الإمام المهدي ع الكلمة الأبدية
اركبوا معي الكلمة الأبدية لتجدوا أنفسكم سريعا، اشربوا معي نخب الحكماء المبثوث في الطبيعة ، كل ما في الكون يحاورك، كل ما في الوجود يشعر بك ، كل ما في الطبيعة مسخر لك حتى تجد نفسك سريعا ، وإيمانك بكل تلك الأشياء يجعلك قلب الكون النابض، لماذا لا تتأملوا صفحات الوجود لترسم فيكم وجه الله الحي؟ لماذا لا تتحاوروا مع الكون حتى ترونه كما هو، لا كما يتصور هو فيكم؟ كل الكائنات تتكلم إليكم وفيكم فهل ترجمتم كلامها؟ إلى متى تنكرون وجودكم الحي؟ الذي هو حياتكم الأبدية، كل رحلة تبدأ بالإيمان فهل آمنتم بالإيمان؟ ما لم تِؤمن ستبقى في ذل الإتباع والهوى، فإيمانك بوجودك الحي هو قوامك الذي تنكره بعاداتك الموروثة من الجهل، يجب أن تطرد الجهل وتعانق جهلا آخر.
إن السر الذي أنتم عنه ساهون، هو قادم من شجرة مباركة لا شرقية ولا غربية ليحاكم الأغبياء والمتغطرسين والمستهزئين عبر العصور والدهور ، لا لشيء أضاعوه بل لحكم ابتدعوه وفطرة فلسفوها لأغراضهم، قريبا سوف يصبح حكماء الأرض لا شيء فظهور الأمر سوف يجعل قوانينهم المبتدعة ترتد عليهم حسرة وذلا.
إن الأرض التي ربتكم على ظهرها، هي اليوم تشتكي وتحتضر، وعولمة الفساد صارت لغة العصر، إن إنسان هذا العصر لفي خسر.
إن الطائر الذي سوف يبعث من تحت الرماد هو أسطورة عند الناس، ويقين عند من هم في جهاد مع قوى الشر.
فسرعان ما يتحول الشر إلى خير عندما ندرك أن دورة الشر قد انتهت وإلى الأبد ، فحكاية الشر هي حكاية الوهم الخادع لكنها تؤلم أصحاب النفوس الضعيفة.
إن البشرى بعودة الروح لهي البشرى التي سوف أبشر الخلق بها،فعودة الأصفياء والأنبياء والرسل إلى الأرض تسبقه غمامة المطر الكثيفة والمفزعة بالبرق والرعد .
الكلام المرموز ليس حكرا على أحد بل هو رسائل إلى كل البشر يكتبها مترجمة المعاني من أبحر الحكمة الصامتة في سرادقات العرش الإلهي.
إلى متى سيبقى البشر في زحمة الفكرة المعنونة؟ يجب على الكل أن يتحرر من وهم الأفكار ليجد نفسه سريعا بوحي الـتأمل الحي في الوجود والطبيعة والكون والمصير والغاية والهدف الأسمى والإنسان الكامل المهدي القادم.