بسم الله الرحمان الرحيم والصلاة والسلام على المصطفى الأمين وآله الأطهار المنتجبين ..
سلام الله على أهل البصيرة والولاء ..
إمامي عليّ ..أراك تسمعُنـــــــي ..
مولاي عليّ .. مذ عرفتك رفعت عن عين البصيرة غشاوتها .. وعرفت مع هديك موقع اليقين من أيّ موقدٍ حيث تجمع الرّوح وقودها ، بعد أن أصبحت بولائك النيّر لن تكتفي بالكَلِمِ دون نفحة من جماله المحمّدي ، أو رشفة دون حلاوة من نوره العلوي ..ومن على ضفاف البصيرة العاشقة لمناهل وردك الأرحب ، حيث تنعكس أطراف البرهان وتنكشف أركان البيان فتمتزج لتجعل من نهجك حقيقة دروب اليقين ، ويكون الزاد من نفحاته على ألسُن الصدق يؤثرها عقل الوليّ لكلّ نفس مطمئنة بنور ربّها نبراس هديٍ لوحشة الدّهر.
مولاي الوصيّ .. وكيف لمثلي أن يقوم ببابك دون أن يتّخذ بجرأة العاشق ولوجا إلى محرابك ، كي يجعل لوصفك ألوان ، أو لظاهرك أعراض .. وأنت منَ الحرف فُسحتهُ ومنتهاه ، ومن أعراض المعاني وصفها وكنهها .. فكنت ربَّ الحرب وصاحب المعاني ، وكنت من الدنيا كمن أتى بها ، حتّى بقيت لتأتي عليها .
وما كنتَ لتسأل فيها فوق الكفاف ، ولم تطلب منها أكثر من البلاغ .. ومنذ فارقتها ، كنت الأنيس لأهلها والراية ، حيث تعرفك أهل البصائر ، دون أن تعرفك خرقةُ الكفن ..
مولاي أبا تُراب .. رأيتك تجمع من الخصال ، ما بين الحقيقة والخيال ، فكنت ترضِ من نفسك العيش بالأسمال ، وترفضَ الحياة بالأسمال .. فكنت وترا في زمانك من حيث رفضتك حصون الجاهلية وأبناءها .. والرعاع . فكان منك الطلاق والقسم بأنّ لا يراك ربُّك مُتّخذ منَ المظلّين عُضدا .. ولو بقيت وحيدا . وما كان للإمارة من سبيل على تغيير جوهر تربتك من حيث إنغلقتْ عليه شخصيّتك الفذّة : حيث كان عقلك المصفّى من تُربة الجسد منتهى لرفاهة الوعيّ وأقصى لعمق الفضاء .. حتّى كنت للآدميين عبر الزمان والمكان إماما ومعلما ، ونبراسا وقائدة ، ولنا شفيعا وعارفا ، يوم يجمعنا بك اللقاء ...
فسلام على المرتضى يوم مولده وسلام على الوصيّ يوم شهادته وسلام على صاحب الحوض يوم الرجاء ..
والسلام في البدء والختام ممن سيبقى على العهد مقيما