|
مــوقوف
|
رقم العضوية : 47947
|
الإنتساب : Jan 2010
|
المشاركات : 938
|
بمعدل : 0.17 يوميا
|
|
|
|
المنتدى :
المنتدى الثقافي
حياة والدي الشاعر المفكّر الإسلامي الشّهيد السيدصادق آل طعمه. بقلم بهاء آل طعمه
بتاريخ : 07-05-2010 الساعة : 11:50 PM
بسم اللّه الرحمن الرّحيم
( رِجَـالٌ تَلـَقَّـفَـتْهُـمْ قِمـَمُ الخُلـوُدْ )
المُفَكـِّرُ الإسلاميُّ الشّاعـِرُ الأديبْ والدي
الشَّهِيد السَّيد صَادِقْ آل طُعمَه
وأخوتي الشّهداءُ الثلاثة
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
إنّ الأحرار والأفذاذ في الكون وهم أحياء بيننا لم يعرفهم أحد بما يقومون به من عظيم الجهاد والتضحيات والنضال سرّاً إلاّ قليلا ممن يعرفهم من الناس بكلّ مكان ولكن هؤلاء العظام الذين جعلوا التأريخ يخلدهم في كل آنٍ وحين وبكل زمان ومكان وعصر ومصر لما صنعوه من أمجاد فاقت الثريّا واستقرت في كبِد السماء بل في ذرى الخلود… وكل ذلك يعرف بعد رحيلهم إلى الّله في الرّفيق الأعلى في مقعد صدق عند مليكٍ مقتدر وهم شهداءٌ سعداءٌ لأنهم كانوا في حياتهم يصبون إلى أهداف سامية وهاجة وضاءة حيث أبوا الخضوع والركوع للذلّ والطغيان والتكبر والاضـطهاد هم ومن سار على نهجهم وتخطّى خطاهم… هنا يتوقف القلم عمـّاذا يكتب ويحير العقل من أين يبدأ وتهتز المشاعر كيف تعبر ولو ومضات أو تسليط ضوء ولو من بعيد .... ليعطي شيئاً وجيزاً عن وصفهم ونعت أنفسهم الزكيّة وقلوبهم الحمية وضمائرهم الحيّة الأبية المليئة ببركان هائج وبحر متلاطم الأمواج متوجاً بالصدق والإخلاص والوفاء فهدفهم الوحيد هو نصرة الحق والمستحقين والمستضعفين في الأرض فقد أعطوا أغلى وأعز ما يملكون هي دماؤهم الندية الطاهرة العطرة في سبيل الله جلّت عظمته إحقاق النصر المبين لكلّ مظلوم في العالم ولكي تبقى رسالتهم المحمدية الحيدرية الفاطمية الحسنية الحسينية صوتاً مدوّيا عبر الزمان في كون الوجود ولذالك سكنت أرواحهم الخضراء في عليين مع النبيّين والصديقين والشهداء والصالحين وحـسُنَ أولئك رفيقا.. في جنّةِ الفردوس التي هم فيها منعـمّون آمنون وذاك ممّا لا ريب فيه إطلاقاً..! فكانت أنفسهم الطاهرة منهم في عناءٍ وتعب والناس منهم في راحة وسرور وأمان.. وبعد... فمن هنا وهناك وفي بيت صغير ذي مساحة متيسرة في وسط مدينة الأحرار كربلاء المقدسة أشرقت شمساً يستضيء بنورها شهيدنا الغالي المفكر الإسلامي العملاق الشـاعر الأديب ( السيد صادق السيد محمد رضا آل طعمه) (طيب الله ثـراه) وتـلك البـيوتات ( وما أدراك مآ أنجبت ) نشأ الشهيد المجاهد ليقود مسيرة النضال بكل وفاء وقوة وتصدٍ للسياسات الهوجاء العابثة التي طغت في البلاد فأكثرت فيها الفساد ..! فكان الشهيد السعيد قويا صلبا صلدا رابط الجأش أبلجياً أصمعياً ندياً نهداً متقدماً كُميّا قمقاماً لا تأخذه في الله لومت لائم فكان مرهفاً كريم النفس طلق اليدين جزل العطاء رحب الجناب ذي رونق وذي كيان وشخصية مرموقة لا يبالِ للهزاهز أينما كانت كالأسد الهصور غضنفراً هِزَبرَاً هو وأبناؤه الشهداء الثلاثة حيث تصدوا لأعتى دكتاتور عرفه التأريخ في العالم