اميرالمؤمنين يسرع ليفتح الباب لدخول السيدة الزهراء
في حوالي سنة1405هج بذلت جهودا كثيرة لترجمة كتاب"فاطمة من المهد الى اللحد" من اللغة العربية الى اللغة الفارسية،ليستفيد منها حوالي 80مليون ايراني ..يتواجدون في ايران وفي بقية دول العالم،وكان هدفي من وراء تلك الجهود هو التقرب الى الله تعالى بخدمة اهل البيت عليهم السلام واثراء المكتبة الايرانية بكتاب يتحدث عن حياة سيدة نساء العالمين السيدة فاطمة الزهراء عليها السلام.
فكنت اشجع المترجم على اكمال ترجمة الكتاب،وهو لا يعبأ بكلامي وكلما اردت اللقاء به كنت اواجه بعض الصعوبات من الرجل الذي كان وسيطا بيني وبين المترجم،الى ان تعبت وبدأت حالة الفتور تسري في عزيمتي،وذات يوم كنت متجها لحضور درس من دروس الحوزة الدينية في قمّ،وفي الطريق صرت افكر:يا ترى..هل هذه المتاعب التي اتحملها والجهود التي ابذلها من اجل اكمال ترجمة الكتاب بشىء يرضي به الله تعالى،ويرضي به اهل البيت؟!
وهل الكتاب المذكور يستحق ان يترجم الى اللغة الفارسية؟!
وهل الجهود التي ابذلها في هذا المجال جهود مشكورمن قبل اهل البيت؟!
وصار المساء،ثم جنّ الليل،وبعدما ذهبت الى فراش النوم رأيت في المنام رؤيا اعتبرتها مهمة جدا،وهي اني"رأيت نفسي في مبنى يشبه احد الحسينيات الكبيرة جدا،وكان الوقت_في الرؤيا_بعد طلوع الفجر بحوالي نصف ساعة،فالظلام مازال يخيم على العالم،رأيت حوالي عشرين رجلا منتشرين في صالة الحسينية وهم يصلون لله...كل على انفراد،مابين قائم وقاعد،وراكع وساجد وقانت،ومن جملة العشرين رجلا رجل علمت بانه هو الامام امير المؤمنين"علي بن ابي طالب"
صلوات الله عليه.
كنت واقف وراءه على بعد سبعة امتار أنظر اليه ويتبادر في ذهني هذه الافكار:"اجل ..هذا امير المؤمنين..متوسط القامةكما قرأت وصفه في الكتب،وها هو لابس ثوبا طويلا يشبه ما يلبسه الرجال في الحجاز وبلاد الخليج،وهو مشغول بالصلاة ولعلّه كان في حالة القنوت".
وفي هذه الاثناء دق جرس ساحة الحسينية،وكان صوت الجرس قويا يشبه جرس المدارس،واذا بجميع العشرين رجلا_بما فيهم الامام امير المؤمنين عليه السلام_قطعوا عبادتهم وصلاتهم،وصاروا ينادون بصوت واحد"لقد جاءت فاطمة الزهراء،انها فاطمة الزهراء تدق الجرس"!!
بدأت اشعر بأن جدران ذلك المكان والنوافذ الحديدية والاعمدة وكل شيء صار له صوت والجميع ينادي:أنها"فاطمة الزهراء".وهنا جلب انتباهي أن الامام امير المؤمنين عليه السلام_بعد ان قطع صلاته_بدأ يركض باتجاه باب ساحة الحسينية ليفتح الباب لسيدة نساء العالمين وصرت اركض خلف الامام وأنا افكر في نفسي:"عجيب!!هذا الامام الوقور يركض مسرعا ليفتح الباب لكي لا تبقى السيدة فاطمة عليها السلام خلف الباب"!.
حتى وصل الامام الى الباب وفتحه قليلا تقدمت"انا"امام الباب فرأيت سيدة طويلة القامة،قد لبست عباءة جديده،ولم تغط وجهها عني،عليها جمال ما لا يوصف،قد ابتسمت لي بابتسامة ملكت بها قلبي،وصارت تنظر اليّ ومن خلال نظرتها وابتسامتها ترسل شحنات وارسالات عاطفية اليّ!!
جلست على الارض_على هيئة البارك على ركبتيه_وامسكت يدها اليمنى وصرت اقبله مرات متعددة بلغت ست مرات،وأمسح يدها على وجهي،وفي كل مرة كنت اقبل يدها ارفع رأسي وأنظر الى وجهها واقول:أنت"فاطمة الزهراء"؟!وأخيرا قالت:نعم انا"فاطمة الزهراء".
وهنا قمت من مكاني لافسح لها الطريق لدخول ساحة الحسينية"،وأستيقظت من نومي فرحا مسرورا.
وفي الصباح ذكرت رؤياي لاثنين من العلماء لاسمع منهما تفسير رؤياي،فانفجر كل منهما بالبكاء وانهمرت دموعهما من سماع الرؤيا،ولم يتحدثا لي عن تفسير الرؤيا.
فذهبت الى عالم ثالث كانت له خبرة جيدة في تفسير الاحلام،وقصصت عليه رؤياي،فانهمرت عينه بالدموع لكنه حاول ضبط اعصابه الى ان فرغت من بيان القصة الكاملة للرؤيا.
فقال لي:هل صدرت منك خدمة للسيدة"فاطمة الزهراء عليها السلام"قبل ان ترى هذه الرؤيا؟
فقلت له:نعم،وبدأت احكي له ما اعانيه من المتاعب في مجال اكمال ترجمة الكتاب من الرجل الوسيط بيني وبين المترجم ومن المترجم نفسه.
فقال:اذا تفسير الرؤيا واضح،لقد اراد الامام امير المؤمنين_بعمله_أن يقول لك:ينبغي للجميع ان يبادروا بكل سرعة الى خدمة السيدة"فاطمة الزهراء"وأنا ابين لك:كيف اقطع صلاتي واركض لافتح الباب لدخول السيدة "فاطمة"لكي لا تبقى واقفة خلف الباب!!فكيف بالاخرين؟!.اجل...ان الاخرين ينبغي ان تكون لهم مواقف افضل في خدمة السيدة "فاطمة"ويتحملوا كل صعوبة في مجال خدمتها"عليها السلام" ايا كان نوع الخدمة،وانك فكرت في ذهنك بعض الافكار فجاءت الرؤيا لتجيب عن السؤال او عن الاسئلة التي تبادرت الى ذهنك ولكي تعيد الحيوية والنشاط الى عزيمتك،ولاخبارك ان كل ما تقوم به من جهود هو بعلم من السيدة الزهراء"صلوات الله وسلامه عليها"وسوف تكافئك على اتعابك في الوقت المناسب،
استحسن صاحب الرؤيا التفسير وواصل جهوده واكمل ترجمة الكتاب وسيطبع الكتاب تحت عنوان"فاطمة زهرا از ولادت تا شهادت".
"صاحب الرؤيا سيد محترم وخطيب مشهور"
عن كتاب(عند البلاء ناد يا زهراء)