[ثورة الحسين]

هاذي خيامك في قلبي منصوبة ** ونيرانها لليوم بالطف تضرمُ

وهاذي اطفالك بالعراء مشردةٌ ** ولكن لغير الله لا تتظلمُ

واكبادها حرى من العطشِ ** واصبحت حتى الرمالُ تسألوا

ما ذنبُ هذه الاكباد حرى ** ونهر الفرات بالماءِ فائضُ

وهذه زينب امام الخيام واقفةٌ ** تبكي عزُها وتلطمُ

وعفت كرامتها عن السؤال ** واصبحت بعد الحسين علمُ

وقد اريق دمه امامها ** فكيف يسئلُ العفاف الظالمُ

وقد خط بدمائه اروع صفحة ** توحي العزيمةُ للأحرارِ وتلهمُ

ودوي سيفهُ لليوم يسمعُ ** يخرسُ كل ظالمٍ ويلجمُ

وتتفجر دمائه براكين هائلة ** بقلوب الثائرين مشعلُ

من لم يعهد بالدمِ قوةً ** فكيف يرضى بالحسين امامُ

فدمهُ انتصر على السيفِ ** ومن بعده اصبح السيفُ رسمُ

بالدماءِ تبنى الصروح الشامخات ** ومن غيرها الاوطان تهدمُ

وكتب ابا الشهداء اروع رسالةً ** بدمهِ خطها الينا الضيغمُ

خلدت على مر الدهور وصارت ** درساً لكل جيل منها يتعلمُ

بارك لها كل جيلٍ وحياها ** وانثنى للحسين باكياً ومتألمُ

وحملها وساماً على صدرهِ ** يقارعُ الطغاة بها ويقحمُ

مولاي عفوك اذا اخطأت ** لازلتُ مبتدئاً للشعرِ اتعلمُ

بقلبي نار خيامك وفي يدي ** اوتادها تكوي والخد لاطمُ

وانا النار الصاعد لهيبها ** ان كان طريق السبايا مظلمُ

عذري اليك يا مولاي ان يكن ** يداوي جراحكَ كفي الملامُ

الأمة امة جدك يا حسين ** وان كانت فيها الطغاةُ تحكموا

والقوم قوم جدك يا حسين ** وان كانوا عن دين جدك انحرفوا

يا سائرين لزيارة الحسين ** هلوا الدموع مدراراً واحرموا

جاءت اليك هذه الحشود تشكوا ** ظلمها ولسواكَ لا تتظلموا

في كل خطوةٍ تخطونها لكم ** ملائكة السماء تدعوا وتستغفرُ

لو كانت هذه الناسُ تعلمُ مصيرها ** لرضيت تقذفوا بالأحجارِ وترجموا

ومن نحرك يا حسين تهبُ ** رائحة الجنة وعطرها نشموا

الجنة خلقت لكم يا حسين ** مسخرةٌ وملائكتها رهنٌ بما تتكلموا

ونحن بكم سيدي نتمسكُ ** وبكم ندعوا الله ونتوسلُ

ويوم الحشر تشفعون لنا ** وبشفاعتكم تقر العيون وننجُ

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بقلمي خادم اهل البيت (ع)
(عبدالله الشاعر)