من المسائل العقائدية الفاسده التي انتشرت في وسطنا انتشار النار في الهشيم
هي العقيدة المنسوبة الى اهل البيت (عليهم السلام) بأن الله سبحانه وتعالى لما خلق الائمة (عليهم السلام ) فوض إليهم خلق العالم فهم خلقوا العالم وكل مافيه بإذن الله
ولكن هل هذه العقيدة ثابته من القران واحاديث الرسول والعتره حتى نعتقد بها ونصدقها وندين الله بها ؟
وهل يوجد فرق بين هذه العقيدة والعقيدة التي حكها القران بحدوث المعجزات على يد الانبياء كما حصل لعيسى وموسى ...الخ ؟
وهل هذه العقيده يقبلها كبار علماء الشيعه ومحققيهم ؟
ومن هم المفوضه ؟ وهل المفوضه هم فقط من يقولون باستقلال اهل البيت عن الله كما يقول بعض السطحيين ؟
كل هذه الاسئلة قد أجاب عليها علماء الشيعه بالتفصيل في كتبهم وبينوا عقيدتهم فيها وردوا على من خالفهم بالادله والبراهين
لذلك جمعت بعض كلمات أكابر علمائنا حتى يُحصّن المؤمن نفسه من هذه الطوائف والتيارات التي بدأت تنتشر وتريد ان تجرف المؤمنين الى الهلكات والشبهات والاعتقاد بما لم يعلم صحته عن الله ورسوله واهل بيته (عليهم السلام ) ويريدون ان يجعلو المؤمنين يخالفون ما نصت عليه الايات الواضحات !!
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــ
1) الشيخ المجلسي (رحمه الله ) صاحب كتاب بحار الانوار
يقول في كتاب مراة العقول (ثم اعلم أن التفويض يطلق على معان بعضها منفي عنهم عليهم السلام، و بعضها مثبت لهم.
فالأول التفويض في الخلق و الرزق و التربية و الإماتة و الإحياء فإن قوما قالوا إن الله تعالى خلقهم و فوض إليهم أمر الخلق فهم يخلقون و يرزقون و يحيون و يميتون و هذا يحتمل وجهين:
" أحدهما" أن يقال: إنهم يفعلون جميع ذلك بقدرتهم و إرادتهم و هم الفاعلون لها حقيقة فهذا كفر صريح، دلت على استحالته الأدلة العقلية و النقلية، و لا يستريب عاقل في كفر من قال به.
و ثانيها: أن الله تعالى يفعلها مقارنا لإرادتهم كشق القمر و إحياء الموتى و قلب العصا حية و غير ذلك من المعجزات، فإن جميعها إنما تقع بقدرته سبحانه مقارنا لإرادتهم لظهور صدقهم فلا يأبى العقل من أن يكون الله تعالى خلقهم و أكملهم و ألهمهم ما يصلح في نظام العالم، ثم خلق كل شي ء مقارنا لإرادتهم و مشيتهم، و هذا و إن كان العقل لا يعارضه كفاحا لكن الأخبار الكثيرة مما أوردناها في كتاب بحار الأنوار يمنع من القول به فيما عدا المعجزات ظاهرا بل صريحا، مع أن القول به قول بما لا يعلم، إذ لم يرد ذلك في الأخبار المعتبرة فيما نعلم، و ما ورد من الأخبار الدالة على ذلك كخطبة البيان و أمثالها فلم توجد إلا في كتب الغلاة و أشباههم، مع أنه يمكن حملها على أن المراد بها كونهم علة غائبة لإيجاد جميع المكنونات و أنه تعالى جعلهم مطاعا في الأرضين و السماوات، و يطيعهم بإذن الله تعالى كل شي ء حتى الجمادات، و أنهم إذا شاءوا أمرا لا يرد الله مشيتهم، لكنهم لا يشاءون إلا أن يشاء الله.
و ما ورد من الأخبار في نزول الملائكة و الروح لكل أمر إليهم، و أنه لا ينزل من السماء ملك لأمر إلا بدأ بهم فليس لمدخليتهم في تلك الأمور، و لا للاستشارة بهم فيها، بل له الخلق و الأمر تعالى شأنه، و ليس ذلك إلا لتشريفهم و إكرامهم و إظهار رفعة مقامهم.