حيث كل واحد من أبنائه كان له دوراً مهماً في إيصال صوت الحق في ربوع الكون وكلُّ يعمل من مكانه فأدوا ما عليهم من الواجب المُقدس والجهادي حتى تلقفتهم قمم الخلود فصاروا رمزاً شامخاً وعنواناً للشهادة والشهيد... فكان الشهيد المجاهد ( السيد صادق آل طعمه ) الذي ولد في كربلاء المقدسة عام ( 1928 م) مفكرّاً إسلاميّا جاد النهوض عميق التفكير ماض العزيمة بعيد النظرة لمستقبل العراق الجريح وشعبه المضطهد.., كان رفيعا قويماً لا تغيّره الحادثات ولا تهزه الأهواء ولا تجره الرياح مهما كلفه لذلك ثمن فهّمّه الوحيد نصرة الحق وإدحاض الباطل ومصارعة العتاة المردة والكفرة الفجرة الذي يقودهم من رفع راية الباطل بوجه الحق واستعبد الشعب طوال سنين عجاف ليقودهم إلى الهاوية والضلال إشباعا منه لرغباته الدنيئة ألا وهو طاغية العصر يزيد زمانه المُجرم المقبور ( صدام ) حيث كان شبلا بارّاً لآبائه ( بنو أميّة ) ( لعنـهم الله أجمعــين ) الذين أرادوا تزييف دين الله وحقائقه وإخفاء كلمته العليا والتـعدي على حرماتـه سبـحانه وتعالى فقد عثوا في الأرض مفسدين يـقّتلون أبناء النبيين وذراريهم بغير حق حتى قتلوا ريحانة النبيّ المصطفى ( ص وآله) الإمام ( الحُـسين.ع ) وأراقوا دمه المقدس بهتانا وظلما ولكن يأبى الله إلاّ أن يكون محمد صلى الله عليه وآله وذريته وأبناؤه هم الباقون وهم الفائزون..., فكان شهيدنا الأغر ( السيد صادق آل طعمه) مُستقل الفكر مُستقيم الاتجاه بعقيدته الإسلامية لا يهدأ له بال أو يستقرّ له عقل أو يمت له ضمير أو يسكن له أنين وهو يرى الظلم يسود والظالمين تقـــود....!! فنهض شهيدنا المفضال ثائراً مُتحمّساً لبقاً بلسانه وقلمه ليهزّ عرش الطغاة من البعثيين ومن لف لفهم فوصلت قصائده العصماء الثريا ولاحت الأفق ومن هناك تحثّ الثائرين أن يهبـّوا لنصرة الحق والمضطهدين في العراق الجريح وكانت خطاباته الارتجـالية لها الدور المثمر والبناء في تفعيل مسيرته الحرّة المقدسة فاستساغ لقراءة نتاجه الأدبي جميع المفكرين والمثقفين على مختلف أصنافهم وجنسياتهم حتى وصــلت ثـمارها ( سوريا ولبنان وإيران ودول الخليج ) وبلدان أخرى وهي يد القرّاء لتجتاح ضمائرهم بكل هدوء لتحييها كي تضج ضد كلّ كفار أثيم ولقلب الواقع المرزي آنذاك إلى واقع مزدهر بالآمال والطموح والوقوف الفعلي الجبار بوجه طاغوت العراق المقبور وتلك رسالة ثورية حرّة أبية الهدف منها توعية الشباب المُؤمن وتحريك طاقاتهم التي خمّدها الطاغية الملعون( صدام) وبعد..., درس الشهيد السعيد القرآن الكريم والقراءة على أستاذه الأوّل المرحوم الشيخ (أبي خمره) السراج الأسدي...,ودرس علم التجويد على يد العلامة السيد محمد حسن سيف وعلى يد أستاذه الورع الحاج محمد حسين الكاتب.. في كربلاء ( رحمهم الله جميعا.). ثم درس العلوم العربية من نحو وصرف وفصولا من الفقه والتشريع الإسلامي في مدرسة الإمام الخطيب الشيخ محمد(قد) ومن أساتذته في هذه المدرسة العلامة المرحوم عبد الحسين الدارمي والخطيب الشهير السيد محمد كاظم القزويني وغيرهم ... بدأ الشهيد السيد صادقآل طعمه ينظم الشعر القريض بكل