|
شيعي فاطمي
|
رقم العضوية : 23528
|
الإنتساب : Oct 2008
|
المشاركات : 4,921
|
بمعدل : 0.84 يوميا
|
|
|
|
المنتدى :
منتـدى سيرة أهـل البيت عليهم السلام
الارتباط بالمنتظر المهدي واحساس الحضور
بتاريخ : 09-06-2010 الساعة : 03:01 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد
الارتباط بالمنتظر المهدي واحساس الحضور
قال الله تعالى: (يا ايها الذين آمنوا اصبروا وصابروا ورابطوا واتقوا الله لعلكم تفلحون).(6)
يقول الامام الباقر عليه السلام في تفسير هذه الايه: (يا ايها الذين آمنوا اصبروا وصابروا ورابطوا): اصبروا علي اداء الفرائض، وصابروا علي اذيه عدوكم، ورابطوا امامكم المهدي المنتظر عليه السلام.
وهذا يعني ان عليا الاتصال بالامام المهدي في عصر الغيبه الكبري، وهذا الارتباط لا يتحقق الا بعد معرفه الامام فلهذا كمل الامام الباقر قوله عليه السلام.
من مات وهو عارف لامامه لا يضره تقدم هذا الامر او تاخر ومن مات وهو عارف لامامه كان كمن هو مع القائم في فسطاطه.(7)
وكلما زادت معرفه الانسان زاد ارتباطه به.
والارتباط بالمهدي واجب عقلي لاننا جهله وهو العالم بكل الحقائق، ونحن لا نتصف بالعصمه وهو المعصوم، والله تعالى جعله لنا قائدا واماما.
اذن يجب الارتباط به والرجوع اليه دائما -عقلا - والارتباط بالمهدي واجب شرعي لان كلمه رابطوا جائت بصيغه الامر، وهو امر من طرف الله تعالى لجميع عباده، وعلي العباد الطاعه.
فاذن الارتباط والاتصال بالمهدي واجب شرعي لمن يصل لسن التكليف والتخلف عنه مساو مع الانحراف عن الصراط المستقيم ويشمله العذاب الالهي.
س 1: ما هو معنى الارتباط بالامام المهدي؟
وهل الارتباط المقصود هو ارتباط حضوري وجسمي معه؟
وهذا ما قصده الله عندما امرنا بالارتباط به؟
الجواب:
ان كثر الناس تعتقد ان الارتباط والاتصال لا يتحقق الا بالارتباط الجسمي، وان عجزنا عن رويه الامام عليه السلام بسبب غيبته فان الارتباط لا يمكن تحقيقه؛ لانه لا يمكن الاتصال والارتباط بامام غائب.
هذا النمط من التفكير غير صحيح، وخاطي و؛ لان الارتباط المقصود به هو الارتباط الروحي والعاطفي العميق مع الامام المهدي عليه السلام، نعني بهذا الارتباط والاتصال الروحي ان تتاثر روحي ونفسي بروحه، ومن آثار هذا التاثير ان اتادب بآدابه واتخلق باخلاقه واتعلم بعلمه.
ومن الخطا ان نفكر كما يفكر الاطفال بان من لا تدركه حواسنا الظاهريه فلا يمكن دركه والارتباط به. وهذا ما عليه كثر عوام الناس في الوقت الحاضر للاسف، وهذا النمط من التفكير جعلهم ينسون الامام، وبسبب الغفله عن حضور الامام سقطوا في مخالب الشيطان والشهوات وحب الدنيا، فاصابت الامراض ارواحنا واجسامنا، فانتشرت الازمات النفسيه والعقد الروحيه والامراض الجسميه التي لا علاج لها.
وكل هذا بسبب عدم الاستجابه لنداء الله عندما امرنا بالارتباط بوليه وحجته علي الخلق بقوله: (رابطوا) لان من لا يملك ارتباطا مع امامه يعني انه لا يعرفه ولا يمكنه ان يميز الصديق من العدو بالنسبه لامامه ومذهبه، وفي النتيجه يحترق بنار الجهل والمحبه للاعداء وحب الدنيا واتباع الشهوات وعبوديه الشيطان؛ لانه لم يقم ارتباطا مع امامه ولم يعرفه حتى يقتدي به ويكون اقتداوه به نجاه من كل تلك الامور السالفه الذكر.
اذن نقصد بالارتباط هو الارتباط الروحي والعاطفي العميق بالامام عليه السلام والاعتماد علي الامام بقضاء الحوائج، والانتظار الدائم لالطافه وعنايته.
