعف والتأخر الفكري .
فائدته للأم :-
فلا تقتصر فائدة اللباء على الطفل . وإنما يفيد الام أيضاً .
فقد قال الأطباء :- أن رضاعة الطفل بعد ولادته من ثدي أمه تسبب انعكاسات عصبية تثير في الحال تقلصات رحم الأم , وهذه التقلصات ذات تأثير فعّال في فصل المشيمة عن جدار الرحم وإخراجها ,
وفي نفس الوقت يفيد هذا التقلص العضلي في سد نهايات الأوعية الدموية الممزقة
ومضافا إلى هذه المنافع الصحية التي تكتسبه الأم فإنها بعد الآم الولادة المرهقة تشعر بالسعادة والغبطة إذا ارضعت طفلها , وتنسى جميع ما عانته من صعوبات .
فطــــــــام الطفــــــل
إن عملية الفطام تعتبر أزمة في حياة الطفل فهي ليست مجرد تغيير من طعام إلى آخر , وإنما هي انفصال الطفل عن أمّه التي كانت تزوده بالحنان والعطف والغذاء
فعليها ان تتدرج في مرحلة الفطام وتختار الوقت المناسب له
وأفضل وقته هو ما حدده القرآن العظيم . قال تعالى : (والوالدات يرضعن أولادهن حولين كاملين لمن أرد ان يتم الرضاعة )
وقال تعالى (( وحمله وفصاله ثلاثون شهرا ))
غذاء الطفل بعد فطامه
على الأم اختيار الأغذية الخفيفة وتستمر معه على ذلك حتى يقوى جهازه الهضمي ويصبح قادرا على هضم الأغذية الثقيلة
معاملة الطفل
ينبغي للإم أن تعامل طفلها بعد فطامه باللطف والحنان وتشعره بالمزيد من المحبة , وعدم تقديم غيره عليه من أبنائها , وكذلك:-
1_الابتاسمة في وجهه .
2_ الاهتمام الشديد بشأنه .
3_ تعويضه من الحرمان الذي فقده من فطامه بإظهار المزيد من العطف عليه .
إن الطفل لا يمكن أن ينشأ سليما إلا إذا أخذ نصيبه من الحب و الحنان التي هي المصدر لرعايته .
حضانة الأم
فمن رحمة الإسلام بالطفل أنه جعل للأم الحق برعاية ولدها واختصاصها بحضانته وتتناول الحضانة قيامها بالأمور التالية :-
1_ المحافظة على الطفل .
2_ القيام بما يحتاج إليه من الخدمات كتنظيفه , وغسل ثيابه . وتهيأة طعامه .
3_ تربيته .
مدة الحضانة
هي سبع سنين ذكرا كان أو انثى كما يقول بعض الفقهاء .
ضرورة الحضانة للأم
التجارب العلمية أثبتت أن الولد الذي يعيش فقي حضانة أمه ورعايتها يكون أقوى جسميا وأقوى عاطفياً وأذكى فهماً من الاطفال الذين ينشأون في دور الحضانة .
يقول السيد قطب (( وقد أثبتت التجارب العلمية أن أي جهاز آخر غير جهاز الأسرة لا يعوض عنها , ولا يقوم بمقامها , بل ولا يخلو من اضرار مفسدة لتكوين الطفل وتربيه , وبخاصة المحاضن الجماعية التي أرادت بعض المذاهب المصطنعهالمتعسفة أن تستعيض بها عن نظام الأسرة ... ))
مسؤولية الدولة عن رعاية الطفل
تقع على الدولة مسؤولية كبرى عن رعاية الطفل والعناية به وتقديم جميع ما يوجب سلامته وازدهار حياته ومن بين ماهي مسؤولة عنه مايلي :
1_ توفير الخدمات العلاجية .
2_ نشر الوعي الصحي بين الأمهات .
تماسك الأسرة
إن تماسك الأسرة ضرورة إسلامية لأن ترابطها يؤثر تأثيراً إيجابياً في ترابط الأمة وتماسكها الذي هو جزء من رسالة الإسلام الخالدة , أما الأسباب التي تؤدي إلى تلاحمها فهي :
1_شيوع المحبة
تقول دراسات علم النفس الحديثة وتثبت ان الطفل الذي ينششا في أسرة متحابة متماسكة يكون بمنجى عن الأنانية والاعتداء على الغير
فوجد العلماء ان اصول الاضطرابات النفسية ان اعراضها مستندة إلى مرحلة الطفولة المبكرة هي اما في السنوات الخمس أو الست التي يقضيها في ظلال اسرته قبل ذهابه إلى المدرسة .