جدارة وعلى جميع بحوره في عام (1950) واستمرّ بنظم الشعر وتألق أديبا شاعرا هزت قصائده العصماء عروش الظالمين البعثيين الكفرة وحتى يوم شهادته طاب ثراه... وكذلك هو خـطاط بارع وأقدم خطاط في كربلاء المقدسة ونال الشرف العظيم حين خط القرآن الكريم كاملا بيده وقد وزع على شكلِ ( أحزابْ ) يقرأ عادة في المآتمِ والفواتح والمحافل الإسلامية الدّينية .. ونال الحظ الرّفيع وذاك خطّه الجميل في الطارمة الحسينية تلك الآيات القرآنية المطعمة بالذهب الخالص وهي موجودة ليومنا هذا وكذلك وصلت خطوطه إلى إيران والخليج وكذلك خطه الجميل في الروضة الزينبية بدمشق.. انتمى بالعضويّة على جمعية المؤلفين والكتـّاب العراقيين ببغداد عام (1962 ) يملك في بيته مكتبة ضخمة تحتوي على ما يقارب (7,000 ) آلاف كتاب بمختلف العلوم.. كان عضواً إداريّا لأربع سنوات في الجمعية الخيرية الإسلامية وقد استقال منها في عام ( 1964 )نشر جميع مقالاته وقصائده السياسية في مختلف المجلات والصحف العراقية واللبنانية والعربية المرموقة منها ( العرفان اللبنانية_ الإيمان _ البلاغ _ الأقلام _ الشؤون الاقتصادية لغرفة تجارة كربلاء المقدسة عام( 1962 )_ الأسرة _ الثقافة الإسلامية_ العدل _التضامن الإسلامي _ الرائد لنقابة المعلمين فرع كربلاء _ رسالة الجمعية الإسلامية _ صوت المبلغين لصاحبها الخطيب السيد حسن المُصباح _ الأخلاق_ الآداب وغيرها من الصحف والمجلات ذات الصدى الواسع في الوطن العربي والعراق...) وأما الجرائد التي نشر فيها الشهيد مقالاته السياسية وقصائده الرائعة منها ( جريدة المجتمع الكربلائية _ جريدة الأخبار البغدادية _مجلة صوت شباب التوحيد الكربلائية وغيرها..) كان الشهيد السيد صادق آل طعمه رحمه الله مستقل الفكر مستقيم الاتجاه بعقيدته الإسلامية التي قاوم بها التيارات الحزبية السياسية خاصة صموده بوجه المبدأ الفوضوي الهدام أيام انتشاره وكان مهدداً بالخطر الشديد هو وشقيقه الأكبر المرحوم الحاج ( السيد مهدي آل طعمه) صاحب المواقف المشهودة في تلك الأيام السود عام ( 1950 ) أيام الفوضى ...!! وأما حياته الزوجية فهي العقبة الكأداء في طريق نشاطه الأدبي السياسي وهو الذي يقول ( الحياة الزوجية كسجن كبير والمتزوج فيه كالمحكوم عليه بالأشغال الشاقة المؤبدة... ويطبق هذا المثل على نفسه) وكانت تحركات شهيدنا الراحل وخطواته يقوّمها الوجدان والضمير والمشاعر الصادقة ذات العقيدة السامية والمبدأ العادل ذا التجربة النيرة الفياضة والجزلة..,,, أعتقل الشهيد ( السيد صادق آل طعمه ) المـرة الأولى فـي عام ( 1978_ 1979 ) لكثرت اللقاءات والتردد الكثيف على المراجع العظام في النجف الأشرف.., وخصوصاً علاقته الوطيدة مع المرجع الديني الأعلى زعيم الطائفة الشيعية وفقيه زمانه سماحة آية الله العظمى ( السيد محـسن الحكيم ) ( أعلى الله درجاته) وتردده أيضا على شهـيد العراق الأوّل فيــلسوف زمانه المـجاهـد الـرمز ( السيد مُحمّد باقر الصدر)( قد) ممّا جعله أكثر إقداما وعزما.., حيث العراق يمر في خِضمِّ ظروف مرزية تقودها عصابة ( المافيا ) البعثية الأموية الدموية