و قد روى الطبرسي (ره) في الاحتجاج عن علي بن أحمد القمي قال: اختلف جماعة من الشيعة في أن الله عز و جل فوض إلى الأئمة صلوات الله عليهم أن يخلقوا و يرزقوا، فقال قوم: هذا محال لا يجوز على الله، لأن الأجسام لا يقدر على خلقها غير الله عز و جل، و قال آخرون: بل الله عز و جل أقدر الأئمة على ذلك و فوض إليهم فخلقوا و رزقوا، و تنازعوا في ذلك تنازعا شديدا، فقال قائل: ما بالكم لا ترجعون إلى أبي جعفر محمد بن عثمان فتسألونه عن ذلك ليوضح لكم الحق فيه، فإنه الطريق إلى صاحب الأمر عليه السلام، فرضيت الجماعة بأبي جعفر و سلمت و أجابت إلى قوله، فكتبوا المسألة و أنفذوها إليه، فخرج إليهم من جهته توقيع نسخته: أن الله تعالى هو الذي خلق الأجسام و قسم الأرزاق لأنه ليس بجسم و لا حال في جسم ليس كمثله شي ء و هو السميع البصير، فأما الأئمة عليهم السلام فإنهم يسألون الله تعالى فيخلق، و يسألونه فيرزق إيجابا لمسألتهم، و إعظاما لحقهم.....) مرآة العقول في شرح أخبار آل الرسول، ج 3، ص: 143
أقول : والروايه الاخيره جدا مفيده تثبت المطلوب ، لان المعروف من زمن رسول الله الى عصر اخر امام من أئمة الحق (عليهم السلام ) انهم كانو يدعون الله لاصحابهم بالبركة او الشهاده
ولم نرى روايه تقول ان احد اصحاب الائمة عليهم السلام المخلصين كسلمان وابو ذر وغيرهم أتى الى الامام وقال له أرزقني ! بل الوارد انهم يقولون لهم ادعو الله لنا ... فتأمل .
2) اية الله الشيخ ناصر مكارم الشيرازي في كتاب (بحوث فقهيه مهمه)
قال (الرّابع ـ التفويض في أمر الخلقة .
ولا إشكال أيضاً في بطلانه، إذا كان المراد التفويض الكلّي بمعنى أن الله خلق رسول الله (صلى الله عليه وآله) والأئمّة المعصومين وجعل أمر خلق العالم ونظامه وتدبيره إليهم، فإنه شرك بيّن. ومخالف لآيات القرآن المجيد، الظاهرة، بل الصريح في أن أمر الخلق والرزق والربوبية وتدبير العالم بيد الله تعالى لا غيره.
نعم يظهر من بعض كلمات العلاّمة المجلسي معنى آخر للتفويض الكلّي بمعنى جريان مشية الله على الخلق والرزق مقارناً لارادتهم ومشيتهم، وأنه لا يمنع العقل من ذلك، ولكن صرّح بأن ظاهر الأخبار بل صريحها بطلان ذلك، ولا أقل من أن القول به قول بما لايعلم.
قلت : بل ظاهر الآيات القرآنية مخالف له أيضاً، وأن أمر الخلق والرزق والاماتة والاحياء بيد الله ومشيته لا غير.
نعم ورد في بعض الروايات الضعيفة مثل خطبة البيان التي نقلها المحقّق القمي (قدس سره)في جامع الشتات مع الطعن فيها، أن أمرها بيد الأئمّة (عليهم السلام) أو بيد أميرالمؤمنين علي (عليه السلام)، لكنّه ضعيف جداً مخالف لكتاب الله عزّوجلّ.
ولكن ظاهره المعنى الأوّل الذي لايمكن القول به، ولا يوافق الكتاب ولا السنّة، بل قد عرفت أنه نوع من الشرك أعاذنا الله تعالى منه.
قال الله تعالى : (أم جعلوا لله شركاء خلقوا كخلقه فتشابه الخلق عليهم قل الله خالق كلّ شيء وهو الواحد القهار).
وإن كان ولابدّ من توجيهها فليحمل على العلّة الغائية، مثل «لولاك لما خلقت الافلاك» و «بيمنه رزق الورى» فتدبّر جيداً.
