تنصيب الإمــــام
عليه السلام
رحمة للمؤمنين وبوار للكافرين
ونريد
أن نمن
على الذين
استضعفوا في
الأرض ونجعلهم
أئمة ونجعلهم
الوارثين
صدق الله العلي العظيم
بزوغ فجر الإسلام
لقد كان بصيص الأمل
والنور من وسط الظلام حيث
بزغ نور الإسلام بشعاع بعثه نبي
الرحمة والأنام في ربوع تلك الأمم المضطهدة
المقهورة التي تتوق الى الخلاص والتحرر من آلامها
ومآسيها التي طالما تحملتها وهي بانتظار من يخلصها ،
نعم بانتظار من يساوي بين الغني والفقير والقوي
والضعيف ، من ينتصف للمظلوم من الظالم ،
من لا يفرق بين أحد وآخر إلا وفق معيار
الحق والصلاح وهو التقوى ، نعم بزغ
شعاع النور من وسط الظلام الحالك
حيث إعلان الدعوة الإسلامية
المحمدية ، اعلان نور
الاسلام ليكون
الفكر
القائد بمبادئه الاصلاحية
التي يسير بها بتلك الأمم المضطهدة
المحرومة الى بر الآمان من خلال توجيهات
القرآن الكريم كتاب رب العالمين وسنة النبي الكريم
وآله الميامين حيث كانوا المشاعل النورانية التي تضيء
طريق الأمة وتصحح مساره بعد ان ازاغته وحرفته قوى الطغيان
والظلام والتي ما انفكت عن محاولاتها والى يومنا هذا من اجل الإطاحة
بالاسلام واهله الممثلين لجهة الحق التي ستهد عروشهم
وتنهي تلسطهم وطغيانهم والى الابد .
تنصيب الإمام
تولى إمامنا المهدي أرواحنا فداه
زمام إمامة الأمة وقيادتها في التاسع
من ربيع الأوّل عام 260 هـ وذلك بعد استشهاد
والده بسم سقته إياه يد الظلم والضلال في الثامن من ربيع الأوّل
عام 260 هـ فكان يوم التتويج هو أوّل يوم من إمامة وخلافة منجي البشرية ،
وآخر الحجج لله على أرضه ، من سيملأ الأرض قسطاً وعدلاً بعد ما ملئت
ظلماً وجوراً ، كما بشَّر بذلك جدُّه محمّد ( صلِ الله عليه وآله )
في أحاديث متواترة ، نقلتها كتب المسلمين سنّة وشيعة ،
وفي مثل هذا اليوم غاب الإمام المهدي ( عليه السلام )
عن أنظار الناس ، وبدأت بغيابه الغيبة الصغرى
التي استمرت سبعين عاماً ومع غيابه
سلام الله تعالى عليه لكنه يبقى
ناظر إلى أعمالنا ،
ومطّلع عليها وله مهام ووظائف كثيرة جدّاً ،
بحيث يكون الانتفاع به كالشمس إذا غيّبتها السحاب ،
كما ورد ذلك في روايات أهل البيت ( عليهم السلام ) فقد سئل
النبي ( صلِ الله عليه وآله ) عن كيفية الانتفاع بالإمام المهدي
( عليه السلام ) في غيبته فقال : « إي والذي بعثني بالنبوّة ،
إنّهم يستضيئون بنوره ، وينتفعون بولايته في غيبته ،
كانتفاع الناس بالشمس ، وإن تجلّلها السحاب »
وروي عن الإمام الصادق ( عليه السلام )
أنّه قال ـ بعد أن سئل عن كيفية انتفاع الناس بالحجّة الغائب المستور ـ :
« كما ينتفعون بالشمس إذا سترها السحاب » .
وروي أنّه خرج من الناحية المقدّسة إلى إسحاق بن يعقوب
على يد محمّد بن عثمان : « وأمّا وجه الانتفاع بي في غيبتي ،
فكالانتفاع بالشمس إذا غيّبها عن الأبصار السحاب » .
وورد ايضا :نحن وإن كنا ثاوين بمكاننا النائي
عن مساكن الظالمين حسب الذي أراناه الله تعالى
لنا من الصلاح ولشيعتنا المؤمنين في ذلك
ما مادامت دولة الدنيا للفاسقين فإنا نحيط بكم
علماً بأنبائكم ولا يعزب عنا شيء من أخباركم
ومعرفتنا بالذل الذي أصابكم مذ جنح كثير منكم
إلى ما كان السلف الصالح شاسعاً ونبذوا العهد
المأخوذ وراء ظهرهم كأنهم لا يعلمون إنـّا غير
مهملين لمراعاتكم ولا ناسين لذكركم ولولا ذلك لنزل بكم
اللأواء واصطلمتكم الأعداء فاتقوا الله جل جلاله.
مظلوميات النبي والأئمة
أيها الأخوة لقد عاني الرسول الأكرم
ومنذ بداية تصديه للدعوة الإسلامية من
الظلم والضرب والسب والشتم والإيذاء والتعذيب
والتشريد والتطريد والتهجير له ولاصحابه ،
لقد عانى النبي ما عاني من الأعداء
والكافرين حيث ورد عنه انه
قال ما معناه ما أوذي نبي
مثل ما أوذيت ،
وواجهه التعب والايذاء والمعاناة
والغربة والوحشة من اجل الصلاح
والإصلاح ونشر الإسلام في ربوع البشرية ،
وتستمر المعاناة وتتواصل بعد النبي على آله الكرام
ابتداءا بالزهراء وزوجها ومرورا بذريتهما الطاهرة من أئمة
آل البيت عليهم السلام حيث الحسن والحسين والسجاد والباقر
والكاظم والرضا والجواد والهادي والعسكري والمهدي سلام الله تعالى
عليهم اجمعين ، نعم تحملوا ماتحملوا من اجل اصلاح البشرية
وايصالها الى بر الأمان وانارتها بشعاع الولاية والإيمان
الذي ينير طريقها ويصحح مسارها بما فيه الخير
والصلاح في الدنيا والآخرة ، ولكن تأبى
قوى الشر والظلم والاضطهاد إلا
أن تمنع هذا الشعاع من
الوصول إلى القلوب
فكان التعتيم عليه من قبلها
بمحاربة ومعادات النبي وآله الكرام
فسقطوا سلام الله عليهم بين مسموم ومقتول
وكان عليهم الظلم والضرب والتعذيب والسجن
هذا فضلا عن سلبهم الحق الاكبر ولاية امر الامة واقتناصها ،
واعطائها لمن ليس أهلا لها .
معاناة الشريد
وهكذا تمر الأيام وتدور
حتى وصلت إلى معاناة الشريد
الطريد الغريب الوحيد الخائف المرتقب
المهظوم المظلوم المغصوب وتستمر عذاباته
وآهاته ووناته حتى يأذن الله تعالى له بالنصر صلوات
الله وسلامه عليه وعلى أبائه حيث نراه حقا ضالتنا المنشودة
وأملنا المرتقب في إصلاح الأمة وصلاحها ، نعم يعاني
سلام الله تعالى عليه الغربة والوحشة والألم
والتعذيب
والمحاربة
وهو يرى ويسمع ويطلع
أولا بأول على ما يجرى على شيعته
ومواليه من ظلم وجور وما يجري في ربوع
المعمورة من آهات وويلات وهو بانتظار الفرج بظهوره
الشريف ، نعم انه يعيش غربة وما اشدها من
غربة فهي اشد والم من غربة بقية الآل
الكرام عليهم وعلى جدهم الصلوات
والتسليم .. اللهم عجل لوليك الفرج يالله .