إن من أوثق الأسباب في تلاحم الأسرة وتماسكها هو شيوع المودة بين الزوج وزوجته , وعلى المراة الناضجة أن تمنح زوجها الحب الخالص وان تستجيب لرغباته , وإلا فإنها تهدد حياته الزوجية بالخطر وتقضي على سعادتها الزوجية .
2_ التعاون .
الزواج هي شركة بين الرجل والمرأة ويجب أن يحمل طابعها فيما تقتضيه المشاركة التامة لا في شأن خاص وإنما في جميع شؤون الحياة منزلية كانت او غيرها .
كما تقتضيه الشركة أن يغضي ويتجاوز كل منهما عن نبعض أغلاط شريكه وليس من الممكن بأي يحال ان يظل الزوج مسيئا إلى زوجته ثم ينتظر منها أن تقوم بخدماته .
إن الزوج الذي لا يشارك زوجته في سرائها وضرائها لهو أحق الناس بشدائد الحياة ومشاكلها .
يقول بعض الكتّاب : إن الزوج العاقل يعرف تماما انه إذا أحسن معاملة زوجته وحنا عليها أضلاعه , واستطاع أن يفهمها فإنها يتكون أكثر إرضاءاً له كشريكة وستكون خير أم لأطفاله .
وكان الرسول الأعظم قد ضرب أروع مثل للتعاون بين زوجاته فكان على سمو منزلته يشاركهن في إدارة شؤون المنزل ويقول لأصحابه ( خيركم خيركم لأهله , وأنا خيركم لأهلي )
وقد اقتدى به في هذا السلوك باب مدينة علمه الإمام أمير المؤمنين "ع" فكان يساعد زوجته سيدة نساء العالمين الصديقة الطاهرة الزهراء في ششؤون بيتها وشاركها في الأعمال المنزلية وكانت حياتهما الطاهرة أسمى مثل للرابطة الزوجية المقدسة .
وقد أفتى الفقهاء أن قيام المراة بشؤون البيت وتهيأة الطعام لزوجها وأبنائها ليس ذلك واجبا عليها
وإن ما يصدر منها من الخدمات انّما هو لطف منها , وخدمة إنسانية تسديها عليها .
3_ إطاعة الزوجة
و مما يدعم تلاحم الأسرة ويقوي الصلة بين أفرادها هو إطاعة الزوجة لزوجها وعدم الخروج عن طاعته وقد ألزم الإسلام بذلك
وعدم طاعتها ومقابلتها بالتمرد والعصيان فإنها تفقد حب الزوج وإخلاصه وهي لا تسيء لنفسها فحسب وإنما تسيء إلى أبنائها وإلى المجتمع بأسره , وتصبح أداة تخريب إلى المجتمع .
4_ إجتناب هجر الكلام
يقول الإمام الصادق "ع" (( أيما امرأة قالت لزوجها : ما رأيت قط من وجهك خيرا فقد حبط عملها ))
ان الاسلام ينشد سعادة الاسرة وشيوع المودة والمحبة بين اعضاءها
فعلى الزوجين كليهما اجتناب هجر الكلام ومرّه بينهما . فإن الكلام السيء مما يوجب انتشار الكراهية والحقد فيما بينهما الأمصر الذي يسبب انهيار الرابطة الزوجية وكذلك يعوّد أبناءهما على مساوء الأعمال ويدفعهم إلى ميادين سحيقة من الرذيلة وانحطاط الأخلاق .
5_ اجتناب الخصومة
من اللازم ترك الجدل والمناقشات التي تؤدي إلى الانفعال والخصومة بين الزوجين
فلها من الاضرار البالغة على الأطفال
فإن كانت علاقة الأبوين مضطربة وقلقه ستؤثر تأثيرا مباشرا على سلوك الأطفال
فإنها توحي لهم أن الحياة العائلية شر وانها تقوم على الخصام والعداء وتسري هذه الانطباعات السيئة الى مستقبل حياتهم فيعاملاوا ازواجهم وأطفالهم بهذه الروح التي شاهدوها في بيوتهم أيام طفولتهم .
