الدخان الكثيف يلقي على المكان المعتم مسحة من الظلام ...
هناك , حيث برودة الحياة , و جوها الكئيب الحزين ..
حيث آهات المعذبين و البائسين
حيث هموم يومية تتكرر بثياب حرمان جديدة !
هناك كان رجل , يعيش كغيره من التائهين في زحمة الموت ..
جلس بهدوء , و سكينة ..
لم يغير فيه الوضع كثيرا , و لم يخط الشيب رأسه بسبب ما يلاقيه كل يوم ..
قد رضي بما آل اليه الامر , و هو بعد لم يشتكي , و لم يصرخ ..
كان يبتسم فقط ...
و هناك , كان في يديه قنينة خمر مقدسة , يحتسيها بين الفينة و الاخرى ..
وهو يترنم ...
ان الحياة ماضية ماشية متصرفة , سواء استقبلناها بابتسامة او دمعة ..
فلم اهرق دمعي , و اثقل فؤادي بهمومها ؟؟
لاواجهها بالابتسامة و التفاؤل ... و حتما سينتهي كل شيء في لحظة ما !!