فان الارتباط الروحي والعاطفي اهم من الارتباط الجسمي؛ لان من الاصحاب من عاصر الائمه عليهم السلام وباشروهم باجسامهم ولكن كانوا بعيدين عنهم بارواحهم ولم يقتدوا بهم.
قال رسول الله صلى الله عليه واله وسلم: من احب ان يلقي الله وقد كمل ايمانه وحسن اسلامه فليتول الحجه صاحب الزمان المنتظر.(8)
س 2: ما هو الهدف من هذا الارتباط؟
الجواب: ان الهدف من امر الله الناس بالارتباط بخليفته علي الارض هو هدايتهم وتربيتهم مثال ارتباط الوالدين بالطفل.
ان الله تعالى جعل الوالدين خلفاء ه في تربيه اولادههم في نطاق الاسره والله امر الولد بالارتباط بالوالدين روحيا وعاطفيا حتى يمكنهما تربيته وتعليمه الى ان يصل الى سن البلوغ.
وهكذا بالنسبه الى حياه الانسان في هذه الدنيا فان الله اوجب علي الانسان الارتباط بامام معصوم بعنوان والده الروحي والحقيقي، حتى يتربي ويتعلم ويهتدي تحت ولايته ويصل الى الرشد والبلوغ الروحي والعقلي في المقام الانساني.
فالانسان بالاتصال والارتباط بامام الزمان عليه السلام الجسدي والظاهري يكسب امرين:
(1) العلم (2) الادب والطهاره.
وبهذين الامرين يخرج الانسان من دائره عالم الحيوانيه ويصل الى مقام الانسانيه، وكل من امكنه ان يزداد من علم وآدب الامام عليه السلام فانه يرتفع مقامه الانساني الى الاعلي.
ولكن لو عاش الانسان عصر الغيبه، ولم ير الامام المعصوم فهنا علي المنتظر ان يعلم ان المقصود من الارتباط هو الاستفاده من علومه وادبه فيسعي للتعلم والتادب حتى يتكامل روحه ويرتفع ويرتبط بالامام روحيا وان كان جسمه غائبا عن الانظار.
ينقل عن احد المؤمنين يقول: انني قد توسلت كثيرا الى الله والي الامام المهدي رغبه في رويته، وفي احدي الليالي رايت الامام عليه السلام في عالم الرويا فقال عليه السلام: ها قد شاهدتني ورايتني بالرويه الجسديه والظاهريه ولكن المهم هو بعد رفع الحجب عن روحك تراني.
هنا المقصود هو الارتباط الروحي الحقيقي مع الامام الذي يشمل التادب والتخلق باخلاقه عليه السلام.
والواقع ان الارتباط من طرف الامام لشيعته متحقق دائما بينما الجفاء من طرف الموالي الذي لا يشعر بحضور الامام في حياته، فان المعصوم دائما يلبي الحاجات الروحيه والماديه لمحبيه. فالباب من طرف الامام مفتوح للجميع وانما عليك انت ايها الموالي ان تتعلم كيفيه الدخول من هذا الباب.
يروي عن الامام الهادي عليه السلام ان رجلا كتب له قائلا: ان الرجل يحب ان يفضي الى امامه ما يحب ان يفضي الى ربه.
قال فكتب عليه السلام: ان كانت لك حاجه فحرك شفتيك فان الجواب ياتيك.(9)
ومما كتب الامام المهدي عليه السلام في رسالته للشيخ المفيد يدل علي عنايته وتوجهه واتصاله بشيعته.
فانا نحيط علما بانبائكم ولا يعزب عنا شيء من اخباركم...
انا غير مهملين لمراعاتكم ولا ناسين لذكركم ولو لا ذلك لنزل بكم البلاء.(10)
كيف نكون هذا الارتباط؟
ان الارتباط بالامام يتحقق بهذه العوامل:
1- معرفته 2- التوسل به دائما 3- الدعاء لفرجه دائما.
الهوامش (6)آل عمران: 200.
(7)الكافي: 371:1، باب انه من عرف امامه لم يضره تقدم هذا الامر او تاخر، ح 5.
(8)بحار الانوار 296:36، ب (41) نصوص الرسول صلى الله عليه واله وسلم عليهم عليهم السلام، ح 125.
(9)مكيال المكارم 273:2، عن كشف المحجه لثمره المهجه، للسيد ابن طاووس: 153.
(10)الاحتجاج 323:2.
المصدر
المنتظر والمنتظرون
|
|
|
|
|