ان الأب والأم اللذين يفسدان حياتهما بالخصومة إنما يشنّان أشنع اعتداء على اطفالهما. فالواجب عليهم أن يظهرا الود والوئام والمحبة فيما بينهما لإصلاح ابنائهما .
6_ اللين والتسامح
أثر عن الرسول الأعظم أنه قال (( من صبر على خلق امرأة سيئة الخلق , واحتسب في ذلك الأجر أعطاه الله ثواب الشاكرين ))
فالإغضاء والتسامح وعدم المقابلة بالمثل تعود على الأسرة بأربح النتائج .
فإنها توجب أن تعيش الأسرة في جو من الود والوئام وتنشأ أطفالهم نشأة سليمة .
7_ إكرام الزوجة
قال الإمام الصادق "ع" (( رحم الله عبداً أحسن فيما بينه وبين زوجته , فإن الله عز وجل قد ملّكه ناصيتها وجعله القيم عليها ))
فمما يوجب تعاطف وانسجام الزوجة إكرامها وإظهار العناية بها ولا يجعل أي ثغرة للحقد والعداء فيما بينهما إن شاء الله .
8_ إظهار الحب لها
إن الضمان المادي وحده ليس كافيا في أن تخلص الزوجة وتحب زوجها فعلى الزوج أن يظهر حبه ومودته لها واشعارها بأنه يخلص لها .
9_ التوسعة على الأهل
حث الإسلام على التويعة على الأهل والترفيه عليهم لما له من أثر إيجابي على انسجام الأسرة وترابطها
ومن بين ما أثر عن الأئمة عليهم السلام بهذه الخصوص مايلي :-
أ_ قال الامام ابو الحسن "ع" (( عيال الرجل اسراؤه فمن أنعم الله عليه بنعمة فليوسع على أسرائه . فإن لم يفعل أوشك أن تزول تلك النعمة ..))
ب_ روى عن الإمام الصادق "ع" ( أن المؤمن يأخذ بآداب الله ,إذا وسع الله عليه اتسع وإذا أمسك عنه أمسك )
ج_ قال الإمام زين العابدين "ع" (( أرضاكم عند الله أسبغكم على عياله ))
د_ قال الإمام ابو الحسن "ع" (( ينبغي للرجل أن يوسع على عياله لئلا يتمنوا موته . وتلا قوله تعال (ويطعمون الطعام على حبه مسكينا ويتيما وأسيرا) الأسير عيال الرجل ينبغي إذا زيد في النعمة أن يزيد اسراءه في السعة عليهم.))
هـ _ يروى أن رجلا قال للإمام ابي جعفر عليه السلام : أن لي ضيعة بالجبل اشتغلها في كل سنة ثلاثة آلاف درهم ,فأنفق على عيالي منها ألفي درهم وأتصدق بألف درهم في كل سنة .
فقال له الإمام "ع" : إن كانت الألفان تكفيهم جميع ما يحتاجون إليه لسنتهم فقد نظرت لنفسك . ووفقت لرشدك وأجريت نفسك في حياتك بمنزلة ما يوصي به الحي عند موته ..)
فهذه الأخبار التي أثرت عن أئمة الهدى عليهم السلام تدعو إلى بسط العيش والتوسعة على عوائلهم وذلك لما له من أثر فعال في تلاحم الاسرة وعقد أواصر المحبة والمودة بين أعضائها .
انهيار الأسرة
ان انهيار الاسرة وعدم التلاحم بين الزوجين من أخطر الكوارث التي تمنى بها الأسرة ولا تقتصر أضرارها على الزوجين وأبنائهما
وإنما تمتد إلى المجتمع بل تتعدى أضراره إلى الأجيال الآتية .
أسباب انهيار الأسرة
1_ انعدام التنسيق بين الزوجين
انعدام التنسيق الفكري بين الزوجين وذلك باختلافهما فكريا وعقائديا ينجم عنه تأزم العلاقات بينهما وحدوث الفرقة وحل الرابطة الزوجية بالطلاق
وهذه الجهة انما تنشأ من سوء اختياار القرين لقرينته وعدم تعرف احدهما على الآخر كما بيننا سابقاً عن كيفيتها .