الجائرة... فمابرح شهيدنا أن أُطلِقَ سراحه بعد (28 ) يوما قضّاها في مديرية الأمن العام في بغداد التي كان يديرها المجرم ( فاضل البراك) حتى راح ينطلق برحلة جهادية ونضالية أخرى ولن يبال باعتقاله وتعذيبه بعد أخذ التعهدات الخطـّية علية وإمضائه قبل إطلاق سراحه .. حيث بعد أيام قلائل والعراق وسط ظروف مرعبة نتيجة تولّي ( حزب العبث وليس البعث ) سلطة العراق فـقام الشهـيد السيـد ( صادق آل طعمه ) لترؤس وفداً يظم نخبة من رجال الفكر والدين والمؤمنين المثقفين من رجالات كربلاء المقدسة الأحرار إلى النجف الأشرف لمبايعة ونصرة وتأييد الشهيد الأوّل شهيد الأمة القائـد العـظيم ( السيد محمد باقر الصدر)(قد) ومن الجدير بالذكر.. أنّ السيد الشهيد الصدر الأوّل لم يستقبل جميع الوفود الآتية لمبايعته من شتى المحافظات...!! فقط اقتصر على استقبال الوفد الوحيد الذي قاده شهيدنا الغالي ( السيد صادق آل طعمه ) ( طاب ثراه) فتلقّى ترحيبا واسعاً واستقبالا حارّا من قبل الشهيد محمد باقر الصدر (قد) يملؤه الحنان المتبادل بين الشّهيدين طاب ثراهما... وهذه الحاثة والقضية معروفة على رؤوس الأشهاد ويذكرها الأحرار ممن ذهب معه ليومنا هذا... ألقى الشهيد السيد صادق آل طعمه قصيدة عصماء سياسية دامغة أكثر من ستين بيتا من الشعر ضد شاه إيران الفاسق ( مُحمّد رضا بهلوي) عام ( 1979 ) كشفت القصيدة عن نواياه الشريرة الخبيثة وعن ظلمه وجوره وتعديه على الحرمات الدينية وقد أذيعت تلك القصيدة في ( راديو إذاعة الأهواز) في إيران وعلى أثرها أصدرت المحـكمة الخاصـة في ( طـهران) حـكماً عـليه ( بالإعدام ) غيابياً شنقاً حتى الموت ... هذا... وفي صبيحة يوم الجمعة اليوم المشئوم في( 16/ 8/ 1980 ) أعتـقل الشـهيد الأغـر المـفـكر الإسـلامي ( السيد صادق آل طعمه.. وأبنائه الثلاثة ) الأبطال الحماة الكماة الذين ثبتوا وأصروّا بالوقوف بوجه حثالة العصر وظلمهم البغيض فنال الأربعة جميعهم وسام الشهادة العظمى كأجدادهم آل محمد عليهم السلام ( فالقتل لهم عادة وكرامتهم من الله الشهادة) فحكمت عليهم جميعا محكمة الثورة( الملغاة والسيئة الصيت) بقاضيها المجرم (مسلم هادي موسى) ومعاونه اللقيط المقبور (عواد البندر) بالإعدام شنقاً حتى الموت بتاريخ ( 28 /8/ 1982 ) وللأمانة وللتأريخ أقول إن النطق بالحكم على هؤلاء الشهداء الأربعة الأب وأبنائه الثلاثة الأفذاذ لم يكن إلاّ نطقا شفويا حيث لم يكن إعدامهم (شنـقاً حتى الموت) بل أذيبوا جميعـهـم بـ ( حامض الأسيد) ( التيزاب المركز) على حد قول أكثر من أحد عشر شاهدا كانوا معهم في السجن منهم أربعة أحياء اليوم يرزقون... ومن الآثار العطرة التي تركها الشهيد ( رضوان الله عليه) القيمة خطه الرائع والجميل بالذهب الخالص في الطارمة الحُسينيّة المطهرّة بخط( الثلث) ولا زال ليومنا هذا ومن مؤلفا ته القيمة الأثر منها (الحركة الأدبية المعاصرة في كربلاء /ج1 .. مطبوع _ كتاب نفحات وهو أعماله الشعرية الكاملة ما يقارب الأربعمائة قصيدة ونثر _ ذكرى فقيد الإسلام الخالد.. السيد الميرزا مهدي الشيرازي(قد) _ مطبوع_ كتاب فاجعة عزاء طويريج عام (1964 ) وأما مؤلفـاته المخـطوطة (( الحركة الأدبية المعاصرة في كربلاء ج2 وج3 .. _كتاب هكذا يتطفلون على الأدب_ معالجات في شؤون نظام العتبات المقدسة _ من بطولات كربلاء في فترة الطغيان الشيوعي _ قبسات من نهضة الإمام الحسين.