وأمّا «التفويض الجزئي» في أمر المعجزات والكرامات إليهم، كشق القمر واحياء بعض الموتى بأيديهم وشبه ذلك فهو ممّا لا مانع منه عقلاً ونقلاً ..... ولنختم الكلام ببعض الروايات الواردة في المقام وكلمات أعاظم المذهب ممّا يؤكد ما ذكرنا في هذه المسألة، أي نفي التفويض في امر الخلقة.
قال الصدوق (رضوان الله تعالى عليه) في رسالة الاعتقاد : اعتقادنا في الغلاة) والمفوضة أنهم كفّار بالله جلّ جلاله، وأنهم شرّ من اليهود والنصارى والمجوس والقدرية والحرورية... إلى قوله كفّاراً .
ونقل العلاّمة المجلسي في مرآة العقول عن زرارة أنه قال : قلت للصادق (عليه السلام) : إن رجلاً من ولد عبدالله بن سنان يقول بالتفويض فقال : وما التفويض ؟ قلت : إن الله تبارك وتعالى خلق محمّداً (صلى الله عليه وآله) وعلياً (عليه السلام) ففوض إليهما، فخلقا ورزقا وأماتا وأحييا، فقال (عليه السلام) : كذّب عدو الله إذا أنصرفت إليه فأتل عليه هذه الآية من سورة الرعد (أم جعلوا لله شركاء خلقوا كخلقه فتشابه الخلق عليهم قل الله خالق كلّ شيء وهو الواحد القهار)فانصرفت إلى الرجل فأخبرته فكأني ألقمته حجراً، أو قال فكأنما خرس .) ص 550
أقول : كلام الشيخ ناصر مكارم الشيرازي جدا عميق ومفيد ، ولكن للانصاف ان الحديث الذي ذكره (لولاك لما خلقت الافلاك ) هو حديث لم يثبت كما صرح به بعض المراجع كاية الله محمد اصف المحسني (كما اثبتنا هذا الامر في بعض المواضيع الاخرى ) ، وقوله عن العلة الغائية ان كان يعني بالعلة الغائية لخلق الخلق هم اهل البيت فأيضا يحتاط بعض المراجع كالسيد فضل الله (رحمه الله ) ان يطلق هذا الوصف على اهل البيت لورود الايات التي تقول {اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ وَمِنَ الْأَرْضِ مِثْلَهُنَّ يَتَنَزَّلُ الْأَمْرُ بَيْنَهُنَّ لِتَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ وَأَنَّ اللَّهَ قَدْ أَحَاطَ بِكُلِّ شَيْءٍ عِلْماً }الطلاق12
فيقولون ان العلة التي من اجلها خلق الله الخلق هي المعرفة فإذا عرفوه عبدوه {وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ }.
ويقولون ايضا (إذا كان اهل البيت هم علة وجود العالَم فماهي علة وجود أهل البيت أصلا ؟سنرجع من جديد الى إثبات إن علة وجود اهل البيت - والتي ستكون عندئذ هي العلة العُظمى - الشاملة لخلقهم ولخلق وبقية الانس والجن وهي ليعبدون) ) ..فتأمل
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــ
3) الشيخ علي اكبر غفاري محقق كتاب الكافي
يقول (...ولعله كان غرضهم ما نسب اليهم من انه تعالى لما خلق انوار الائمة عليهم السلام فوض اليهم امر خلق العالم فهم خلقوا جميع العالم وقد نفوا عليهم السلام ذلك وتبرؤوا منه ولعنوا من قال به وقد وضعوا الغلاة اخبارا في ذلك ..) هامش كتاب الروضه حديث القباب .
وذكر الشيخ نفس هذا المعنى في كتابه دراسات في علم الدرايه ص 149
أقول : في كلام الشيخ إشاره لطيفه وهي حثه المؤمنين على التفحص من الاحاديث وبالخصوص العقائدية لان الغلاة وضعوا أحاديث كما ان النواصب وضعوا احاديث ايضا في الطعن بأهل البيت .
