بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدالله رب العالمين والصلاة على محمد وآله الطاهرين واللعن الدائم على أعدائهم أجمعين
شيعة موالين
من أسماء الزهراء صلوات الله عليها _ وهي كثيرة _ لقب الحانية ., وإسم الحانية دليل على المبالغة في الحنان والعطف .
،لم سميت سلام الله عليها الحانية؟
الحانية بمعنى العطف و الشفقة،وبديهي أن الرأفة و العطف تتفرع على المحبة و المودة،وهي متفرعة عن معرفة المحبوب و المتحنّن عليه، فكلما كان المحبوب عظيماً كان الحب عظيماً،و كان التحنن و العطف كذالك.
ولذا من أعرَف من فاطمة بأبيها و بعلها و بنيها؟ولذا تجلت آثار المحبة بأجلى صورها و أعلى درجاتها و غاية كمالها.
أما عطفها على أبيها فيظهر جلياً في مصيبة فقده (صلى الله عليه و آله وسلم)، فقد سلبتها كل قرار و استقرار، فالزهراء عليها السلام تعرف عظم المصاب و مدى تأثير الواقعة في الموجودات كلها.
ولذا أخذت بالعويل و البكاء و كانت سلام الله عليها معصبة الرأس،ناحلة الجسم منهدة الركن باكية العين محترقة القلب،إذا رأت قميصه يغشى عليها و إذا سمعت بالأذان تتذكر أيامه ،فلا تتمالك من البكاء.
أما عطفها على مولانا أمير المؤمنين عليه السلام فيظهر في عدة موارد، منها لمّا أخرجوه من الدّار بأبي و أمّي خرجت خلفه مع ما بها من مصائب، مع ما بها من آلام، كل الناس يقولون{ جرّوه جرّوه}، إلا صوت ضعيف كان يأتي من بعيديا قوم خلّو عن ابن عمّي علي).
وأيضاً يظهر عطفها في وصيتها حيث قالتيا ابن العم غسّلني و لا تكشف عنّي فإنّي طاهرة مطهرة)،وذالك لكي لا يرى أمير المؤمنين عليه السلام ضلعها المكسور و متونها المسودة.
أمّا عطفها على أولادها فظاهر،مثلاً: لمّا عصروها روحي فداها بين الحائط و الباب،تصور بأيّة حالة ؟ ضلعها مكسور، دماؤها تنزف، ما صاحت: يا فضة ضلعي، يا فضة صدري، وإنّما صاحت (يا فضة إليك فخذيني و إلى صدرك فسنديني فلقد و ربّي قتلو ما في أحشائي من حمل.
و من حنوّها على ريحانتيها الحسن و الحسين عليهما السلام ، ما ظهر منها عليها السلام يوم شهادتها،فهي ما أحبت أن تقضي نحبها و أولادها الى جنبها و لذا وزّعتهم على دور بني هاشم، و بعد ذالك صنعت لهم الطعام و فرشت لهم الفراش.
وكذلك ظهر عطفها جلياً بأولاده ساعة تكفينها،لمّا رمو بأنفسهم على بدن أمهم يصرخون، يبكون، يقول أمير المؤمنين عليه السلام: (والعيش الذي بيننا سمعتها حنّت و أنّت و قامت و ضمت الحسنين الى صدرها، حتى سمعت هاتفاً من السماء يقول، يا عليّ نحّ الحسنين عن بدن أمّهما فلقد أبكيا ملائكة السّما).
حتى بعد رحيلها صلوات الله عليها كانت تنظر الى أولادها بعين العطف و الحنان، قالوا أنه في ليلة دفنها و بعد أن واراها أمير المؤمنين عليه السلام غفت عيناه عند قبرها، بينما هو كذلك و إذ بالزهراء عليها السلام تتراءى له و تقول : (أبا الحسن عجّل بالرجوع الى الدار)، فسألها لماذا؟ نفسي لاتطاوعني أن أفارق قبركِ يابنت رسول الله)، قالت عليها السلام أبا الحسن إن ابنتي زينب انتبهت مرعوبة، نظرت الى حجرتي فلم تجدني، وهي الآن تنادي : أماه فاطمة أين أنتِ؟؟؟
فعاد أمير المؤمنين عليه السلام الى الدار مسرعاً، أخذ ابنته زينب و ضمها الى حجره ، يطيب قلبها و يمسح دموعها.
يا حيدر بالله زينب روح ليها ---- ومسح دموعها و صبّر عليها
أخَافَن على بنيتي من بكيها ---- تِموت و من يباري عيال الحسين
إنا لله و إنا إليه لراجعون وسيعلم الذين ظلمو أي منقلبٍ ينقلبون