العودة   منتديات أنا شيعـي العالمية منتديات أنا شيعي العالمية منتـدى سيرة أهـل البيت عليهم السلام

منتـدى سيرة أهـل البيت عليهم السلام المنتدى مخصص بسيرة أهل البيت عليهم السلام وصحابتهم الطيبين

 
   
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next

الصورة الرمزية نووورا انا
نووورا انا
شيعي فاطمي
رقم العضوية : 23528
الإنتساب : Oct 2008
المشاركات : 4,921
بمعدل : 0.84 يوميا

نووورا انا غير متصل

 عرض البوم صور نووورا انا

  مشاركة رقم : 1  
المنتدى : منتـدى سيرة أهـل البيت عليهم السلام
افتراضي عرصات القيامة (ح1)
قديم بتاريخ : 13-06-2010 الساعة : 07:24 AM


بسم الله الرحمن الرحيم

اللهم صل على محمد وال محمد

الصراط..
1. العبور على الصراط: في عرصات القيامة هنالك مرحلة ما يسمى بالعبور على الصراط، عندما نراجع الروايات، والآيات الواردة حول هذا الموضوع، الإنسان ينتابه الخوف، فعن عن الصادق (عليه السَّلام) في خبر: (والصراط أدق من الشعر، وأحدّ من السيف)!.. الناس جميعًا لابد لهم من العبور على هذا الصراط، يقول تعالى: ﴿وَإِن مِّنكُمْ إِلَّا وَارِدُهَا كَانَ عَلَى رَبِّكَ حَتْمًا مَّقْضِيًّا، ويقول في الآية الأخرى: ﴿ثُمَّ نُنَجِّي الَّذِينَ اتَّقَوا وَّنَذَرُ الظَّالِمِينَ فِيهَا جِثِيًّا.. إذن معنى ذلك: أن الكل يمر على الصراط الممدود على نار جهنم، ولكن كيف نمر على الصراط؟.. ولماذا؟.. وما الفلسفة في ذلك؟.. وما الحكمة؟.. يقول العلماء: لعل السبب في ذلك، أن الإنسان عندما يجتاز نار جهنم، ويرى العذاب تحت رجليه، ويصل إلى الجنة؛ يعرف قدر النعيم.. قد يقول قائل: ولكن كيف نمر على جهنم، ألا يعد ذلك نوعاً من أنواع التعذيب؟..
الجواب: ورد في الروايات أن الناس في عبورهم على الصراط على درجات، عن أبي بصير، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: (إن الناس يمرون على الصراط طبقات، والصراط أدق من الشعر، ومن حد السيف.. فمنهم من يمر مثل البرق، ومنهم من يمر مثل عدو الفرس، ومنهم من يمر حببا [مرا جرا] ومنهم من يمر حبواً، ومنهم من يمر مشياً، ومنهم من يمر [معلقاً] متعلقاً، قد تأخذ النار منه شيئاً، وتترك شيئاً).. يبدو أن هنالك مرحلة من مراحل التمحيص عند العبور على الصراط.
2. العبور الناجح: إن عبور الصراط عبوراً سريعاً كالبرق الخاطف، بحيث لا نعلم شيئًا من عذاب هذه النار المشتعلة، يكون من خلال:
أ- رضا الله: الله العالم!.. أن هنالك علاقة وطيدة بين العبور الناجح على الصراط، وبين العبور على الصراط المستقيم في الحياة الدنيا.. في سورة الحمد هنالك بسملة، وحمد، وثناء على الله عز وجل، وفي المقابل هنالك طلب واحد: ﴿اهدِنَا الصِّرَاطَ المُستَقِيمَ.. والآيات الأخرى توضيح لذلك: ﴿صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلاَ الضَّالِّينَ؛ الصراط المستقيم هو ذلك الطريق الذي بين الإنسان وبين رضا الله عز وجل، حيث أنه في كل شيء هنالك خيارات: عند الزواج هنالك خيارات، وعند الوظيفة هنالك خيارات، وعند بناء منزل هنالك خيارات.. المؤمن ينظر إلى أقرب الخيارات إلى رضا الله عز وجل؛ فهذا هو الصراط المستقيم.. أما الطرق المنحرفة؛ فإنها لا تؤدي إلى رضا المولى.