فلا يصح ان ندين الله بشئ لا نعلم صحته عن اهل البيت (عليهم السلام) وبالخصوص في العقائد
(وَلَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ (168) إِنَّمَا يَأْمُرُكُمْ بِالسُّوءِ وَالْفَحْشَاءِ وَأَنْ تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ) نعوذ بالله ان نكون منهم .
4) اية الله الشيخ جعفر السبحاني (حفظه الله )
يقول في كليات في علم الرجال ( "التفويض ومعانيه"
إن الفرقة المعروفة بالغلو هي فرقة المفوضة، غير أنه يجب تحقيق معناها حتى يتبين الصحيح عن الزائف فنقول: إن التفويض يفسر بوجوه: الاول: تفويض خلقة العالم إلى النبي والائمة عليهم السلام وأنهم هم الخالقون والرازقون والمدبرون للعالم.
وغير خفي أن التفويض بهذا المعنى شرك على وجه، وباطل على وجه آخر.
فلو قالوا بأن الله سبحانه فوض أمر الخلق والتدبير إليهم عليهم السلام واعتزل هو عن كل شئ، فهذا هو الشرك والكفر، يخالفه العقل والبرهان، ويضاده صرحى الآيات.
قال سبحانه * (بديع السموات والارض أنى يكون له ولد ولم تكن له صاحبة وخلق كل شئ وهو بكل شئ عليم * ذلكم الله ربكم لا إله إلا هو خالق كل شئ فاعبدوه وهو على كل شئ وكيل) * الانعام101 102.) وقال سبحانه: * (إن ربكم الله الذي خلق السموات والارض في ستة أيام ثم استوى على العرش يدبر الامر ما من شفيع إلا من بعد إذنه ذلكم الله ربكم فاعبدوه أفلا تذكرون) * يونس: 3.
ولو زعموا أن النبي والائمة من جملة الاسباب لخلق العالم وتدبيره، وأن الفاعل الحقيقي والسبب الواقعي هو الله سبحانه، وهو لم يعتزل بعد، وإنما جعلهم في مرتبة الاسباب والعلل، فهذا القول وإن كان لا يوجب الشرك، لكنه غير صحيح، فان النبي والائمة عليهم السلام ليسوا من أسباب الخلقة، بل هم يستفيدون من تلك الاسباب الطبيعية وتتوقف حياتهم على وجود العلل والاسباب المادية، فكيف يكونون في مرتبة العلل والاسباب؟ فالنبي والامام يستنشقان الهواء، ويسدان جوعهما بالطعام، ويداويان بالادوية إلى غير ذلك من الامور التي يتصف بها كل الناس.
نعم إن للعالم الامكاني ظاهره وباطنه، دنياه واخراه مدبرا ومدبرات يدبرون الكون بأمره سبحانه كما ينبئ عنه قوله تعالى: * (فالمدبرات أمرا) * النازعات: 5.
وقال سبحانه: * (لا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون) * التحريم: 6.
وقال الصادق عليه السلام: " أبي الله يجري الاشياء إلا بأسباب فجعل لكل شئ سببا، وجعل لكل سبب شرحا، وجعل لكل شرح علما، وجعل لكل علم بابا ناطقا، عرفه من عرفه وجهله من جهله، ذاك رسول الله صلى الله عليه وآله ونحن ".
ومع هذا الاعتراف فليس النبي والامام من أسباب الخلق والتدبير، وإنما هم وسائط بين الخالق والخلق في إبلاغ الاحكام وإرشاد العباد، وسائر الفيوض المعنوية من الهداية الظاهرية والباطنية.
فان قلت: قد تواترت الروايات بأنه لولا الحجة لساخت الارض بأهلها، وقد عقد الكليني في كتاب الحجة بابا لذلك وقال: " إن الارض لا تخلو من حجة " وأورد فيه روايات تبلغ ثلاث عشرة رواية .
قلت: لا إشكال في صحة هذه الروايات، ولكنها لا تهدف إلى كون النبي والامام من الاسباب والمدبرات التي نزل به الذكر الحكيم، ونطق به الحديث الصحيح، وإنما تهدف إلى أحد أمرين: الاول: إن النبي والامام غاية لخلق العالم، ولولا تلك الغاية لما خلق الله العالم، بل كان خلقه أمرا لغوا.
