بمناسبة ذكرى عاشوراء 1432 للهجرة واستشهاد الإمام الحسين (عليه السلام)، أقامت مبرّة سيد الشهداء (صلوات الله عليه) وبالتعاون مع إدارة حوزة أهل البيت (صلوات الله عليهم) في الفلبين أكبر مجلس حسيني في مدينة زامبونغا الفلبينية الواقعة جنوب اقليم منداناو.
حضر المجلس المئات من الموالين والمحبّين لأهل البيت (عليهم السلام)، وبمشاركة فاعلة من رؤساء القبائل وبعض قيادات المؤسسات الإسلامية في المدينة، إضافة إلى مشاركة جمع من الأكاديميين والمثقّفين ورجال السلك القضائي، ناهيك عن طلبة الحوزة الدينية.
وقد تقاطر الشيعة من الجزر المجاورة لمدينة زامبونغا لإحياء مراسيم العزاء على مصاب الإمام سيد الشهداء (عليه السلام)، رغم تناثر الجزر الفلبينية وعدم قدرة الكثير منهم على تأمين مصاريف السفر والإقامة.
ونظراً لتزايد أعداد المعزّين وتنامي أعداد المستبصرين في كل عام، تم استيجار قاعة كبيرة في إحدى الفنادق بمدينة زامبونغا مع تأمين وجبة الطعام بتبرّع كريم من المحسنين من دولة الكويت وبمشاركة فعّالة من مبرّة سيد الشهداء (صلوات الله عليه)، كما تم تأمين مصاريف نقل فقراء الشيعة من وإلى المجلس الحسيني لتكثير السواد وتعزيز قوة هذا الوهج الحسيني الهادر.
واستعرض الشيخ أبو مهدي الأنواري مدير حوزة أهل البيت (صلوات الله عليهم) في كلمة له خلال المجلس، إستعرض واقعة كربلاء وملابساتها وظروفها الاجتماعية والإنسانية، وسط حزن وبكاء خيّم على الحضور الذين استمع بعضهم ولأول مرة عن تفاصيل مؤلمة لمصاب الإمام الحسين (عليه السلام) وأهل بيته وأنصاره (سلام الله عليهم أجمعين).
كما ألقى عدد من أساتذة الجامعة كلمات، عبّروا فيها عن ولائهم الحسيني وتضامنهم الإنساني مع مأساة واقعة الطفّ وما سجّله التاريخ من كارثة إنسانية وجريمة هزّت الوجدان البشري.
ويعدّ هذا المجلس الأكبر والأهم في مسيرة التشيع، الذي بزغ نجمه في جزر الفلبين قبل أكثر من ثلاثين عاماً في أوساط المثقّفين والمتحمّسين للمدّ الإسلامي والصحوة الدينية، حيث اقتصر انعقاد المجالس الحسينية في السنوات الأولى على المشاركات المتواضعة والمجالس الصغيرة.
هذا ونهيب بالمؤمنين وأصحاب البِر إلى إمكانية توسيع نطاق إقامة المجالس الحسينية في الفلبين وتعزيز قدراتها وتكثير سوادها، باستمرارية مساهماتهم بقوة وتبرّعاتهم الكريمة في دعم المجالس الحسينية في المناطق الفقيرة في دول جنوب شرق آسيا وغيرها، حيث تأخذ هذه التجمّعات والمجالس مداها وتترك آثارها في نشر علوم ومظلومية أهل البيت (صلوات الله عليهم).