بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله الذي لا يبلغ مدحته القائلون ولا يحصى نعمائه العادون ولا يؤدي حقه المجتهدون
وصلى الله على محمد وأل محمد الطيبين الطاهرين هم أهل الهدى وهم سبل النجاة والتقى
اللهم عجل لوليك الفرج
رأت فاطمة عليها السلام في منامها ـ بعد حجة الوداع ـ أنها كانت تقرأ القرآن وفجأة وقع القرآن من يدها واختفى، فاستيقظت مرعوبة، وقصت الرؤيا على أبيها صلّى الله عليه وآله.
فقال رسول الله صلّى الله عليه وآله: أنا ذلك القرآن ـ يا نور عيني ـ وسرعان ما سأختفي عن الأنظار
روي أنّ النبيّ صلّى الله عليه وآله قال وهو آخذ بيد فاطمة عليها السلام: من عرف هذه فقد عرفها، ومن لم يعرفها فهى فاطمة بنت محمد، وهى بضعة مني، وهي قلبي وروحي التي بين جنبي، فمن آذاها فقد آذاني ومن آذاني فقد آذى الله .
وعن أمّ سلمة قالت: كانت فاطمة بنت رسول الله صلّى الله عليه وآله أشبه الناس وجهاً وشبهاً برسول الله صلّى الله عليه وآله .
وقال صلّى الله عليه وآله: أوّل شخص يدخل الجنّة فاطمة عليها السلام .
وعن ابن عباس قال: إنّ رسول الله صلّى الله عليه وآله كان جالساً ذات يوم وعنده علي وفاطمة والحسن والحسين عليه السلام، فقال: اللّهم إنّك تعلم أنّ هؤلاء أهل بيتي وأكرم الناس عليّ، فأحبب من أحبّهم، وأبغض من أبغضهم، ووال من والاهم، وعاد من عاداهم، وأعن من أعانهم، واجعلهم مطهّرين من كلّ رجس، معصومين من كلّ ذنب، وأيّدهم بروح القدس منك .
ثمّ قال: يا علي، أنت إمام أمتي، وخليفتي عليها بعدي، وأنت قائد المؤمنين إلى الجنة، وكأنّي أنظر إلى ابنتي فاطمة قد أقبلت يوم القيامة على نجيب من نور، عن يمينها سبعون ألف ملك، وعن يسارها سبعون ألف ملك، وبين يديها سبعون ألف ملك، وخلفها سبعون ألف ملك، تقود مؤمنات أمتي إلى الجنّة، فأيّما امرأة صلّت في اليوم والليلة خمس صلوات، وصامت شهر رمضان، وحجّت بيت الله الحرام، وزكّت مالها، وأطاعت زوجها، ووالت علياً بعدي، دخلت الجنة بشفاعة ابنتي فاطمة. وإنّها لسيّدة نساء العالمين.
فقيل: يا رسول الله صلّى الله عليه وآله، أهي سيّدة نساء عالمها؟
فقال صلّى الله عليه وآله: ذاك مريم بنت عمران، فأمّا ابنتي فاطمة فهي سيّدة نساء العالمين من الأولين والآخرين، وإنّها لتقوم في محرابها فيسلم عليها سبعون ألف ملك من الملائكة المقربين، وينادونها بما نادت به الملائكة مريم، فيقولون: يا فاطمة إنّ الله اصطفاك وطهرك واصطفاك على نساء العالمين.
ثمّ التفت إلى علي عليه السلام فقال: يا علي، إنّ فاطمة بضعة مني وهي نور عيني وثمرة فؤادي، يسؤني ما ساءها ويسرّني ما سرّها، وإنّها أوّل من يلحقني من أهل بيتي فأحسن إليها بعدي. وأمّا الحسن والحسين فهما إبناي وريحانتاي، وهما سيّدا شباب أهل الجنة، فليكونا عليك سمعك وبصرك .
ثم رفع صلّى الله عليه وآله يده إلى السماء فقال: اللّهم إنّي أشهدك أنّي محبّ لمن أحبهم، ومبغض لمن أبغضهم، وسلم لمن سالمهم، وحرب لمن حاربهم، وعدوّ لمن عاداهم، ووليّ لمن والاهم .
المصدر : فاطمة الزهراء المرأة النموذجية في الإسلام
الشيخ إبراهيم الأميني