وبعبارة اخرى إن العالم خلق لتكون الانسان الكامل فيه، ومن أوضح مصاديقه هو النبي والامام، ومن المعلوم أن فقدان الغاية يوجب فقدان ذيها، ولاجل ذلك يصح أن يقال: إن الانسان الكامل يكون من بسببه الوجود سببية غائية، لا منه الوجود سببية فاعلية معطية له فهو سبب غائي لا علة فاعلية، فاحفظ ذلك فإنه ينفعك.)
اللهم اجعلنا من الحافظين لقول الشيخ (حفظه الله ) واعصمنا من التيارات الفاسده والاقوال الكاسده التي شوهت صورة مذهب اهل البيت (عليهم السلام ) والدين الاسلامي بدعوى حب اهل البيت !!! كما ان الوهابية شوهو صورة الاسلام بالقتل والارهاب لمن يختلفون معه بالخصوص مع شيعة أمير المؤمنين !!! فلعنة الله على الظالمين من المفوضه والقالين .
5) آية الله العظمى زعيم الحوزة العلمية الحاج السيد محمد رضا الگلپايگاني
( الكلام حول المفوضة وهم فرقة قائلون بانعزال الله تعالى عن الافعال وارجاع الامور إلى العباد و انه سبحانه فوض الافعال إلى المخلوقين هذا. والحق ان التفويض على اقسام: منها القول بان الله لما خلق العباد اعطاهم قدرة اغناهم بها عنه فهم بعد ذلك مستقلون في الامور قائمون على وفق مشيتهم وارادتهم وقدرتهم ولا يحتاجون إليه والى حوله وقوته وهو بمعزل عن الامور لتفويض الامر إليهم و ذلك مثل ان مثريا اعطى فقيرا مالا وامره بالتجارة لنفسه فهذا الآخذ بعد قبضه و اخذه المال المزبور يتجر لنفسه ولا يحتاج إلى المعطى اصلا، وعلى هذا فالله تعالى وان كان قادرا الا ان العبد ايضا قادر لا يحتاج إليه بعد ذلك، غاية الامر ان الله قادر بذاته، والانسان قادر بالله سبحانه. ولعل الذى حملهم على هذا الاعتقاد هو ما رأوه من القبائح والسوء و الفحشاء الصادرة من الانسان فزعموا انه لو لم يقولوا بتفويض الامور إلى العبد لزم نسبة تلك الذنوب والقبائح إليه تعالى فلاجل تنزيه الله عن ارتكاب الجرائم قالوا بان الله فوض الامور إلى العباد ولا دخل له سبحانه في امورهم اصلا. ومنها القول بتفويض امر الخلق والرزق إلى بعض عباده كان يقال ان الله لما خلق الارض فوض الامر إلى النبي صلى الله عليه وآله فخلق هو صلى الله عليه وآله ما فيها أو انه تعالى خلق محمدا صلى الله عليه وآله وفوض إليه امر العالم فهو الخلاق للدنيا وما فيها. وبطلان كلا القولين واضح لان ازمة الامور كلها بيد الله ولا غناء عنه لاحد ابدا ولا يملك العبد في الحقيقة شيئا والله تعالى خلق الخلق وهو مدبر عالم الوجود ومديره حدوثا وبقاءا ولو لا عناية الله تعالى وافاضة الفيوض الربانية لما بقى شئ، ولما استقام امر. وعلى الجملة فحياة الانسان وتصرفاته كلها منوطة بالله والخلق كلهم عياله وفى قبضته ومحتاجون إليه آنا فآنا. وله القدرة التامة والسلطنة الكاملة في كل آن من الآنات. ولازم القول بالتفويض على كلا القسمين هو سلب القدرة عن الله تعالى و اخراجه عن سلطانه كما ورد عن الامام الصادق عليه السلام: انهم ارادوا ان لا ينسبوا إلى الله القبائح فسلبوا عنه القدرة. ) نتائج الأفكار، الأول
6) الشريف المرتضى
يقول (وبهذا توصلنا إلى ابطال قول المفوضة الذين قالوا : ان الله تعالى فوض إلى
محمد وعلي عليهما السلام الخلق والرزق وغير ذلك .) رسائل الشريف المرتضى .