ب- المستحبات: قال النبي (): (من صلّى المغرب أول ليلة من رجب، ثم يصلي بعدها عشرين ركعة: يقرأ في كلّ ركعةٍ فاتحة الكتاب، و﴿قل هو الله أحد مرة، ويسلّم بعد كلّ ركعتين، قال رسول الله (): أتدرون ما ثوابه؟.. قالوا: الله ورسوله أعلم، قال: فإنّ الروح الأمين علّمني ذلك، وحسر رسول الله () عن ذراعيه وقال: حُفظ والله في نفسه وأهله وماله وولده، وأُجير من عذاب القبر، وجاز على الصراط كالبرق الخاطف من غير حساب).
السبيل متعدد والصراط واحد..
إن القرآن الكريم ما ذكر "الصراط" بنحو الجمع؛ أي ما قال: "الصرط"، بينما كلمة "السبيل" في القرآن جاءت جمعاً ﴿وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا.. فلماذا السبيل متعدد، والصراط واحد؟.. الذي نفهمه -والله العالم بحقائق الأمور- أن الطريق إلى الله تعالى هو طريق واحد لا تعدد فيه، ولكنّ هنالك سبلاً "الطرق إلى الله، بعدد أنفاس الخلائق".. من الممكن أن يكون الإنسان على الصراط المستقيم، ولكن لا على السبيل المطلوب منه.. مثلاً: من دخل الحوزة وتفقه في الدين، فقد سلك الصراط المستقيم.. ولكنّ في الحوزات هنالك سبلاً: سبيل التحقيق، وسبيل الوعظ والتبليغ، وسبيل الاجتهاد والفقاهة؛ كل هذه سبل في الطريق العام.. فلعل هنالك من يختار طريق التحقيق، وهو مؤهل لأن يكون من مراجع الأمة الكبار؛ هذا يأتي يوم القيامة ويرى أنه ما مشى في السبيل المطلوب، وإن كان هو في الجادة العامة؛ أي هو على صراط مستقيم، ولكن لا على السبيل المطلوب منه.. هنا من نعم الله تعالى على العبد، أن يمنّ عليه، ويجعله في السبيل الذي يريده الله -عز وجل- منه.. فالإنسان قد يصل إلى مرحلة من المراحل، رب العالمين يختار له جزئيات الحياة، ورد في الحديث القدسي:(يا موسى!.. سلني كلّ ما تحتاج إليه، حتّى علف شاتك، وملح عجينك)!.. حتى ملح عجين المؤمن، وعلف شاته، أمر مدروس ومقدر، ورب العالمين يأتي له بذلك حيث يشاء.
فإذن، الصراط من أهوال القيامة.. المؤمن يمر على الصراط من دون أن يرى شيئًا مخيفًا.
دخول الجنة..
إن الحديث عن الجنة لا مجال فيه للفلسفة، والتوسع في عالم الخيال، والحديث الشاعري.. إن نعيم الجنة كما ورد في القرآن الكريم: هنالك الأنهار من العسل والخمر والحور العين والغلمان، وهنالك الرضوان؛ ولكن الذي يجمع كل هذا النعيم كلمة واحدة: "فيها ما لا عين رأت، ولا أذن سمعت، ولا خطر على قلب بشر"!.. فنعيم الجنة -تقريبًا- يمكن أن يُقسّم إلى ثلاث مراحل: هنالك النظر إلى وجه الجبار، وهنالك الجلوس مع الأخيار، وهنالك الأنس بالأبكار من الحور العين.
