العودة   منتديات أنا شيعـي العالمية منتديات أنا شيعي العالمية منتـدى سيرة أهـل البيت عليهم السلام

منتـدى سيرة أهـل البيت عليهم السلام المنتدى مخصص بسيرة أهل البيت عليهم السلام وصحابتهم الطيبين

 
   
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next

الصورة الرمزية نووورا انا
نووورا انا
شيعي فاطمي
رقم العضوية : 23528
الإنتساب : Oct 2008
المشاركات : 4,921
بمعدل : 0.84 يوميا

نووورا انا غير متصل

 عرض البوم صور نووورا انا

  مشاركة رقم : 1  
المنتدى : منتـدى سيرة أهـل البيت عليهم السلام
افتراضي التحفة لمن زار الرضا (عليه السلام)
قديم بتاريخ : 20-10-2010 الساعة : 05:37 PM


بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد



في دار السلام للمحدث النوري (رحمه الله) عن المعتمد المؤتمن آقا محمد التاجر عن نور الدين محمد قال: لما كنت في البندر (1) المسمى بريك مشغولا بتجهيز سفر البحر، والسير إلى بندر كنك أحد البنادر المعمورة، حدثني جماعة كثيرة عن رجل ثقة معتمد من أهل گيلان، وكان يتردد في البلاد للتجارة قال: دخلت مرة في سفر الهند وبقيت في البنگالة قريبا من ستة أشهر، وكان بجنب حجرتي التي كنت فيها حجرة كان فيها رجل غريب، وكان في تمام أوقاته متحيرا مستغيثا باكيا مهموما متفكرا، لا يفتر عن حزنه ساعة. فلما رأيت كثرة بكائه وعويله وخروجه عن العادة عزمت على استكشاف حاله، فأنست به بلسان ذلق وكلام لين فوجدته ضعيفا نحيفا قد تحللت قواه ودق عظمه ورق جلده، فسألته عن طول حزنه ودوام بكائه وهمومه فأبى فألححت عليه فقال: جمعت في اثني عشر سنة قبل ذلك أموالا وأمتعة نفيسة وحملتها في السفينة مع جماعة عازما على التجارة، فلما توسطنا البحر والسفينة تجري بريح طيبة ومضى علينا عشرون يوما، إذ أتتنا ريح عاصف وبلاء مبرم فانكسرت السفينة وغرقت الأموال والنفوس، وتعلقت بلوح من ألواحها والريح تلعب به يمينا وشمالا إلى أن وقع بصري على جزيرة، فسكن خاطري وقرت عيني، والموج يلطمني لطمة بعد لطمة إلى أن طرحني في الساحل فسجدت لله تعالى سكرا. ورأيت جزيرة مونقة معشوشبة خالية عن جنس البشر، فبقيت مدة اعتلف من كلائها في اليوم، وأبيت على الأشجار خوفا من السباع الضارية، ومضى علي كذلك سنة فاتفق أني كنت يوما مشغولا بالوضوء على عين ماء، فرأيت فيها عكس صورة امرأة، فرفعت رأسي فإذا على بعض أغصان الشجرة امرأة حسناء غراء فرعاء لم أر مثلها، وكانت عريانة فلما رأت أني أنظر إليها أدلت شعرها على جسدها وتسترت به عني وقالت: أيها الناظر إلى ما يحرم عليك أما تستحي من الله تعالى ورسوله؟ فاستحيت من كلامها وأطرقت برأسي، وأقسمت عليها بالله تعالى وقلت: أنت من البشر، أو من الملائكة أو من الجن؟ فقالت: من البشر والآن قريب من ثلاث سنين أعيش في هذه الجزيرة، أبي كان رجلا من أهل إيران فعزم الرحيل إلى الهند، ولما بلغنا قبة البحر انكسرت سفينتنا ووقعت أنا في هذه الجزيرة. ولما علمت بحالها حكيت لها قصتي وقلت: لو خطبك أحد ترغبين فيه، فسكتت فعلمت برضاها، فحولت وجهي حتى نزلت من الشجرة فعقدت عليها، وكنت أتمتع بها وأفرح بها فرزقني الله تعالى هذين الغلامين اللذين تراهما، فكنت أطيب خاطري تارة بمصاحبتها وأتسلى مرة بوجودهما والاشتغال بها وكذلك بهما، وكذلك المرأة وكانت عاقلة وكنا نعيش في الجزيرة كذلك إلى أن بلغ أحدهما تسع سنين والآخر ثماني، ولما كنا عراة وعلى أبداننا شعور طوال قبيحة المنظر قلت يوما لها: ليت كان لنا قطعة لباس نستر بها عوراتنا، ونخرج بها عن هذه الفضيحة، فتعجب الولدان وقالا: هل بغير هذا الوضع والمكان وضع آخر ومكان وطريقة أخرى؟ فقالت أمهما: نعم إن لله تعالى بلادا ورجالا كثيرة ومأكولات ومشروبات لا تحصى، ولكنا عزمنا المسافرة وركبنا السفينة فكسرتها الرياح العاصفة، وطرحتنا بوسيلة لوح منها في هذه الجزيرة. فقالا: لم لا ترجعون إلى أوطانكم المألوفة؟ فقالت: لا يمكن العبور من هذا البحر الزخار بلا سفينة مستعدة، فقالا: نحن نصنع السفينة، فلما رأتهما عازمين أشارت إلى شجرة كبيرة كانت في ساحل البحر وقالت: لو قدرتما على نحت وسطها لعل الله بعنايته يرحمنا ويوصلنا إلى مكان نستر به عوراتنا، فلما سمع الغلامان مقالة أمهما عمدا إلى جبل كان قريبا منا وأخذا بعص الأحجار التي كانت رؤوسها محددة، وشرعا في نحت الشجرة وحرما على أنفسهما الطعام والشراب والنوم ولم يفترا عن العمل في مدة ستة أشهر إلى أن صار وسط الشجرة خاليا كهيئة الزوارق وكان يسع اثني عشر نفرا يقعدون فيه. فلما رأينا كذلك شكرنا الله تعالى على هذه النعمة وهداية الغلامين إلى هذا العمل وطاعتهما لنا، وأمهما كانت في غاية السرور والفرح، والحث على إتمامهما وترتيبها لما بلغ بها الوحشة وألم العري وفقد المحل والمأوى النهاية، ثم عمدوا إلى حمل العنبر من صفح جبل قريب كان في حوالي الجزيرة، وكان في غاية الارتفاع، وكان في خلف الجبل غيضة أشجارها قرنفل، وكان النحل تأكل في فصل الربيع من أزهارها ويبادرون إلى قلة الجبل، فيجتمع لسببها فيها عسل كثير، ثم يأتي المطر فيغسله ويجريه إلى البحر فيشربه الحيتان، ومن شمعه يحصل العنبر الأشهب، فإن في وقت الجريان من الجبل يبقى شيئا فشيئا في سفح الجبل، وبإشراق الشمس على تلك الشموع تتفرق في تمام تلك الصحراء، وكنا نأتي منه في كل يوم أمنان إلى أن جمع مائة من، وصنعنا منه في الزورق حوضا، وصنعنا منه ظروفا وحملنا الماء منها إلى الحوض حتى ملئ منه، ثم جمعنا لطعامنا من الأصول المعروفة بچيني، وكان كثيرا في الجزيرة ثم صنعنا من لحاء الأشجار حبالا وثيقة وشددنا بها رأس الزورق، وربطناه برأسها الأخرى على شجرة عظيمة. ثم انتظرنا أيام مد البحر وزيادة مائه إلى أن بلغ وقته، ووقع الزورق فوق الماء فحمدنا الله تعالى وجلسنا فيه فلم يتحرك من مكانه فتأملنا فإذا برأس الجبل مشدود على الشجرة، ونسينا أن نفكه فأراد أحد الغلامين أن ينزل فنزلت أمهما قبلهما، وفكت الحبل وأخذ الموج الحبل من يدها، وأذهب بالزورق إلى وسط البحر، فأخذت المرأة في البكاء والنحيب والصياح والعويل والحركة من طرف إلى طرف، فلما بعدنا منها صعدت شجرة تنظر إلينا وتبكي وتتحسر، فلما غبنا طرحت نفسها منها، والغلامان لما يئسا منها شرعا في البكاء والأنين والقلق والاضطراب إلى أن وصلنا قبة البحر، خافا من نفسهما فسكتا، فلما مضى علينا سبعة أيام وصلنا إلى الساحل ولما كنا عراة صبرنا حتى أظلم الليل، فعلوت على مرتفع فرأيت سواد بلاد وضوء نار، فذهبت إليه مهتديا بعلامة النار، فلما وصلت إليه رأيت بابا عاليا فدققت الباب فكانت الدار لرجل تاجر من رؤوساء اليهود، فخرج فأعطيته قليلا من العنبر الأشهب، وأخذت منه أثوابا وفرشا ورجعت في الليل إلى ولدي وسترنا عوراتنا، فلما أصبحنا دخلت البلد، وأخذت هذه الحجرة في هذا الخان، وجئت بولدي وصيرت من الفرش جوالق حملت بها في الليل العنبر والچيني من الزورق إلى الحجرة، وبعت منها على التدريج، واشتريت متاع البيت وصرت في زي التجار، والآن قريب