ع _ هؤلاء علماؤنا وأدباؤنا في البلاد الإسلامية _ لمحات العقيدة _ من شذرات الفكر _ من وحي الأدب _ صفحات مشرقة من تاريخ كربلاء _ الحركة العلمية الدينية في كربلاء _ الشعائر الحسينية _ من أعلام الفكر في كربلاء)) وقد تألـّقّ مجداً بقصيدته العصماء الارتجالية التي ألقاها في الصّحن الحسيني الشريف حيث كانت صاعقة على رؤوس البعثيين الأرجاس الأراذل فكان لها الصدى الكبير أمام الجّـمع الغفير المحتشد في الروضة الحسينية المقدسة فقد مسّت القصيدة الغراء وبشكل واضح وصريح الساسة العفلقية الصداميّة الخائنة وكانت آخر قصائده حيث اعتقل على أثرها بعد سويعات من إلقائها وكان عنوانها( كنْ مُستقيماً في الحياة ) وسندرجها وبعض من قصائده في بحثنا هذا... وهكذا ختم الشهيد السعيد وأبنائه الأحرار حياتهم بكل إخلاص ووفاء تفان وراحوا شهداء مضرجين بدمائهم الزكية المقدسة إلى الله بارئهم ليعانقوا قائدهم وسيد ركبهم الإمام الحُسين عليه السلام وهُم آمنون معزّزون مُكرّمون .. في مقعد صدق عند مليك مقتدر.. فسلامٌ عليكم يوم ولدتم ويوم وقفتم كالجبل الأشم بوجه طاغوت العراق وسلام عليكم يوم تبعثون أحياءً أعزّةً خالدين والحمد لله ربّ العالمي وصلى الله على محمد وآله الطاهرين.. وفيما يلي نص قصيدته الارتجالية التي اعتقل على أثرها مع أبنائه في الصحن الحسينيّ المقدس رحمهم الله وجميع شهــداء الحرية والعقـيـدة
( كـُنْ مُستَقـيماً في الحَياةْ )
كــنْ مُـســـتَـقـيماً في الحياة
سِرْ حيثُ خـُطّ لك الطريق الأوضحا
قلمُ الوجُـود لكي تعــيشَ وتفلحـا
سرْ فالطــريقُ المُستـقيمُ هُو الهدى
واحـذر عــدُوّك إنّـه يـنـْـصحا
سرْ في ثباتٍ منْ عـقـيدتـك التي هي قـُطبك الّامي وأنت لها رحـى
كنْ مُْستقـيماً في الحـياة وصامداً تسلمْ وفي الأخطار فاغزو مطوّحـا
الحقّ يعـصِمُ منْ بـه مُتـمسّـكٌ
أبداً ويــصلى المُلحدَ المُتـبجّحا
الحــقّ أنْ لا تنـثـني عزْما وإنْ ذهبتْ بك الأهواءُ لا .. لنْ تصلُحـا
ما قيـمة الإنسان إن كان التـلوّنُّ ديـْـدناً فــيه وداءاً مُـقـيِِـحا
فــليأخُــذ الحـزبيُّ دْوماً عبرةً كي يستقيم على الطريق وينـْجحـا
ما الحـزبُ إلاّ غايـةً ووسـيـلةً للإبـْتـزاز وهـمّـه أنْ يرْبَـحـا
ما الحــزبُ أيـّاً كان إلاّ ظـلمةً
ويكاد ليلُِ ( البعثِ ) أنْ لا يصبحـا
فإذا تحــكّمَ يـبلغُ السّـيلَُ الزُبى منْ جــورهِ وجُماحهِ أن يَكبحـا
ويحـزنُ إذ يطـغي على شعـبٍ الدّين نهـجاً أقـومـيّاً أوْضـحا
أفـرادُهُ حُـلفـاءُ بغـيٍ طالـما سفـكوا الدماءً توحّشاً وتبجّـحا
وتجاربُ الماضي المُفـيدة أثبـتتْ بأدلةٍ تزهـو كأنـوار الضـحـى
إذ علّـمتـنا الاستقامة في الحـياة وللضـلالـة قـطّ أْنْ لا نجْـنحـا
هذي النـّصيحةُ للشـّبابِ أسُوقـُها
ربحَ الحصيفُ بها وفـاز إذا صـحا
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
|
|
|
|
|