[هشام حيدر]

تعدد القوميات والطوائف ووجود الاختلافات الجذرية بينها يحتم اللجوء الى النظام الفدرالي الامر الذي يعرفه المطلعون والمضطلعون بالقانون الدستوري العام وواقع البلدان التي تنطبق عليها المواصفات اعلاه !
لذا كانت فصائل المعارضة العراقية زمن حكم النظام البعثي المقبور قد اتفقت على اعتماد هذا النظام مستقبلا ان تمت الاطاحة مستقبلا بجلاوزة البعث!
ورغم اقراره في الدستور الجديد وتشريع القوانين المتعلقة الا ان ثمار هذا النظام لم تؤت اكلها لاسباب مختلفة رغم انها خففت بعض الاحتقانات !
لكن ازمة رئاسة الوزراء الاخيرة اثبتت ان النظام الفدرالي بالصورة العراقية علاج مسكن ذو منشأ رخيص كبعض الادوية التي تعج بها الاسواق العراقية في الاونة الاخيرة !
كل التجارب الانتخابية المتتالية اثبتت وجود تكتل كردي مهما تعددت الاحزاب المكونة له وهي بالتالي تتفق على مشتركات ثابتة امام باقي المكونات وان اختلفت فيما بينها اختلافات جذرية قد تصل بها حد الاقتتال !
كما اثبتت وجود تكتل شيعي وان اتفقت او افترقت بعض مكوناته لامتلاكها مؤقتا مغريات السلطة التي سرعان ماتزول عاجلا ام اجلا !
والتاريخ يشهد ان مختلف الشعوب او المجتمعات او الفئات ومنها الشيعة تتحد في الضراء وقد تختلف في السراء!
الانتخابات الاخيرة ...افرزت تكتلا جديدا هو تكتل ابناء المناطق السنية وان اختلفت التسمية ..... فان اسميتها (العراقية) او (المشروع الوطني)..فان المعطيات تشير الى ان هذا المكون يمثل طيفا عراقيا هو (عرب العراق السنة)!
ورغم تحفظي على النتائج التي افرزت هذه المعطيات الا ان ساسة هذا الطيف هم من وقف خلف هذا التوجه ورتب لهذا الاتجاه لاعتقادهم ان هذا يوحد كلمتهم ويعلي شانهم ويمكنهم من (استعادة تاريخهم وارثهم السياسي)!
افرزت هذه العقليات برعاية الامم والولايات المتحدة (الاخ الاكبر) وتنفيذ المفوضية المستقلة ....كتلا كبيرة متعددة مما عقد المشهد العراقي بشكل كبير!
وقد يظن البعض خطأ ان اس المشكلة يكمن في النظام النيابي فيرتأي العدول عنه الى النظام الرئاسي !!
اقول وهذا خطأ فاحش لايغتفر اثبتته سلفا نتائج الانتخابات ذاتها !
فان امكن التوافق في النظام النيابي فلا توافق في النظام الرئاسي !
فلايمكن ان يقبل ثلاثة ارباع الشعب ان يحكمهم شخص ما لمجرد انه حاز على ربع الاصوات فكان الاعلى اصواتا !!
ووفقا للنتائج الحالية فان الشيعة لن يرضوا بعلاوي لانه (شيعي)... فهذه لن تنطلي عليهم على الاقل لان الهاشمي والنجيفي يحيطون به اينما حل او ارتحل الى الحد الذي جعل بعثيا مثل حسن العلوي يتقزز من عنجهيتهم وطائفيتهم كما صرح بذلك على المستقلة قبل ايام !
يقول يرفضون الا ان يحيطوا به على المنصة ورفضوا اقتراحي (والكلام للعلوي) بتقسيم المنصة وتمكين بعض (الشيعة) من الوقوف خلف علاوي الامر الذي لم يفعله صدام حتى فقد كان يعين وزيرين شيعة او ثلاث اما العراقية فقد نصبت شخصا واحدا اعلنوا استعدادهم سلفا لازاحته !
هذا الذي يسمونه محاصصة وينفرون منه يتمسكون به الى اقصى حد وفعلا فقد كان صدام يحاول ان يطعم حكومته بشيعي وكردي ومسيحي وشبكي !
بل وحتى الرئيس الامريكي ايا كان....فقد لاحظت انه اينما وقف ...في جامعة او معسكر او حملة انتخابية ...لابد ان يقف خلفه اسود واسيوي ومعمم احيانا ....... والكل يتحدث عن المحاصصة في العراق !
لكن هذا تاباه رموز (العراقية) وتستكثره في الوقت الذي تعلن انها تمثل(المشروع الوطني) معلنة ضمنا ان 14 محافظة اخرى تمثل (المشروع الخياني) كما كان الحال عليه في التسعينات عقب الانتفاضة الشعبانية حيث حازت تلك المحافظات على لقب (المحافظات البيضاء)!
وقد وردت عبارات التهديد والتلويح باعمال العنف او الحرب الاهلية على لسان اكثر من متحدث باسم القائمة في حالة عدم تكليف قائمتهم بتشكيل الحكومة .....العصية على التشكيل !
طيب !
الشيعة لن يقبلوا بحاكم .....سني !
والسنة رتبوا الامور لانهاء فترة (الحكم الصفوي).....الشيعي !
والكرد لن يقبلوا ان تعود عقارب الساعة للوراء ولن يسمحوا لهاشمي او نجيفي ان يكون .....(كيمياوي) جديد يؤرقهم بعدما ذاقوا حلاوة الحرية !
وهذه النتيجة الانتخابية قد تتكر كل اربع سنوات في ظل ساسة (وطنيين)واعلام عروبي يزرع الفتنة الطائفية وعدم الثقة بين مكونات الشعب !
...... بالعراقي ..........والتالي شنو ؟؟!
نسوي اقاليم نعيش بيهه اربع سنين وبكل انتخابات نوصل الى حافة الهاوية ..؟؟؟
يبدو اذن ان حجم التدخلات الدولية يزداد يوما بعد اخر !
وان هوة انعدام الثقة بين المكونات تزداد هي الاخرى !
وان مايفرقنا بات اكثر مما يجمعنا !!