أولاً: النظر إلى وجه الجبار.. إن النعيم المعنوي في الجنة، هو ذلك النعيم الذي كان يلتذ به أولياء الله في الحياة الدنيا.. فالنظر إلى وجه الرب المتعال، والرضوان الذي هو رحيق الجنة -إن صح التعبير-بإمكان أحدنا أن يعيشه، أو يعيش درجة منه في الحياة الدنيا، وعندئذ المؤمن لا يتفاجأ بالجنة كثيرًا.. فالذي يعشق الحور والقصور والغلمان، من الطبيعي أن يرى شيئاً جديداً؛ لأنه في الدنيا لم ير شيئًا من هذه الأمور.. ولكن الإنسان الذي أنس بالله عز وجل؛ فإنه يعيش حالة الرضا.. وقد ورد في الآية الأخيرة من سورة الفجر، التي من المصاديق البارزة لهذه الآية، سيد الشهداء (عليه السلام): ﴿يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ * ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَّرْضِيَّةً؛ والنفس الراضية المرضية في الحياة الدنيا، هي نفس مأنوسة مشغولة بالرضوان الإلهي.. ومن هنا المؤمن في هذه الحياة الدنيا، يعيش أرقى صور النعيم!.. وهذا الذي كنا نراه في حياة النبي () والأئمة (عليهم السلام): عندما أُدخل الإمام موسى بن جعفر (عليهما السلام) إلى السجن في بغداد، كان يشكر الله تعالى على نعمة الخلوة في السجن.. ويوسف الصدّيق (عليه السلام) ما صار صدّيقًا بمجرد مجاهدته لزليخا، كم من المؤمنين قاوموا في الخلوات، ولكنهم لم يصيروا كالصدّيق يوسف!.. فيوسف له مزية؛ مزيته أنه جعل الحياة في قصر زليخا وفي ذلك المكان في جانب، والسجن في جانب، ﴿قَالَ رَبِّ السِّجْنُ أَحَبُّ إِلَيَّ؛ ما قال: السجن أنفع، أو أفضل.. لا!.. بل السجن أحب!.. في السجن هناك خلوة مع الرب المتعال، وأما مع زليخا ليس هنالك إلا هذا النعيم الفاني.. هذا الذي ميّز يوسف عن شباب العصور، لا شباب عصره.. فإذن، الذي يريد أن يكون متميزًا في عرصات القيامة، عليه أن يحاول الوصول إلى هذه المرحلة.
ثانياً:مجالسة الأخيار.. إن مجالسة الأخيار من نعيم الجنة، البعض في هذه الدنيا مبتلى بمجالسة الفسقة، أو غير الصالحين.. وأما مجالسة الحور والغلمان، فمحلهما الآخرة!..
ثالثاً: الأنس بالحور.. يمر الإنسان على أنهار الجنة، فيرى الحور النابتة على ضفاف النهر، وعندما يقتلعها؛ تنبت هنالك حورية أخرى مكانها!.. معنى ذلك: أن الإنسان إلى أبد الآبدين وله أن يستمتع بما لا حد له من الحور العين، إن كان يطلب الحور في هذا المجال.
الحب الإلهي..
إن القلب السليم هو القلب الذي يمر بثلاث مراحل:
المرحلة الأولى: أن يكون القلب خالياً من الملكات الفاسدة، فالإنسان الذي يُؤْمن جانبه: أي الخير منه مأمول، والشر منه مأمون؛ إنسان غير حقود، وغير حسود، ومتواضع؛ فهذه مرحلة من مراحل سلامة القلب.
