- روى الشّيخ الجليل أبو جعفر الصفّار بسنده الصّحيح عن أبي حمزة الثّمالي عن أبي جعفر عليه السّلام، قال:
"قلت: جعلت فداك، إنّ الشّيعة يسألونك عن تفسير هذه الآية: (عَمَّ يَتَسَاءلُون * عَنِ النَّبَإِ الْعَظِيم)؟
قال: فقال: ذلك إليّ إن شئت أخبرتهم وإن شئت لم أُخبرهم.
قال: فقال: لكنّي أخُبرك بتفسيرها.
قال: فقلت: (عَمَّ يَتَسَاءلُون)؟
قال: فقال: هي في أمير المؤمنين عليه السّلام. قال: كان أمير المؤمنين عليه الصّلاة والسّلام يقول: ما لله آية أكبر منّي، ولا لله من نبأ عظيم أعظم منّي، ولقد عُرضت ولايتي على الأُمم الماضية فأبت أن تقبلها.
قال: فقلت له: (قُلْ هُوَ نَبَأٌ عَظِيم * أَنتُمْ عَنْهُ مُعْرِضُون)؟
قال: هو والله أمير المؤمنين عليه الصّلاة والسّلام".
المصدر
محمّد بن الحسن بن فرُّوخ الصفّار، بصائر الدّرجات الكُبرى في فضائل آل محمّد، تحقيق محمّد السيّد حسين المعلّم، (ط1، لا بلدة، دار جواد الأئمّة، 1428/ 2007)، مج1، ص167-168، ح317.
* نستفيد من هذه الرواية الشّريفة، ما يلي:
1- بما أنّ القرآن الكريم يتكوّن من آيات مباركات وأمير المؤمنين يقول: "ما لله آية أكبر منّي"؛ فأهل البيت عليهم السّلام أعظم من القرآن الكريم.
2- ولاية أمير المؤمنين عليه السّلام نادى بها ودعا إليها جميع أنبياء الله تعالى ورسله.
3- قال تعالى: (قُلْ إِنَّمَا أَنَا مُنذِرٌ وَمَا مِنْ إِلَهٍ إِلاَّ اللَّهُ الْوَاحِدُ الْقَهَّار* رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا الْعَزِيزُ الْغَفَّار* قُلْ هُوَ نَبَأٌ عَظِيم* أَنتُمْ عَنْهُ مُعْرِضُون)
بعد التدبّر في هذه الآيات الشّريفة نرى أن التّسليم لولاية أمير المؤمنين عليه السّلام هو تسليم لولاية الله تعالى، لأنّها تتحدّث عن وحدانيّة الله تعالى وأّنه تعالى قاهر على عباده ثمّ يربطها بولاية علي بن أبي طالب عليهما السّلام حين يقول جلّ شأنه: (قُلْ هُوَ نَبَأٌ عَظِيم).
4- إعراض المنافقين والمخالفين من أتباع الجبت والطّاغوت لعنهم الله تعالى عن النبأ العظيم - علي بن أبي طالب وأولاده عليهم السّلام - هو بعينه إعراضهم عن التوحيد الخالص الّذي لا يتحقّق إلّا بعد الإعتقاد بولاية أهل البيت عليهم السّلام، كما قال مولانا الإمام الهادي عليه السّلام في الزّيارة الجامعة الشّريفة: (من وحّده قبل عنكم).
والحمد لله ربّ العالمين ،،،
السّلام على النبأ العظيم أمير المؤمنين ولعنة الله على عدوّته صاحبة الجمل ،،،
اللهمّ صلّ على محمّد وآل محمّد والعن أعداءهم ،،،