بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله الذي لا يبلغ مدحته القائلون ولا يحصى نعمائه العادون ولا يؤدي حقه المجتهدون
وصلى الله على محمد وأل محمد الطيبين الطاهرين هم أهل الهدى وهم سبل النجاة والتقى
اللهم عجل لوليك الفرج
لقد أعطى الإمام الصادق (عليه السلام) للشيعة علائم ومؤشرات واضحة تكشف عن عمق التدين وعن مدى صحته وسلامته . فإن الإيمان أمر باطني ولكنه له آثاره ومظاهره التي تكشف عنه . ولا معنى لإيمان بلا عطاء ولا ثبات ولا قدرة على المواجهة .
فالمؤمن ذلك النموذج الذي يبرز تديّنه عندما يوضع على المحك ويعرَّض للمصاعب ولا ينثني أمام المغريات ولا يستجيب لمخطّطات أهل الباطل .
وقد هاجم الإمام (عليه السلام) تلك الشريحة التى تنتسب إلى التشيّع وهي تمارس أخلاقيات مرفوضة في نظر الإمام وأوضح بأنّ الإيمان كُلٌّ لا يتجزّأ بصفة دون اُخرى مشيراً إلى أهمّية الاقتداء بالائمة(عليهم السلام) قائلا : «إنّما ينجو من أطال الصمت عن الفحشاء ، وصبر في دولة الباطل على الأذى ، أولئك النجباء الأصفياء الأولياء حقاً وهم المؤمنون ، إنّ ابغضكم إليَّ المترأسون المشاؤون بالنمائم ، الحسدة لإخوانهم ليسوا منّي ولا أنا منهم إنّما أوليائي الذّين سلّموا لأمرنا واتبعوا آثارنا واقتدوا بنا في كل اُمورنا » .
كما نجد الإمام (عليه السلام) يعطي ضابطة سلوكية تكشف بدورها عن مستوى التدين وعمقه في النفس قائلا : « إذا رأيتم العبد يتفقّد الذنوب من الناس ، ناسياً لذنبه فاعلموا أنه قد مكر به » .