من صبر وكرم الإمام الحسن المجتبى
عليه السلام
---------------------------------------
بعد ان تم الصلح المرير على قلب مولانا ابي محمد سلام الله عليه امر معاويه لعنة الله عليه في بلاد الشام سب وشتم امير المؤمنين على (ع) على المنابر :
وفي احدى سنين الحج كان الامام الحسن عليه السلام يطوف في بيت الله الحرام واذا باحد الشاميين ينظر اليه ويسب الامام علي (ع) والامام الحسن (ع) بوجهه ويثني على معاويه لعنه الله .
فتناوشته فتيان بني هاشم الذين كانو برفقة الامام فصاح بهم الامام عليه السلام وقال اتركوه
واقترب منه ووضع يده اليمنى على كتفه الايسر واخذ يسير معه وهو يقول له:
غفر الله لك يا اخي ان كنت طالب حاجه اعطيناك وان كنت صاحب شكوى استمعنا لك وقضيناها وان كنت صاحب دين قضينا عنك دينك وان كنت جاهلا" علمناك
فاستغرب الشامي من صبر وهدوء الامام وضن انه يدبر له امرا"
فقال في سره لانتظر حتى ارى ما يدبر لي هذا الرجل من امر .
فلما وصل الامام الحسن عيه السلام الى البيت امر الغلمان يتهيئة طعام الغداء ولما فرغوا منه اخبره الشامي بانه اتى الى مكة لقضاء دينا" عليه وقيمته عشرين الف درهم وهو لا يستطيع تسديده.
فاعطاه الامام ما طلب وزاد عليه وودعه وعاد الى بيته .
واما الشامي فقد خرج من دار الامام الحسن عليه السلام وهو يقول ( الله اعلم حيث يضع رسالته) والله ما رأيت بحياتي رجلا" مثل الحسن في الصبر والكرم وادعو من الله المغفره على ما قلت قبل ان القاه وعاد الى الشام وهو يروي فضائل وكرم الامام علي والامام الحسن