المرحلة الثانية: أن يكون القلب خالياً من حب الدنيا، وهي مرحلة أعلى من الأولى.. فالزهد: هو أن يقطع الإنسان العلاقة القلبية بينه وبين الدنيا، والأمر لا يحتاج إلى ترك الدنيا، ولا إلى هجر النساء، ولا حتى القصور؛ بإمكان الإنسان أن يعيش في قصر ﴿قُلْ مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ اللّهِ الَّتِيَ أَخْرَجَ لِعِبَادِهِ ولكن لا يكون متعلقًا به.
المرحلة الثالثة: أن يكون القلب مليئاً بذلك الحب المستوعب لكل جهات القلب:﴿وَالَّذِينَ آمَنُواْ أَشَدُّ حُبًّا لِّلّهِ؛ القرآن الكريم أشار إلى هذا الحب المتبادل بين العبد وربه.. فتارة يعبر عن حب المؤمن لربه، وتارة يعبر عن حب الرب لعبده.. والملفت أن الحب الإلهي لعبيده جاء في آيات، منها: ﴿إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِهِ؛ ﴿إنَّ اللّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ.. وهنا بشرى لأصحاب المعاصي!.. فالذي يرجع عن المعصية له امتيازات إيجابية؛ ولكن بشرط التوبة!.. ويكفي أن الله يحبه، ﴿يُحِبُّ التَّوَّابِينَ؛ والتواب كثير الرجوع عن الخطأ، وكثير الرجوع، هو كثير الزلل؛ ولكن ذلك الإنسان الذي لا يستهزئ بالله -عز وجل- في توبته.. فالإنسان العاصي له امتيازان:
الامتياز الأول: أنه جرب المحرمات.. فالمؤمن العادي قد يتمنى لو أن الخمرة حلال، أو الزنا حلال، أو لحم الخنزير حلال؛ ليجرب هذه الأمور!.. بينما العاصي جرب بعض هذه الأمور، فما رأى إلا السراب، ثم عاد إلى ما كان عليه.. ولكن لا ننسى أنه: ليس من أذنب وتاب، كمن لم يعص أبداً!.. حيث هنالك براءة، وكما يقال: حالة من البكرية في روح المؤمن.. فهنيئاً لمن كان بكراً في هذا المجال، قبل البلوغ كان بريئاً براءة الطفولة، وبعد البلوغ براءة الاستقامة!.. فهذا الإنسان العاصي الذي جرب المعاصي، عندما يرجع إلى طريق الإيمان، لا يفكر أبداً في الرجوع إلى المعصية التي آلمته أيما إيلام!..
الامتياز الثاني: أن أهل المعاصي -تقريباً- يُؤْمن منهم جانب العجب!.. فالمؤمن الذي لم يعص، من الممكن في يوم من الأيام أن يعجب بوضعه.. وهذا العجب قاتل؛ لأنه إذا دخل في حياة المؤمن؛ أسقطه في الامتحان.. بينما العاصي كلما قرأ مناجاة التائبين؛ يتذكر ذنوبه.. فعند قراءة هذه الفقرة: "قبح الذنب من عبدك"، الإنسان العادل الذي لم يعص في حياته، يقول: هذه مجاملة، أنا ما عندي ذنب قبيح.. ولكن أهل المعصية عندما يقرؤون مناجاة التائبين، تجري دموعهم على خدودهم، هذه الدموع لا تعوض بشيء، ألم يرد في الحديث الشريف: (يا آدم!.. أنين المذنبين أحب إلينا من تسبيح المرائيين)!.. هذا الأنين، وهذه الدمعة عند الله لها وزن كبير، تطفئ بحاراً من غضبه.
علامات المحب..
أولاً: الأنس.. إن المؤمن إذا وصل إلى مرحلة الأنس بالله تعالى، تصبح له علاقة قريبة جداً بالله عز وجل.. وبما أن كل إنسان صاحب حاجة: إما حاجة للدنيا، أو حاجة للآخرة.. إما يريد الحور أو الرضوان في الجنة، أو حاجة من حوائج الدنيا: كشفاء مريض، أو مال، ...الخ.. فالمؤمن إذا وصل إلى مرحلة الأنس والدلال مع رب العالمين؛ فإنه يعيش حالة الارتياح في الوجود، وكلما وقع في ورطة، يدعو ربه!.. فإن جاءه الجواب فوراً، نعم المطلوب!.. وإن لم يأت الجواب، يعلم أن هنالك أحد أمرين:
