بسم الله الرحمان الرحيم والصلاة والسلام على المصطفى الأمين وآله الأطهار المنتجبين ...
والحمد لله على ما أنعم من كرم البصيرة والهداية على دروب الولاية ..
عشقتك .. والفجر ...
... وبعد عقود.. حلّت ذكرى الخلود ولازلت أعيش أيّامك الخالدة والأبناء ، كانوا شبابا من طينة كربلاء والشعار من بقايا خِيام الطفوف .. وكنت يومها أجهل كنهك والعمامة السوداء ، وأجهل السرّ لأمّة وترٍ قد نهضت من بين أجداث الهوان والتفسّخ ، والراية والشعار والمفردات .. كانت من وحي يوم قد إحتوت ساعاته كلّ الزمان وأرضه والوجود.. فكانّما الحسين "ع" قد أضاء نوره من على الأفق البعيد ، وقد أعاد الزمان دورته إشتياقا منه ليوم اللّهوف .. وأعيدت مع طلعته كتابة التاّريخ ، وأنتصر الحسين "ع" عن يزيد ، ووضع الكتاب الذي لا تحتويه من عظمته الدّفتان ، وقد إستظلّ عند صفحات عزّه كلّ المحرومين والمستضعفين في هذا الوجود .. فكان رسما من وحي حفيد الحسين "ع" ، وكان قيس وزهير .. وعفيف ونحن كالهيم العطاش من بلاد القيروان على ضفافكم نلتمس اليوم قطرات من دم الشهيد عند أعتاب المدرسة الفيضية .. أو من ساحة الحرية .. أو مرتفعات ميمك أو جزر مجنون .. وكان دمكم عصيَّ بعد أن أصبح من فصيلة عاشواء ، وطينتكم والعرق منكم من وحي الغدير .. فكان الولي وكنتم الأنصار ، وكانت البيعة من على ثراء بهجت زهراء .. وكان المزاد .. وكان البيع والشراء .. وكان الفوز الأوفى .
... روح الإله .. كنت ولا زلت أراك فوق الموت الذي غيب جسدك .. ومن أنّا له أن يطويَ صفحة الخالدين .. وكيف له السبيل على نبض مشتقّ من قلب المرتضى .. ولجرحه بلسمٌ من نحر التريب بأرض الغابريّة .. وكانت يمُناه والسحاب حين يرفعها .. ظلّ أمن للمستوحشين والثكالى ..وسوط عذاب على نواصي المستكبرين والأذناب .. وقد ظنّوا أنّ بغياب طلعتك القدسيّة تسقط من أيدينا الراية ، كما ظنّ أسلافهم من أشقياء الطفوف .. وهل غابت شمس جدّك حتّى تغيب شمسك ..؟
بل مع كلّ إشراقة لها كنّا نلتمس من بين خيوطها قبسات من أنفاسك دفئا لأجساد أعياها الإنتظار .. وقد نشتاق إليك وأنت بين الجرح والدمع .. وهل يختم الجرح منّا مع فقدانك في كلّ لحظة دون أثر .. ومرّت العقود مع غيابك ، ، ولكن أراك كلّما لامست قلبي رعشة إيمان ، أو لامست أناملي حبّات لمسبحة من حباب لتربة الشهيد .. وكنّا نشتاق إلى طلعتك من كلّ قيام أو قعود ،
حتّى كاد أن يُذبح الأمل الغافي في صدورنا .. لولا الأمين على الوصيّة .. وكانت ثورة والشعار .. وستبقى حجر الزاوية لدولة المنتظر – عجّل الله فرجه الشّريف - وسنبقى من المنتظرين وعلى الوعد والعهد بأن أمر الله كان مفعولا ، ومقالة الصدق تردّد ألسنة الأولياء ..
": ولنمنّ على الذين إستضعفوا في الأرض ونجعلهم أئمة ونجعلهم الوارثيـــــــــــــــــــــــــن ..:"
عاشق لروح الله أبو مرتضى علي
التعديل الأخير تم بواسطة أبو مرتضى عليّ ; 05-06-2011 الساعة 10:45 PM.