7) الشيخ عبد الله شبر
يقول ( "تحقيق وإيضاح "
الاخبار بهذا المضمون كثيره رواها المحدثون في كتبهم وحاصلها أن، الله سبحانه فوض أحكام الشريعه الى نبيه بعد أن أيده واجتباه وسدده وأكمل له محامده وأبلفه الى غاية الكمال والتفويض بهذا المعنى غير التفويض الذي أجمعت الفرقة المحقه على بطلانه وقال به بعض أهل المذاهب الباطله والمقالات الفاسدة حيث ذهبوا الى ان الله تعالى خلق محمدا صلى الله عليه واله وفوض اليه امر العالم فهو الخلاق للدنيا ومافيها او أنه فوض اليه أمر الرزق دون الخلق أو انه فوض العباد في الفعل على وجه الاستقلال . وبطلان التفويض في الاولين من ضرويات الدين .
وفي الاخير من ضروريات المذهب وما ورد في ابطال التفويض وذم المفوضه ولعنهم فهو ناظر الى ذلك وقد تقدم الكلام في المعنى الاخير مستقصى . وروي عن الرضا عليه السلام انه قال : .....ومن زعم أن الينا الخلق وعلينا الرزق فنحن منه براء كبراءة عيسى بن مريم من النصارى . وعن زرارة قال : قلت للصادق عليه السلام : إن رجلا من ولد عبد الله بن سبأ يقول بالتفويض فقال وما التفويض ؟ فقلت : ان الله عز وجل خلق محمدا وعليا ثم فوض الامر اليهما ، فخلقا ورزقا وأحييا واماتا ، فقال عليه السلام : كذب عدو الله إذا رجعت اليه فاقرا عليه الايه التي في سورة الرعد (أَمْ جَعَلُواْ لِلّهِ شُرَكَاء خَلَقُواْ كَخَلْقِهِ فَتَشَابَهَ الْخَلْقُ عَلَيْهِمْ قُلِ اللّهُ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ وَهُوَ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ }
مصابيح الانوار ج1 ص 368
أقول : بعد عرض كل هذه النصوص الصريحه نستنتج عدة أمور :
أولا : بطلان زعم البعض في قولهم (ان التفويض هو فقط بالاعتقاد بإستقلالية اهل البيت عن الله اما الاعتقاد بان اهل البيت يخلقون باذن الله فليس تفويض) !!! وتبين لنا ركاكة وسقوط هذا القول الذي يردده البعض الى يومنا هذا .
ثانيا : لم يفوض الله تعالى خلق العالم الى أحد ، والايات القرانية توضح هذا الامر {أَمْ جَعَلُواْ لِلّهِ شُرَكَاء خَلَقُواْ كَخَلْقِهِ فَتَشَابَهَ الْخَلْقُ عَلَيْهِمْ قُلِ اللّهُ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ وَهُوَ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ } وهي مطلقه
ولا يمكن تقييد هذه الايات بالروايات حتى وإن كانت صحيحة السند لان الظني لا يقيد القطعي في باب العقائد كما قرره اهل التحقيق في محله فضلا ان تكون هذه الروايات من المرسلات والضعفاف والتي رواها المجاهيل او فاسدي العقيدة فكيف يمكن ان تقيد هذه الروايات القران ?!! .
ثالثا : من يزعم ان الله منزهه عن خلق العالم يُرد عليه ان الله ايضا منزهه عن خلق اهل البيت لانه ليس بجسم ولا ماده فكيف خلقهم ؟!! فهذا الاعتقاد فيه منافذ ربما توصل المؤمن الى الشرك (والعياذ بالله ) بالقول ان اهل البيت خلقو انفسهم بانفسهم لان الله منزه عن خلق احد ومجانسة مخلوقاته !!! .
رابعا : قبول معاجز وكرامات أهل البيت (عليهم السلام) كإحياء بعض الموتى وشفاء المرضى بإذن الله إن ثبتت هذه الروايات بالطرق القطعيه ، حتى نكون النمرقة الوسطى التي لا تقبل الكذب ومرويات الدجل والخرافات في المعاجز والخوارق ، وفي المقابل لا ننكر الروايات ونبخس حق أهل البيت (عليهم السلام) إن كانت ثابته كما هو حال من يخالفونا وبالخصوص اتباع بني امية .