2_ إهمال الزوجة للشؤون الزوجية
ويكون بناحيتين :-
أ_ انفصال الزوجة عن زوجها جسديا وذلك مما يوجب الكراهية فيما بينهما
يقول الدكتور فرانك س كايريود أنه بموجب الاحصائيات الحديثة فإن أكثر الطلاق في الوقت الحاضر مسبب عن فقدان الانسجام الجنسي.
ويقول الدكتور هاملتون : ان عدم التوافق الجنسي يجثم دائما في قرارة كل زواج فاشل فإن كل المشكلات الأخرى التي تلابس الزواج يمكن أن يغضي عنها الزوجان لو أن التوافق الجنسي استتبّ بينهما .
ب_ إهمال الزوجة لشؤون الزينة أمام زوجها .
من المؤسف ان بعض السيدات يهملن هذه الناحية لكن اذا خرجن من البيت يخرجم بكامل زينتهم واهبتهن مما يوجب إفساد الشباب و حقد الزوج على زوجته وانسيابه في ميادين الدعارة
يقول الامام الصادق "ع" (( أيما امرأة تطيبت لغير زوجها لم يقبل الله منها صلاة حتى تغتسل من طيبها كغسلها من جنابتها ))
3_ احتقار الرجل لزوجته
يقول فرويد : ليس هناك ماهو أحوج لشعور المرأة ولا أدعى إلى سخطها من برود الرجل ازائها واهماله لها ومعاملتها كخادمة
ومن الطبيعي ان تؤدي هذه المعاملة الى الفرقة بينهما وانفصام الرابطة الزوجية .
4_ فرض سيطرة الزوجة
ان فرض السيطرة الكاملة للزوجة ومحاولتها للاستبداد في جميع اموره وابعاده عن أهله فإن ذلك في كثير من الأحيان يؤدي إلى حقد الزوج عليها
خصوصا فيما يتعلق في شؤون أهله اذا كان عاطفيا معهم .
5_ امساك الزوج من الإنفاق
نعني بالإمساك عن الإنفاق هو عدم الانفاق على كماليات الحياة التي تحتاجها الزوجة
أما النفقة الواجبة فإنه ملزم بها وليس له من سبيل في الامساك عنها
ومن الجدير بالذكر أن من يلقي عياله على الناس ولا ينفق عليهم شيئا فهو ملعون في الإسلام
يقول الامام الصادق "ع" (( ملعون ,ملعون من ألقى كله على الناس , ملعون ملعون من ضيّع من يعول به ))
6_ الفقر
يلعب الفقر دورا كبيرا في انحلال الاسرة فمامن صراع على الاكثر يحدث في داخل البيت إلى وكان سببه هو الفر
فهو كارثة كبرى
وله تأثير مبار على الاطفال سواء أكانوا صغارا ام كبارا
فإنه يؤدي إلى حرمانهم من اشباع رغباتهم وشعورهم بالحرمان
ومن الطبيعي ان ذلك مما يساعد على نمو الاتجاهات المنحرفة عندهم وافساد الروح المعنوية عندهم.
7_ الخيانة
فهي مما تضعف الحب بين الطرفين وتشيع بينهما الكراهية والبغضاء
8_ الريبة
ان ريبة الزوج من زوجته واتهامه بالخيانة له وكذلك ريبة الزوجة من زوجها واتهامها له بالخيانة واتخاذه رفيقات له يؤدي حتما الى انهدام الاسرة وانحلالها .
9_ العقم .
هو من الأمور الخارجة عن الإختيار
وهو من أكثر الأسباب فعالية في انحلال الرابطة الزوجية
فإن احصائيات المحاكم الشرعية دلت على ان اكثر الطلاق الذي يحدث بين الزوجين اللذين لا أولاد لهما .
10_ موت الأم
ان موت الام لا يسبب المشاكل لإبنائها فحسب وانما لزوجها فهو ان تزوج بامرأة اخرى عانى الكثير من الآلام بسبب ما يحدث ما بين المرأة وأولاده
من الاضطراب والفتن
فهو إن انضم إلى ابنائه ثارت عليه زوجته وأفسدت عليه شؤون حياته وإن وافق زوجته ثار عليه أبناؤه .