يعرف رجال القانون والدساتير ان بعض الشعوب التي تتحول الى النظام الفدرالي قد تتنازل عنه اذا اندمجت وشعرت بانتفاء الحاجة اليه !
وقد تتحول الى النظام الكونفدرالي ان شعرت ان الفدرالية غير كافية لصيانة حقوق مكوناتها واطيافها وقد تؤدي الكونفدرالية الى التفكك ان استمرت الحالة او قد تعود الى الفدرالية او الوضع السابق... بحسب ماتؤول اليه الامور !

لن يجد الكرد صعوبة في اختيار علمهم ورئيسهم ووزرائهم وسفرائهم داخل حدود اقليمهم !
ولن يجد السنة هذه الصعوبة ايضا داخل اقليم خاص بهم اجزم ان احدا (لن يهمشهم) فيه ولن يسطو عليهم فيه أي (صفوي) وسيكون لهم ان يعيدوا لعلم الاقليم ....النجمات الخضر الثلاث !
والامر ذاته ينطبق على الشيعة داخل حدود اقليمهم بعد ان تزول عنهم تهديدات عدنان الدليمي وناصر الجنابي ومشعان الجبوري وطارق الهاشمي وصالح المطلك وخلف العليان وظافر العاني .....ودولة العراق الاسلامية....والعلمانية !
لذا اعتقد وبصدق ان الخيار الكونفدرالي هو الحل الذي تدفعنا اليه خيارات الناخبين او تصريحات ومواقف الساسة او الخيوط التي يحركها اللاعب الدولي !
وهي(الكونفدرالية) الضمان...وصمام الامان لهذه المرحلة حتى تستقر الاوضاع وتطمئن النفوس ويتحقق شيء من الرخاء !
فلن تجد الشركات السعودية او الامارتية او الاردنية صعوبة في دخول اقليم (المطقة الغربية) لتبني له المحطات الكهربائية والمعامل الانتاجية والبنى التحتية كافة بمختلف مسمياتها واوصافها لاسيما وانها تقبع على كميات هائلة من الغاز والنفط !
وسنحلف لهم (بالعباس) بان نستعين بشركات بوذية وهندوسية ولن ندخل شركات ايرانية صفوية او مجوسية لاني اجزم انهم لن يقبلوا بهذا الطرح خوفا علينا من .....(الاحتلال الصفوي)!
اما الاخوة الكرد فان (الحجي مو يمهم ) وعليهم بالعافية فقد حصلوا على الفدرالية في ظل صدام دون ان ينبس احد ببنت شفة !
مو شاطرين.......ووطنين........ الا براس عبد الزهرة !


هشام حيدر
الناصرية