ثم يجب ان لا يُغفل ان العلماء والمراجع العظام مختلفين أختلاف كبير جدا في كيفيفة إحياء عيسى ابن مريم الموتى وشفاء المرضى
هل هو بدعاء المسيح عليه السلام ؟ او يستطيع عيسى ان يحييي الموتى مباشره بإذن الله ؟
يقول السيد الطبطبائي في الميزان وهو من اصحاب الرأي الاول قال (وقوله " وإذ تخرج الموتى باذني " أي اذكر اذ تدعوني فأحيي الموتى عند دعائك وأخرجهم من القبور حتى يشادهم الناس أحياء. وانما نسبه إلى عيسى لما بينا من أنه كان بدعائه.) وعلى هذا الرأي جماعه من المراجع والعلماء
ويقول البعض الاخر من العلماء كآية الله ناصر مكارم الشيرازي(حفظه الله ) (وأمّا «التفويض الجزئي» في أمر المعجزات والكرامات إليهم، كشق القمر واحياء بعض الموتى بأيديهم وشبه ذلك فهو ممّا لا مانع منه عقلاً ونقلاً، واصرار بعض على كون هذا أيضاً من قبيل الدعاء والطلب من الله بأن يخلق كذا عند دعائهم ممّا لا وجه له، بعد ظهور قوله تعالى : (وإذ تخرج الموتى بإذني) في كون المحيي هو المسيح (عليه السلام)ولكنّه بإذن من الله وتأييد منه تعالى.) .
أقول : مع هذا الاختلاف الواسع والشاسع الامر في الاعتقاد يكون للمكلف بعد ان يبحث ويحقق هل يكون مع اصحاب الرأي الاول او الثاني
وظهر لي (ولا أتحمل من يأخذ بما اقول الا بعد التأمل ) ان الرأي الاول هو الاقوى (والله اعلم )
لماذا ؟
لان روايات أهل البيت (عليهم السلام) تثبت هذا المعنى وتصرح ان عيسى بن مريم كانت له هذه القدرات بسبب (الاسم الاعظم) الذي أعطاه الله إياه
روي عن الامام الصادق (عليه السلام) قال ان الله عزوجل جعل اسمه الاعظم على ثلثة وسبعين حرفا فاعطى آدم منها خمسة وعشرين حرفا واعطى نوحا منها خمسة عشر حرفا واعطى منها ابراهيم ثمانية احرف واعطى موسى منها اربعة احرف واعطى عيسى منها حرفين وكان يحيى بهما الموتى ويبرئى بهما الاكمه .
أقول : والاسم الاعظم هو من الاقوال التي علمها الله بعض الاولياء والخواص فيدعونه فيستجب لهم
وهذا هو الوارد عند الشيعه والسنة سواء
عن الرسول في كتب المخالفين واهل البيت ان (الاسم الأعظم الذي إذا سئل به أعطى وإذا دعي به أجاب) http://www.dorar.net/enc/hadith?skey...D=1&d%5B2%5D=2
ونقرأ في الادعيه المرويه عن اهل البيت في كتبنا (اللهم إني أسألك باسمك العظيم الأعظم الأعز الأجل الأكرم الذي إذا دعيت به على مغالق أبواب السماء للفتح بالرحمة انفتحت و إذا دعيت به على مضايق أبواب الأرض للفرج بالرحمة انفرجت و إذا دعيت به على العسر لليسر تيسرت و إذا دعيت به على الأموات للنشور انتشرت و إذا دعيت به على كشف البأساء و الضراء انكشفت ...) دعاء السمات .
فعيسى ابن مريم علم بعض المعاني للاسم الاعظم الذي إذا دعي الله به أجاب .
فإن قيل هذا لعيسى فما تقول في إحضار آصف بن برخيا وصي سليمان عرش بلقيس ؟
نقول ايضا وردت روايات من الطرفين شيعه وسنة ان وصي سليمان كان عنده علم من الاسم الاعظم
راجع http://www.dorar.net/enc/hadith?skey...°ree_cat0=1