لقد كانت في الكوفة امرأة ممن تحلت بسمات الرجال المهذبين الذين
لم تلم بساحتهم أي لائمة ولا توجهت اليهم مغبة انها تلك
المرأة التي خلدها التاريخ بالذكر والثناء الجميل
وحضيت بالرضوان من الله ورسوله
الاوهي
طـــــــوعــــــــــة
رضوان الله عليها
ولوكن النساء كمن ذكرنا ... لفضلت النساء على الرجال
فلا التأنيث لاسم الشمس عيب ... ولا التذكير فخر للهلال
أصيحيح امرأة تفوق الرجال في الفضائل !!
وذلك لما اجنته في اضالعها من
طهارة النفس
وشرف المنبت
والولاء الصحيح لأهل البيت
فقامت بما يرضى الله ورسوله ويحبذه الشرف والإنسانية ويدعو الية الخطر
والناس يتمايزون بالنفسيات الكريمة
والغرائز الطيبة
والعمل الصالح
وماذا عن طوعة
وقد طاوعتها نفسها على متابعة الدين واقتصاص اثر الدين
وآداء اجر الرسالة بإيواء ابن عم سيد الشهداء
فتحلت بما تخلى عنه ذوو الهمم القاصرة
والنفوس الضعيفة
فشع نورها بين اهاتيك الظلم المدلهمة كما شاع ذكرها
في السماء العلى وفي ثنايا الحقب والاجيال
المتتالية
فهي حية بعمرها الثاني حتى يسكنها الله تعالى الخلد في جوار
المصظفى ووصية المرتضى
قال المؤرخون :
لما بقي مسلم ابن عقيل عليه السلام وحدهُ يتلدد في أزقة الكوفة لايدري
الى ان يتوجه انتهى به السير الى باب امرأة يقال لها طوعة ام ولد
كانت للأشعث بن قيس أعتقها وتزوجها أسيد الحضرمي فولدت
له بلالاً كان مع الناس وكانت هذه المرأة على الباب تنتظرهُ
فلما رآها مسلم عليه السلام استسقاها فسقته فجلس على الباب
لا تطاوعهُ نفسه ان يبتدئها بطلب الاذن في الدخول للدار
ولا يعرف موضعاً يؤويه من عادية الطاغي
ولامن يأخذبه الى الخلاص من الجند الطغاة
والشوارع ملئت حرساً وقد فرق الخوف
جل الناهضين معه
فألتفت اليه قائلة: ألم تشرب
فأجابها بصوت منكسر وزفرات متصاعدة: نعم قد شربت
قالت: إذاً لماذا لم تذهب الى اهلك؟
فسكت عنها إذ لم يكن له أهل ولا يعرف من يأويه
ولكنها لم تقتنع بذلك لأنها امرأة مصونة تأنف من وقوف الاجنبي على بيتها
فقالت له: اني لاأحل لك الجلوس هنا ولا يصلح لك
فعندها رق وتلاين وقال :ياأمة الله مالي في هذا العصر منزل ولا عشيرة
فهل لك الى أجر ومعروف ولعلي أكافئك بعد هذا اليوم
فأستفزتها هذه الكلمة الغالية
لأن الأجر من اعمال الصالحين والمعروف لايكافئ عليه الا أهله
فقالت مستفهمه :وماذاك ؟
قال: انا مسلم بن عقيل كذبني هؤلاء القوم وغروني
فلما سمعت بأسمه شعرت بزلفى الابد وسعادة لايتوفق لها الامن اودع الله تعالى
فيه نور الايمان فأعادت عليه السؤال عن اسمه
متأكدة في الحصول على الغاية الثمينه وقالت له:
أنت مسلم؟
قال : نعم فرحبت به وامتلأ قلبها سروراً بالحضوة بالضيافة مثل داعية
ابن رسول الله صلى الله عليه واله وسلم
وادخلته بيتاً غير الذي يأوى اليه ابنها وعرضت عليه الطعام فأبى
ولما وافى ابنها المنزل ورآها تكثر الدخول لذلك البيت استغرمن من الامر
فأستفهمها عنه فأعرضت وألح عليها فلم تخبره إلابعد ان اخذت
العهود ان لايعلم احداً بمن في البيت
الا اته لم يحفظ العهد فوشى بالسيد الجليل فكان ماعرف في النهاية
المشرفة لمسلم بن عقيل عليه السلام
وبقيت طوعة بموقفها المناصر لآل البيت
شمعة مضيئة على مر العصور
هذا الموضوع من كتابتي ارجوا ان ينال اعجابكم
وتقيمكم نسألكم الدعاء