1. التعويض في الآخرة.. إذا لم تجب دعوته، يعلم بأن هناك تعويضاً في الآخرة، فقد روي عن الإمام الصادق (عليه السلام) أنه قال: (إن المؤمن ليدعو الله في حاجة، فيقول الله: أخروا حاجته؛ شوقاً إلى صوته وسماعه!.. فإذا كان يوم القيامة يقول الله: عبد!.. دعوتني في كذا وكذا، فأخرت إجابتك، وثوابك كذا وكذا.. ودعوتني في كذا وكذا، فأخرت إجابتك، وثوابك كذا وكذا.. قال: فيتمنى المؤمن أنه لم يستجب له دعوة في الدنيا، لما يرى من حسن الثواب).
2. ليس هنالك مصلحة له.. المؤمن عليه بالدعاء، ولا يستعجل الإجابة، فهو لا يعلم أين الصلاح: (ولعل الذي أبطأ عني هو خير لي، لعلمك بعاقبة الأمور)!.. ولهذا المؤمن لا إصرار في دعائه، لأنه لا يعلم الخواتيم.. مثلاً: الشاب الذي يحب الزواج من فتاة، ويدعو الله تعالى وبإصرار؛ هل يعلم أنه ستنجب له ولداً صالحاً، أو هل ستنجب أصلاً؟.. أو هل تستمر عيشتها معه؟.. من أين يعلم المصلحة؟.. لذا، عليه أن يقول: يا رب، إن كان فيها الصلاح، يسر الأمر.. والذي يسأل الله -عز وجل- المال الوفير، من أين له العلم، أن هذا المال لا يكون وبالاً عليه؟.. فليسأل ولا يُعلّم رب العالمين ما هي المصلحة!..
ثانياً: الدلال.. من علامات أو من آثار هذا الحب الباطني الدلال، ومن الأمثلة على ذلك:
1. إن إبراهيم (عليه السلام) خليل الرحمن -خليل: تعبير يفهم معنى القرب الشديد، وهو الصديق- عندما جاءته البشرى، وجاءت الملائكة الموكلة بإهلاك قوم لوط، أخذ يجادل رب العالمين في قوم لوط ﴿يَا إِبْرَاهِيمُ أَعْرِضْ عَنْ هَذَا.. وصل الأمر بإبراهيم في القرب من الله عز وجل، أن يتفاوض مع الله -سبحانه وتعالى- في أمر قد أُبرم وحُسم.. فقربه (عليه السلام) من رب العالمين، يجعله يناقش ويتفاوض مع الله -عز وجل- في رفع العذاب عن قوم لوط.
2. وهذا موسى (عليه السلام) يؤمر بالذهاب إلى فرعون، فيقترح على الله -عز وجل- اقتراحاً: ﴿قَالَ رَبِّ إِنِّي أَخَافُ أَن يُكَذِّبُونِ * وَيَضِيقُ صَدْرِي وَلَا يَنطَلِقُ لِسَانِي فَأَرْسِلْ إِلَى هَارُونَ * وَلَهُمْ عَلَيَّ ذَنبٌ فَأَخَافُ أَن يَقْتُلُونِ!.. يطلب من الله -عز وجل- أن يؤيده بأخيه هارون.
3. عندما سأل رب العالمين موسى (عليه السلام):﴿وَمَا تِلْكَ بِيَمِينِكَ يَا مُوسَى﴾؟.. هل رب العالمين يحتاج إلى إيضاح؟!.. ولكن انظروا إلى طبيعة العلاقة المسترسلة:﴿قَالَ هِيَ عَصَايَ أَتَوَكَّأُ عَلَيْهَا وَأَهُشُّ بِهَا عَلَى غَنَمِي وَلِيَ فِيهَا مَآرِبُ أُخْرَى، موسى رآها فرصة للحديث مع الرب.. هو سئل عن العصا، وإذا به يسترسل، ولم يكتف بما قال ﴿وَلِيَ فِيهَا مَآرِبُ أُخْرَى، وكأنه ينتظر أن يُسأل: ما هذه المآرب يا موسى، كي يُكمل الكلام في خواص العصا مثلاً!.. يُعطى العبد هذه الدرجة من الدلال، إذا وصل إلى مرحلة من مراحل الامتثال للأوامر الإلهية، بحيث يصبح عنده الامتثال أمراً مطابقاً للوجدان.. فالذي يعمل بالطاعات ويترك الحرام على مضض؛ هذا الإنسان قد لا يُعطى هذه الدرجة.
