الاتجاهات الحركية للإمام الكاظم (عليه السلام) داخل المجتمع
بتاريخ : 06-07-2010 الساعة : 03:25 PM
الاتجاهات الحركية للإمام الكاظم (عليه السلام) داخل المجتمع
اتسمت حياة الأئمة من أهل البيت المعصومين عليهم السلام بتعدد الأدوار وتميز كل واحد منهم بخصوصية خاصة، وكان تميز الإمام السابع من أئمة أهل بيت العصمة موصوفا بالمرارة، حيث ذاق عليه السلام طعم تلك المرارة على أيدي مجرمي عصره من الحاكمين من بني العباس بعدما عندما زج (عليه السلام) في قعر السجون وظلم المطامير واكتوى بصنوف الترهيب والترغيب الذي مارسته أيدي الجلادين من جلاوزة النظام العباسي، وتميزت مدة سجنه بطول المدة فقد ورد في بعض الروايات إنها قاربت العشرون عاما.وتميز هذا الإمام العظيم بكظمه للغيظ وعفوه الواسع عمن ظلمه وأساء إليه وزهده وتواضعه، فاشتهر بـ(الكاظم) و(الجواد) وبالكثير من الألقاب المناسبة لشخصيته كالعابد والزاهد، إلى غير ذلك من الصفات اللائقة به.
الاتجاهات الحركية للإمام داخل المجتمع
إن حياة الإمام موسى بن جعفر عليه السلام كان لها تأثيرا مهما داخل المجتمع الإسلامي والعراقي، فلقد ترك آثاره المتميزة على وجوه صفحات الحياة المتنوعة و تراث أهل البيت في الطول والعرض من البلاد وبث الوعي السياسي والتنظيمي والحركي الهادئ وسط الأمة ضد تجاوزات الأنظمة المستبدة التي لم تتسامح مع قوى المعارضة السلمية والتي حاولت الحفاظ على الحكم والسلطة وخططت لإقصاء النخبة وإقصاء الإسلام الحقيقي عن الحياة السياسية والاجتماعية وتسببت في الفساد الإداري والمالي والفكري والثقافي ومنعت من نشر الثقافة الإسلامية المنهجية والعقائدية في صفوف المسلمين.
الإمام موسى بن جعفر(عليه السلام) ذلك الرمز الجهادي الخالد
لقد شكل الإمام موسى بن جعفر (عليه السلام) في قائمة الخالدين رمزا واضحا في التصدي والمقاومة لكل أنواع الظلم والفساد واعتبره أتباع أهل البيت رمزا للجهاد والصمود والتصدي لما تميز به من الصبر على المكاره، حيث قضى فترة طويلة من حياته وجهاده في السجن ولعب دورا مهما في عملية إسقاط النظام العباسي البغيض من خلال دوره الستراتيجي في عملية الانقلاب التاريخي وكان له الدور الكبير في الكشف عن الوجه الحقيقي الزائف لحكم بني العباس الذي لايختلف في طبيعته الدموية والمنحرفة عما تميز به الحكم الأموي المستبد والفاسد