[حالم في الخريف]

يا خدم البلاط في صوامع قصري ،، ايها الغلمان في دهاليز قلعتي ،، افتحوا لي النوافذ العليا ،، واكشفوا من امامي ستائر الحرير ،، لعلي ابصر هلال شهر رمضان يبتسم لي دون غيري،، ويحييني كما اعتاد منذ خمس سنوات وانا الوح له بيدي البيضاء من اي عطاء،، اتركوني لحظة الغروب اقف دقيقة صمت بحضرة الشهر الفضيل استذكر عقودا من الافطار على تميرات وكسيرات خبز وماء ،، فأذا استغرقت في الخشوع فنبهوني ،، فقادة الشعوب لا يجب ان يذوبوا في تفاهات الوجدان و ثنايا الضمير،، وهلموا اكتب لكم ما تشتهيه موائد افطاري فأرسلوا في العالمين واجلبوا لي كل ما يؤكل وما لا يؤكل فما عاد الحرمان يليق برفيع مقامي،، وافرشوا لي كل سجادات الصلاة في خزينة ملكي،، فقد قررت القيام احياءا لشعائر ديني،، واجعلوا المناديل اكواما عند محراب صلواتي كي لا تغرق تربة الصلاة بفيض دموعي ،، وبلغوا سكان الارض من رعيتي ،، انني اشكرهم لرفعهم مقامي بأصابع ايديهم البنفسجية ،، فلولاهم لما كان شهر رمضان ببيتي سفرة سياحية ،، وانصحوا غالبية شعبي ممن يفترشون الارض او يلتحفون السماء ،، واللاهثين ساعات يومهم خلف قوت رمق او دواء،، انني بصفتي الحائز على شرائع العلم والحُكم قد قررت ان ارفع عنهم وجوب الصوم ،، رفقا بحالهم فسكان الصرائف واحياء التجاوز والعاطلين عن العمل لايحق لهم في هذه الدنيا الا انتخابي سيدا ومولى ،، وما الصوم الا ترف يثقل كاهلهم ،، ومن عصاني فليس من خيار امامي الا ان اقطع عنه الكهرباء كي يغرق في ظلام وهجير،، حتى يعلم انني انا وحدي من يحق له الصوم ،، وانا وحدي من يخط للشعب ابعاد المصير.