وقف رجل على الإمام الحسن بن علي عليهما السلام فقال :
يا بن أمير المؤمنين .. بالذي أنعم عليك بهذه النعمة التي ما تليها منه بشفيع منك إليه ، بل إنعاما منه عليك ، [color="rgb(47, 79, 79)"]إلا ما أنصفتني من خصمي ، فإنه غشوم ظلوم ، لا يوقّر الشيخ الكبير ، ولا يرحم الطفل الصغير ، وكان متكئا فاستوى جالسا ، وقال له : من خصمك حتى أنتصف لك منه ؟..[/color]
[color="rgb(47, 79, 79)"]
فقال له : الفقر .
فأطرق ( عليه السلام ) ساعة ثم رفع رأسه إلى خادمه وقال له : أحضرْ ما عندك من موجود .. فأحضر خمسة آلاف درهم ، فقال : ادفعها إليه ، ثم قال له :
[/color]
بحق هذه الأقسام التي أقسمت بها علي .. متى أتاك خصمك جائرا إلا ما أتيتني منه متظلّما
ومن حلمه ( عليه السلام )ما روى المبرد وابن عائشة : أن شاميا رآه راكبا فجعل يلعنه والحسن لا يردّ ، فلما فرغ أقبل الحسن ( عليه السلام ) فسلّم عليه وضحك .. فقال :
[color="rgb(47, 79, 79)"]
أيها الشيخ .. أظنك غريبا ، ولعلك شبّهت ، فلو استعتبتنا أعتبناك ، ولو سألتنا أعطيناك ، ولو استرشدتنا أرشدناك ، ولو استحملتنا أحملناك ، وإن كنت جائعا أشبعناك ، وإن كنت عريانا كسوناك ، وإن كنت محتاجا أغنياك ، وإن كنت طريدا آويناك ، وإن كان لك حاجة قضيناها لك ، فلو حركت رحلك إلينا ، وكنت ضيفنا إلى وقت ارتحالك كان أعود عليك ، لأن لنا موضعا رحبا وجاها عريضا ومالا كثيرا .
[/color]
فلما سمع الرجل كلامه ، بكى ثم قال : أشهد أنك خليفة الله في أرضه ، الله أعلم حيث يجعل رسالته .. وكنت أنت وأبوك أبغض خلق الله إليّ ، والآن أنت أحبّ خلق الله إليّ وحوّل إليه ، وكان ضيفه إلى أن ارتحل ، وصار معتقدا لمحبتهم .
[color="rgb(47, 79, 79)"]
ومن مكارمه عليه السلام أن جارية حيته بباقة من ريحان, فقال عليه السلام: أنت حرة لوجه الله, فلامه البعض على ذلك على أن الموقف لا يستدعي أعتاقها، فأجابه الإمام: أدبنا الله, فقال تعالى: ((و إذا حييتم بتحية فحيوا بأحسن منها)) وكان أحسن منها إعتاقنا.
[/color]
فأين نحن من هذه الأخلاق الراقية على الأقل في مجتمعنا مع بعضنا البعض
والله الرقي في آخر الموديلات من اللباس والسيارات والجوالات فقط ؟
صببنا اهتمامنا بهذه الأمور وتركنا الأهم الذي تعيش به الأمم للأسف.
والله كلما ابتعدنا عن منهج أهل البيت كلما ضلينا الطريق فما تزيدنا سرعة المشي إلا بعدنا عن بركاتهم وجواهر كلامهم