4. (خرج موسى (عليه السلام) ليستسقي لهم في سبعين ألفاً، فأوحى اللَّه -عزَّ وجلَّ- إليه كيف أستجيب لهم، وقد أظلمت عليهم ذنوبهم؛ سرائرهم خبيثة، يدعونني على غير يقين، ويأمنون مكري.. ارجع إلى عبد من عبادي يقال له: برخ، فقل له: يخرج حتى أستجيب له. فسأل عنه موسى‏ (عليه السلام) فلم يُعرَف، فبينما موسى ذات يوم يمشي في طريق، إذا بعبد أسود قد استقبله بين عينيه تراب من أثر السجود، في شملة قد عقدها على عنقه، فعرفه موسى‏-عليه السلام- بنور اللَّه عزّ َوجلَّ، فسلَّم عليه وقال له: ما اسمك؟.. فقال: اسمي برخ، قال: فأنت طلبتنا منذ حين، اخرج فاستسقِ لنا.. فخرج فقال في كلامه: ما هذا من فعالك، ولا هذا من حلمك، وما الذي بدا لك؟.. أنقصت عليك عيونك (وفي نسخة أُخرى: تعصَّت عليك غيومك) أم عاندت الرياح عن طاعتك، أم نفد ما عندك، أم اشتدَّ غضبك على المذنبين، ألست كنت غفَّاراً قبل خَلْق الخطَّائين؟!.. خلقت الرحمة، وأمرت بالعطف، أم تُرينا أنَّك ممتنع، أم تخشى الفوت فتعجل بالعقوبة!.. قال: فما برح حتّى اخضلَّت بنو إسرائيل بالقطر، وأنبت اللَّه -تعالى- العشب في نصف يوم حتى بلغ الركب. قال: فرجع برخ، فاستقبله موسى (عليه السلام)، فقال: كيف رأيت حين خاصمت ربِّي، كيف أنصفني)؟..
انظروا إلى طبيعة العلاقة بين العبد وربه، إلى أين تصل!.. إلى هذه المرحلة من الأنس والدلال في الحديث مع رب العالمين.. ذلك كلام إبراهيم: ﴿يُجَادِلُنَا فِي قَوْمِ لُوطٍ.. وذلك موسى (عليه السلام) يقترح على الله عز وجل: ﴿قَالَ رَبِّ اشْرَحْ لِي صَدْرِي * وَيَسِّرْ لِي أَمْرِي * وَاحْلُلْ عُقْدَةً مِّن لِّسَانِي * يَفْقَهُوا قَوْلِي * وَاجْعَل لِّي وَزِيرًا مِّنْ أَهْلِي * هَارُونَ أَخِي * اشْدُدْ بِهِ أَزْرِي * وَأَشْرِكْهُ فِي أَمْرِي.. هذا أثر من آثار الارتباط بذلك العالم!..


من مواضيع : نووورا انا 0 بواطن الرحمة الإلهية في ظواهر الشرور السفيانية
0 علامات الظهور بين الأولويات والانحراف
0 الابـــــــــــــــــلّة
0 شيعة البحرين تجذّر المواطنة ونابضية الولاء
0 شيعة باكستان والحصانة العقدية
رد مع اقتباس
 

مواقع النشر (المفضلة)



تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الشبكة: أحد مواقع المجموعة الشيعية للإعلام

الساعة الآن: 09:55 PM.

بحسب توقيت النجف الأشرف

Powered by vBulletin 3.8.14 by DRC © 2000 - 2024
جميع الحقوق محفوظة لـ منتديات أنا شيعـي العالمية


تصميم شبكة التصاميم الشيعية