سنة أنا في الهم والبكاء والقلق من فراق العاجزة الضعيفة المهجورة وكذلك الأولاد. فلما بلغ كلامه هذا المقام عرضتني رقة فبكيت معه ساعة ثم قلت له: لا راد لقضاء الله وتدبيره، ولا مغير لمقاديره وحكمته، ولكني أظن أنك لو زرت الإمام الثامن أبا الحسن الرضا (عليه السلام)، وشكوت إليه ما دهاك من هذه المصيبة، وعرضت عليه قصتك وقصة زوجتك لأجاب مسؤولك وكشف ضرك ونفس همك، فإنه لم يلجأ إليه أحد إلا أصلح حاله، ولم يستعن به ضعيف إلا أعانه، ولم يستغث إليه مضطر إلا أغاثه، فإنه أبو الأيتام وملجأ الأنام وذخر المفلسين وكهف المظلومين. فلما سمع كلامي أثر في قلبه ووقع في روعه، فعاهد الله تعالى مخلصا في هذا المجلس أن يصنع قنديلا من الذهب الخالص، ويمشي راجلا إلى زيارته، ويشكو إليه ضره وفاقته ويطلب منه الاجتماع مع زوجته، ثم قام وطلب الذهب من يومه وصنع القنديل وركب السفينة وقطع الفيافي والقفار، إلى أن بلغ مرحلة من المشهد الرضوي، ورأى المتولي في تلك الليلة الإمام (عليه السلام) في المنام وقال (عليه السلام) له: غدا يدخل علينا زائر لنا فاستقبله، فلما أصبح خرج مستقبلا مع جميع أرباب المناصب في الحضرة الرضوية، وأدخلوه في البلد معززا مكرما، وأدخلوا القنديل في الروضة وعلقوه في محله، فلما استقر به الدار خرج من هيئة المسافر واغتسل ودخل الروضة المنورة، وقبل تلك القبة الشريفة واشتغل بالزيارة والدعاء إلى أن مضى برهة من الليل، وأخرجوا الخدام غيره من الزائرين وسدوا الأبواب ومضوا لشأنهم، فلما اختص به الحرم ورأى نفسه فريدا سكت ساعة، ثم اشتغل بالتضرع والبكاء والاستغاثة بالإمام (عليه السلام)، وسأل منه الوصول إلى زوجته وألح فيه إلى أن بقي ثلث الليل وقد أعيى من كثرة الإلحاح والدعاء، فسجد فغلبه النوم فسمع هاتفا يقول: قم، فلما قام من السجدة رأى الإمام الهمام أبا الحسن الرضا (عليه السلام) واقفا فقال له: قم فقد أوتيت بزوجتك وهي الآن واقفة خلف الروضة فاذهب إليها. فقال: فديتك بنفسي إن الأبواب مسدودة. فقال (عليه السلام): الذي أتى بها من ذاك المكان البعيد إلى هنا يتمكن من فتح الأبواب المغلقة، فخرج فكلما مر بباب انفتح له إلى أن بلغ خلف الروضة، فرأى زوجته على الهيئة التي خلفها في الجزيرة متحيرة خائفة، فلما رأت بعلها تعلقت به فقال لها: من أبلغك إلى هذا المقام؟ فقالت: كنت في شاطئ البحر جالسة متفكرة، وقد أصاب عيني رمد شديد وألم موجع من شدة البكاء، أتأوه من شدته فإذا بشاب قد أضاء بنور وجهه جميع البر والبحر في هذا الليل المظلم، فأخذ بيدي وقال: غمضي عينيك فغمضتهما وفتحتهما بعد زمان، فرأيت نفسي في هذا المكان، فذهب بها إلى الحجرة عند ولديه، وجاوروا بعد ذلك في ذاك المكان الشريف إلى أن توفوا.




هامش
(1) كلمة فارسية الأصل تعني المرفأ.


المصدر
إلزام الناصب في إثبات الحجة الغائب


من مواضيع : نووورا انا 0 بواطن الرحمة الإلهية في ظواهر الشرور السفيانية
0 علامات الظهور بين الأولويات والانحراف
0 الابـــــــــــــــــلّة
0 شيعة البحرين تجذّر المواطنة ونابضية الولاء
0 شيعة باكستان والحصانة العقدية
رد مع اقتباس
 

مواقع النشر (المفضلة)



تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الشبكة: أحد مواقع المجموعة الشيعية للإعلام

الساعة الآن: 10:35 PM.

بحسب توقيت النجف الأشرف

Powered by vBulletin 3.8.14 by DRC © 2000 - 2024
جميع الحقوق محفوظة لـ منتديات أنا شيعـي العالمية


تصميم شبكة التصاميم الشيعية