يقول بعض المختصين في علم النفس بهذه الخصوص :
إذا تزوج الأب بامرأة أخرى فإن الزوجةإذا انجبت أطفالا فهي تحاول أن تظهر أبنائها بمظهر الأبرياء الوادعين وأبناء زوجها بمظهر العابثين المستهترين الفاشلين الذين هم السبب في تعكير صفوة الحياة في البيت وينقلب المنزل إلى صراخ دائم وشجار مستمر .
12_ الطلاق :
إن الطلاق يقوّض أركان الأسرة
وينسف جميع معالمها وآثارها
وقد ذكرنا الاسباب التي توجب الطلاق ولكن يمكن السيطرة عليها لمنع حدوثه
يقول علماء النفس (( ان الاحصاءات تشير إلى أن نسبة الطلاق تبلغ 34 في كل مئة زواج وكثير من حوادث الطلاق يمكن منهعا إذا وسع الأزواج أن يواجهوا الصعاب بطريقة واقعية
وان تتوفر لهم الرغبة الصادقة في ذلك , ان الزواج التعس قلما يكون نتيجة لخطأ جانب واحد , ان طرفي الزواج يثيران أعصاب أحدهما الآخر وكلا الزوجين قد يكونا في حاجة إلى إرشاد إذا أريد انقاذ الحياة الزوجية ))
كراهة الطلاق
كره الإسلام الطلاق كأشد ما تكون الكراهية
يقول "ص" (( ما من شيء أبغض إلى الله عز وجل من بيت يخرب في الإسلام بالفرقة -يعني الطلاق- ))
وقال الامام الصادق"ع" (( إن الله عز وجل يحب البيت الذي فيه العروس ويبغض البيت الذي فيه الطلاق وما من شيء أبغض إلى الله عز وجل من الطلاق ))
وهذا مما ورد من روايات تشجب الطلاق وتحذر منه لما له من الآثار السيئة التي منها :-
1_ انهيار الأسرة .
2_ تعرض الأطفال الى التسيب والحرمان من عطف الأبوين .
الحكمة في تشريع الطلاق
الطلاق لا يُلجأ إليه إلا بعد ان تُستنفذ كل وسيلة من وسائل الإصلاح بحيث تصبح الحياة الزوجية امراً لا يطاق
ويصبح الوئام بين الزوجين أمراً ميؤوساً منه
ولم يهمل الاسلام شأن الأولاد بعد انحلال الرابطة الزوجية فأثبت أن للأم حق الحضانة على اولادها الصغر حتى يكبروا , وأوجب على الأب القيام بنفقاتهم وأجور حضانتهم للأم .
أركان الطلاق
ذكر الفقهاء أن الطلاق لا يقع ولا يصح إلا بعد أن تتوفر فيه امور أربعة , وإذا تخلف واحد منها فيقع فاسدا وهي كما يلي :-
1_ الصيغة
أما الصيغة فقول الزوج لزوجته (( أنتِ طالق) ولا عبرة بغيره من الألفاظ
ولا بد من التلفظ بالصيغة فلا يقع كتابة ولا بالإشارة لمن كان قادراً على التلفظ .
2_ المطلق
ويعتبر فيه
أ_ البلوغ .
ب_ العقل .
ج_ الإختيار .
د_ القصد فلا عبرة بطلاق الساهي والنائم والغالط .
3_ المطلقة ويعتبر فيها مايلي:
أ_أن تكون زوجة فلا يقع الطلاق على الأجنبية .
ب_ أن يكون الزواج دائما فلو كان مؤقتا فلا يقع فيه الطلاق وإنما ينتهي بنهاية المدة .
ج_ أن تكون الزوجة طاهرة من الحيض والنفاس .
4_ الإشهاد
وهو أن يسمع صيغة الطلاق شاهدان عادلان .
هذه هي أركان الطلاق التي لابد من توفرّها
وبهذا ينتهي بنا الحديث عن انهيار الاسرة وأسباب انحلالها
وصل اللهم على محمد وآله الطاهرين
وإن شاء الله ما كان الدرس طويل مع انه كأنه طويل
بس تعويض عن الإسبوع الفائت :eek: